أسباب الغثيان المفاجئ
الغثيان
يُعرّف الغثيان (بالإنجليزية: Nausea) على أنّه شعور الشخص بعدم الاستقرار والراحة والرغبة في التقيؤ، ويتمركز هذا الشعور المزعج في الجزء الخلفي من الحلق، والصدر، وأعلى البطن،[1] وتجدر الإشارة إلى أنّ الغثيان لا يُعدّ مرضاً بحدّ ذاته، بل هو أحد الأعراض التي يُمكن أن ترافق الإصابة بالعديد من الأمراض والحالات الصحية.[2]
أسباب الغثيان المفاجئ
في الحقيقة هنالك ما يزيد عن 700 سبب يُمكن أن يرتبط الشعور بالغثيان بها، وفيما يأتي بيان أكثر هذه الأسباب شيوعاً:[2]
مشاكل الجهاز الهضمي
- حصى المرارة: تُعدّ حصوات المرارة من المشاكل الشائعة خاصة لدى النساء، وإضافة إلى القيء والشعور بالغثيان فقد تُسبّب حصوات المرارة الشعور بالألم في الظهر، أو الكتف، أو أعلى البطن، وفي الغالب تكون هذه الأعراض أكثر سوءاً بعد تناول الطعام، خاصة الوجبات التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون.
- داء الارتداد المعدي المريئي: (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)، واختصاراً GERD، وهو حالة شائعة تحدث بسبب رجوع محتويات المعدة إلى المريء؛ ويُصاحب الإصابة بهذا المرض ظهور العديد من الأعراض، والتي من بينها: حرقة المعدة والشعور بالغثيان، وفي العادة تكون الأعراض أكثر سوءاً بعد تناول الطعام، أو في الليل، أو في عند اتخاذ وضعية الاستلقاء.
- القرحة الهضمية: وهي عبارة عن تقرحات في المعدة، والأمعاء الدقيقة، والمريء، تحدث في معظم الحالات بسبب عدوى بكتيريا الملويَّة البوابية (بالإنجليزية: Helicobacter pylori)، وقد تحدث القرحة الهضمية أيضاً بسبب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non steroidal anti-inflammatory drugs)، مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ومن الجدير بالذكر أنّ القرحة الهضمية عادة ما تُسبّب الشعور بالألم والانزعاج، والشعور بالغثيان، والقيء، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، والشعور بالشبع بعد الوجبات الصغيرة.
- التهاب الكبد: قد يحدث التهاب الكبد نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، أو نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune hepatits) أو التهاب الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic hepatitis)، وقد يُسبّب التهاب الكبد العديد من الأعراض، مثل: الشعور بالغثيان، بالإضافة إلى اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، والحمى، والصداع، وآلام المفاصل.
- فتق الحجاب الحاجز: (بالإنجليزية: Hiatal hernia)، وهو حالة تحدث بسبب وجود منطقة ضعيفة أو فتحة صغيرة في جدار البطن، تسمح بدفع المعدة من خلالها إلى أعلى الصدر، وقد يُسبّب الفتق أعراض الارتجاع، وكذلك الألم والانزعاج، وفي بعض الحالات يُسبّب الشعور بالغثيان.
- أمراض الأمعاء الالتهابية: (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، واختصاراً IBD؛ وتضمّ مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، وتُسبّب هذه الأمراض الالتهابات في أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي، ويمكن أن تترافق مع الغثيان المزمن.
- الانسداد المعوي: (بالإنجليزية: Bowel obstruction)، وهو حالة تتمثل بانسداد الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، وتضمّ الأعراض الأكثر شيوعاً للانسداد المعوي: الشعور بالألم، والشعور بالغثيان، والقيء.
- التهاب البنكرياس: يمكن أن يُسبّب التهاب البنكرياس الشعور بالألم، والحمى، والشعور بالغثيان، والقيء.
مشاكل الجهاز العصبي
وتضمّ ما يأتي:[4]
- الصداع: يرتبط الصداع النصفي عادةً بالشعور بالغثيان والقيء.
