أسباب فقر الدم بعوز الحديد
فقر الدم بعوز الحديد
يُعدّ فقر الدم بعوز الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency anemia) نوعاً شائعاً من أنواع فقر الدم الذي يتمثل بعدم قدرة الجسم على تصنيع خلايا الدم الحمراء الصحية بأعداد كافية، والتي تكمن أهميتها في نقل الأكسجين لخلايا الجسم المختلفة. وفي البداية، يمكن أن تكون أعراض فقر الدم بعوز الحديد معتدلة بحيث لا يمكن ملاحظتها، إلا أنّ الأعراض تتطور تدريجياً مع ازدياد نقص الحديد، وقد يتسبّب فقر الدم بعوز الحديد بالشعور بالتعب الشديد، والضعف العام، وشحوب الجلد، والشعور بألم في الصدر، وتسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، والصداع، والدوار، وبرودة اليدين والقدمين، ووجع اللسان والتهابه، وهشاشة الأظافر، واشتهاء المواد غير الغذائية، مثل: الثلج والأوساخ أو النشا، وضعف الشهية، وخاصة عند الرضع والأطفال المصابين بهذه المشكلة. وقد يُسبّب فقر الدم بعوز الحديد عدداً من المضاعفات الصحية مثل: مشاكل القلب، والتي تتمثل بتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها، وهذا ما يزيد العبء على القلب لضخ المزيد من الدم لتعويض نقص الأكسجين مما قد يؤدي إلى تضخم القلب أو فشله (بالإنجليزية: Heart failure)، كما أنّ فقر الدم بعوز الحديد قد يسبب المشاكل أثناء الحمل مثل: الولادة المبكرة وانخفاض وزن الرضيع عند ولادته، وقد يُسبّب فقر الدم بعوز الحديد تأخر النمو والتطور وزيادة فرصة الإصابة بالعدوى لدى الأطفال والرضع.[١]
أسباب فقر الدم بعوز الحديد
يحتاج الجسم الحديد لتصنيع خلايا الدم الحمراء السليمة، ويمكن القول أنّ فقر الدم بعوز الحديد قد يحدث نتيجة نقص الحديد بسبب فقدان الدم، أو تناول كمية حديد أقل من الكمية اليومية الموصى بها، أو الإصابة ببعض الأمراض التي تعيق امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي. وسنُفصّل هذه الأسباب كما يأتي:[٢]
- فقدان الدم: يُسبّب فقدان الدم فقدان الحديد كذلك، ومن أسباب فقدان الدم ما يأتي:
- تناول كمية من الحديد أقل من الكمية الموصى بها يومياً: وتعتمد الكمية الموصى بها من الحديد على العمر، والجنس، والحمل والرضاعة الطبيعية، وفيما يأتي بيان الكمية المُوصى بها من الحديد يومياً بحسب الفئات:
- عدم القدرة على امتصاص الحديد: قد لا يستطيع الجسم امتصاص الحديد رغم تناول الكمية الموصى بها منه، ويمكن بيان بعض الأمثلة على الأمراض والحالات التي تتسبب بعدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد:
- أسباب أخرى: وتتضمن ما يأتي:
- نزف الجهاز الهضمي نتيجة القرحة، أو سرطان القولون، أو الاستخدام المنتظم لبعض الأدوية مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
- الإصابة ببعض الأمراض الوراثية النادرة مثل توسع الشعيرات النزفي الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary hemorrhagic telangiectasia) الذي يسبب النزيف في الأمعاء.
- التبرع المتكرر بالدم.
- القيام باختبارات الدم المتكررة، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار.
- النزيف الشديد أثناء الدورة الشهرية لدى النساء.
- التعرّض لإصابة أو الخضوع لجراحة.
- نزيف الجهاز البولي.
- الرضّع حتى عمر 6 شهور: 0.27 مغم لكل من الذكور والإناث.
- الأطفال من عمر 7-12 شهراً: 11 مغم لكل من الذكور والإناث.
- الأطفال من السنة الأولى من العمر حتى ثلاثة أعوام: 7 مغم لكلا الجنسين.
- الأطفال بعمر 4-8 سنوات: 10 مغم لكلا الجنسين.
