أسباب الصداع الدائم
الصداع الدائم
عند الحديث عن الصداع بشكل عام يُمكن تقسيمه إلى نوعين أساسيين، وهما: الصداع الأولي والصداع الثانوي؛ أمّا الصداع الأولي فيُقسم إلى عدة أنواع فرعية يُعتبر كل منها مرضاً أو اضطراباً قائماً بحد ذاته؛ كالصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster headache)، والشقيقة أو الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine)، والصداع التوتري (بالإنجليزية: Tension headache)، وينشأ هذا النوع من الصداع عن وجود مشكلة في أحد تراكيب الرأس أو أجزائه الحساسة للألم، أو عن تغيرات في النشاط الكيميائي في الدماغ، وأمّا الصداع الثانوي فينشأ عن إصابة الشخص بمشكلة صحية أو مرض أثّر في تلك التراكيب بطريقة أو بأخرى، وتسبّب بالإصابة بالصداع كأحد أعراضه.[1] وتجدر الإشارة إلى أنّ الجمجمة بحد ذاتها وكذلك أنسجة الدماغ لا تحتوي على أيّة أعصاب حساسة للألم، لذلك لا يُمكن للشخص الشعور بالألم فيها، ففي الحقيقة يُعزى الألم الذي يعاني منه الشخص عند إصابته بالصداع إلى تأثر أو اضطراب أحد التراكيب والأنسجة الأخرى الموجودة في الرأس أو الرقبة والتي تحتوى على أعصاب حسّاسة للألم كالأوعية الدموية، وفروة الرأس، والأنسجة المحيطة بالدماغ، وبعض الأعصاب الرئيسية التي تنشأ في الدماغ، بالإضافة للأسنان، والجيوب، وعضلات ومفاصل الرقبة.[2]
يُشخّص الطبيب الإصابة بالصداع الدائم أو ما يُعرف بالصداع المزمن اليومي (بالإنجليزية: Chronic daily headache)، في حال معاناة الشخص من أحد أنواع الصداع فترةً لا تقل عن 15 يوماً في الشهر الواحد، على أن يستمر هذا الأمر لمدة ثلاثة شهور أو أكثر، وقبل أن يختار الطبيب الخطة العلاجية المناسبة للمصاب، غالباً ما يعمد لإجراء عدد من الاختبارات والفحوصات، ليتأكد من عدم إصابة الشخص بأية مشكلة صحية أخرى تتسبّب بمعاناته من الصداع، ولعلّ أهم هذه الفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) واختصاراً MRI الذي يُمكّن الطبيب من الحصول على صورة واضحة ومُفصّلة لرأس المصاب.[3]
أسباب الصداع الدائم
أسباب الصداع الأولي الدائم
بشكل عام يُصيب الصداع الدائم الأفراد الذين لديهم تاريخ للإصابة بأنواع الصداع الأولي، وفي الحقيقة إنّ أسباب الإصابة بالصداع الأولي الدائم غير واضحة وغيرمفهومة حتى الآن، إلا أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطورة تقدّم حالة المصاب، بحيث يعاني الشخص من نوبات صداع متكررة، ومن هذه العوامل ما يأتي:[4][5]
- التقدم في العمر: إذ تزداد احتمالية الإصابة بالصداع الدائم لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40-50 عاماً، وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع الدائم بشكل عام.
- انخفاض ضغط الدم: فقد لوحظ أنّ انخفاض ضغط الدم يرتبط بالإصابة بالصداع النصفي المزمن.
- الإصابة بالاضطرابات النفسية: فقد لُوحظ أنّ الإصابة بالاكتئاب أو أحد اضطرابات القلق أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع الدائم.
- عوامل أخرى: كالأرق، والسمنة، والشخير، والقلق والتوتر، والإفراط في تناول الكافيين، والإفراط في استخدام الأدوية المسكنة لألم الرأس.
أسباب الصداع الثانوي الدائم
- تعرّض الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ أو المحيطة به للالتهاب، أو لمشكلة أخرى كالإصابة بالسكتات الدماغية.