- الأطفال بعمر 9-13 عاماً: 8 مغم لكلا الجنسين.
- اليافعون بعمر 14-18 عاماً: تبلغ كمية الحديد الموصى بها 11 مغم للذكور، و15 مغم للإناث غير الحوامل، و27 مغم للحوامل، و10 مغم للمُرضعات.
- البالغون بعمر 19-50 عاماً: تبلغ كمية الحديد الموصى بها 8 مغم للذكور، و18 مغم للإناث غير الحوامل، و27 مغم للحوامل، و9 مغم للمرضعات.
- البالغون بعمر 51 عاماً فأكثر: 8 مغم لكلا الجنسين.
- أمراض الجهاز الهضمي، مثل داء سيلياك (بالإنجليزية: Celiac disease) الذي يُعرف بمرض حساسية القمح، ومرض الأمعاء الالتهابية، مثل: التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) ومرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، ومن أمراض الجهاز الهضميّ التي تُضعف امتصاص الحديد أيضاً: عدوى بكتيريا الملوية البوابية (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) التي تُعرف بجرثومة المعدة.
- الخضوع للجراحة المعدية المعوية، مثل جراحة إنقاص الوزن، وتحديداً مجازة المعدة (بالإنجليزية: Gastric bypass)، أو استئصال المعدة.
- بعض الأمراض الوراثية النادرة التي تُسبّب تصنيع كميات كبيرة من هرمون الهيبسيدين (بالإنجليزية: Hepcidin) الذي يمنع امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي.
- المرحلة النهائية للفشل الكلوي (بالإنجليزية: End stage renal disease)، حيث يفقد المريض الحديد والدم أثناء غسيل الكلى. كما أنّ هؤلاء المرضى يتناولون أدوية أخرى في الغالب مثل: مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors) التي تؤثر في امتصاص الحديد، أو مضادات التخثر أو مميِّعات الدم التي تزيد من احتمالية حدوث نزيف في الجهاز الهضمي مما يزيد احتمالية الإصابة بفقر الدم بعوز الحديد.
- الالتهاب الناتج عن قصور القلب الاحتقاني أو السمنة، إذ قد تُسبّب هذه الحالات المزمنة الالتهاب مما قد يسبب فقر الدم بعوز الحديد.
الوقاية من فقر الدم بعوز الحديد
يمكن الوقاية من فقر الدم بعوز الحديد لدى الرُضّع من خلال الرضاعة الطبيعية أو حليب الأطفال المُدعّم بالحديد حتى السنة الأولى من العمر، وينبغي التنويه إلى أنّ حليب البقر لا يُعدّ مصدراً جيداً للحديد للأطفال الرضع ولا يُنصح به لمن تقلّ أعمارهم عن عام واحد. وتجدر الإشارة إلى أهمية البدء بإعطاء الطفل الحبوب الكاملة المُدعّمة بالحديد أو اللحوم المهروسة مرتين يومياً على الأقل لزيادة مخزون الحديد في أجسامهم، كما يُنصح بالتأكد من عدم شرب الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد أكثر من 590 ملليلتر من الحليب يومياً، إذ إنّ شرب الكثير من الحليب قد يحل مكان الأطعمة الغنية بالحديد.[١] وبالنسبة للبالغين، يمكن الوقاية من فقر الدم بعوز الحديد من خلال تناول الأطعمة الغنية بالحديد، وفيتامين C. وتتضمن الأطعمة الغنية بالحديد: اللحوم، مثل: لحم الخروف، ولحم والدجاج، ولحم البقر، والفاصولياء، وبذور القرع، والخضار الورقية مثل: السبانخ، والزبيب، والفواكه المجففة الأخرى، والبيض، والمأكولات البحرية، مثل: المحار والسردين. أمّا الأطعمة الغنية بفيتامين C فتتمثل بالفواكه مثل البرتقال، والجريب فروت، والفراولة، والكيوي، والجوافة، والبابايا، والأناناس، والبطيخ، والمانجو، والبروكلي، والفلفل الأحمر والأخضر، والقرنبيط، والطماطم، والخضار الورقية.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "Iron deficiency anemia", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ↑ "Iron-Deficiency Anemia", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ↑ "Iron Deficiency Anemia", www.healthline.com, Retrieved 26-12-2018. Edited.