- الإصابة بالعدوى؛ كالتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
- ارتفاع أو انخفاض الضغط داخل الجمجمة.
- وجود ورم في الدماغ.
- التعرّض لإصابة في الدماغ.
- فرط استخدام الأدوية المُسكّنة، فالأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة أو الصداع الشديد بغض النظر عن نوعه قد يتناولون الأدوية المسكنة بإفراطٍ للتخلص من الألم، وهذا ما قد يتسبّب بإصابتهم بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches) المعروف بأنّه دائم ومستمر.[4][6]
أنواع الصداع الدائم وأعراضها
قد تكون نوبات الصداع الدائم قصيرة الأمد، بمعنى أنّها لا تتجاوز أربع ساعات في اليوم الواحد، وفي بعض الحالات الأخرى قد تكون النوبات طويلة الأمد، بحيث تستمر لأكثر من أربع ساعات في اليوم الواحد، وبشكل عام تتضمن الإصابة بالصداع الدائم الأنواع الآتية:[4]
- الصداع النصفي المزمن: (بالإنجليزية: Chronic migraine)، غالباً ما يُصيب هذا النوع من الصداع الأشخاص المصابين من الأساس بالصداع النصفي، بحيث تتطور حالتهم ويزداد تكرار نوبات الصداع النصفي لديهم بشكل ملحوظ؛ إذ يُعاني منها المصاب لأكثر من 15 مرة في الشهر الواحد، وممّا يميز هذا النوع من الصداع شعور المصاب بألم نابض متوسط إلى شديد على أحد جانبي الرأس أو على كلا جانبيه، إضافة إلى ظهور أحد الأعراض التالية على الأقل، وهي: الغثيان، والقيء، والحساسية للضوء أو الصوت.
- الصداع التوتري المزمن: (بالإنجليزية: Chronic tension-type headache)، وما يميّز هذا النوع من الصداع هو شعور المصاب بألم ضاغط خفيف إلى متوسط على كلا جانبي الرأس.
- ألم نصف الرأس المستمر: (بالإنجليزية: Hemicrania continua)، يستجيب هذا النوع من الصداع للعلاج بدواء إندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin)، ويتمثل بالمعاناة من الصداع بشكل يومي وعلى مدار الساعة بحيث لا يتوقف الألم أبداً، وممّا يُميز هذا النوع أنّ المصاب يُعاني من ألم متوسط مستمر في أحد جانبي الرأس تتخلّله نوبات أكثر شدة وألماً، ويرافقه ظهور أحد الأعراض التالية على الأقل: سيلان أو احتقان الأنف، وتدميع أو احمرار العين في جانب الرأس المتأثر بالصداع، وتدلي الجفن، والشعور بالتهيّج.
- الصداع اليومي المستمر الجديد: (بالإنجليزية: New daily persistent headache)، يتمثل هذا النوع بالمعاناة من الصداع الدائم على نحو مفاجئ، ودون أن يكون للشخص أيّ تاريخ مرضي للإصابة بأحد أنواع الصداع؛ حيث يبدأ الأمر بالإصابة بنوبة صداع واحدة تتطور بعدها حالة المصاب في غضون ثلاثة أيام ليعاني من الصداع بشكل دائم، وغالباً ما يعاني المصاب في هذه الحالة من ألم ضاغط خفيف إلى متوسط الشدة على كلا جانبي الرأس.
المراجع
- ↑ "What is causing this headache?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-11-2018. Edited.
- ↑ "Headache: When to worry, what to do", www.health.harvard.edu, Retrieved 23-11-2018. Edited.
- ↑ "Chronic Daily Headache", n.neurology.org, Retrieved 23-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Chronic daily headaches", www.mayoclinic.org, Retrieved 21-11-2018. Edited.
- ↑ "Chronic daily headache", sydneynorthneurology.com.au, Retrieved 23-11-2018. Edited.
- ↑ "Chronic Daily Headache", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 23-11-2018. Edited.