- مشاكل الأذن الداخليّة: مثل: مرض مينيير (بالإنجليزية: Ménière's disease) -الذي يؤثر في السمع والتوازن لدى الشخص-.
- زيادة الضغط داخل الجمجمة: يُمكن أن تُسبّب الأمراض والإصابات التي تزيد من الضغط داخل الجمجمة الشعور بالغثيان، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: انتفاخ المخّ بسبب التعرض لصدمة، والإصابة ببعض أنواع العدوى، مثل: التهاب السحايا والتهاب الدماغ.
- التعرض لبعض الروائح والأصوات: حيث يمكن أن يؤدي ذلك للشعور بالغثيان والقيء.
- الأمراض الناجمة عن الحرارة: (بالإنجليزية: Heat-related illness)، مثل: حروق الشمس الشديدة والجفاف.
مشاكل نفسية
هناك العديد من العوامل النفسية التي يمكن أن تُحفّز الشعور بالغثيان؛ فعلى سبيل المثال قد يشعر طلاب الطب بالغثيان والدوار وأحياناً يتعرضون للإغماء عند مشاهدة تشريح الجثة لأول مرة، وتضمّ الأمراض والحالات النفسية التي قد تسبب الشعور بالغثيان ما يأتي:[2]
- فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).
- الشره المرضي العصبي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa).
- اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: Generalized anxiety disorder).
- اضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social anxiety disorder) المعروف بالرهاب الاجتماعي.
مشاكل وحالات أخرى
وتضمّ ما يأتي:[5][4]
- دوار الحركة ودوار البحر: يُمكن أن ينتج دوار الحركة ودوار البحر عن ركوب مركبة في طريق وعرة؛ ممّا يؤدي إلى عدم مزامنة الرسائل المرسلة إلى الدماغ مع الحواس، الأمر الذي يُسبّب الشعور بالغثيان، والدوار، والقيء.
- الألم الشديد: يُمكن أن يسبب الألم الشديد الشعور بالغثيان، ومن الأمثلة على الأمراض التي تُسبب ألماً شديداً: حصوات الكلى، والمرارة، والتهاب البنكرياس.
- الإفراط في تناول الطعام وتناول بعض الأطعمة: مثل: الأطعمة الغنية بالتوابل، أو التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية: ومن الأمثلة على هذه الأدوية: العقاقير المضادة للسرطان المستخدمة في العلاج الكيمياويّ، والمسكنات الأفيونية (بالإنجليزية: Opioid analgesics)، والمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics).[4]
- داء السكري: قد يشعر الأشخاص المصابون بداء السكري بالغثيان بسبب المعاناة من خزل المعدة أو شببها الجزئي (بالإنجليزية: Gastroparesis)، وهي حالة تتمثل بعدم قدرة المعدة على إفراغ محتوياتها بشكل صحيح؛ نتيجة الاعتلال العصبي العامّ الذي ينتج عن فشل الأعصاب في الجسم في إرسال إشارات مناسبة من وإلى المخ، كما يُمكن للأشخاص المصابين بداء السكري أن يُصابوا بالغثيان والقيء نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم أو انخفاضه.
- التهابات الرئة: مثل: الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، وقد تُسبّب هذه الالتهابات الغثيان والقيء، خاصةً إذا كانت المنطقة المصابة من الرئة بالقرب من الحجاب الحاجز.
- الإنتان أو تعفّن الدم: (بالإنجليزية: Septicemia)، وتتمثل هذه الحالة بالإصابة بعدوى تنتشر في جميع أجزاء الجسم عبر مجرى الدم، وقد تترافق مع الشعور بالغثيان والقيء.
- الحمل: يحدث الغثيان والقيء أثناء الحمل بسبب تغيرات مستوى الهرمونات في مجرى الدم، وتُعاني معظم النساء من أعراض معتدلة من الغثيان؛ خاصة خلال الثلث الأول من الحمل، ثم تتلاشى هذه الأعراض عادة بحلول الشهر الرابع من الحمل، وفي حالات نادرة قد تُعاني المرأة من قيء شديد، وجفاف، ونقص في الوزن، وتُعرف هذه الحالة بالقيء المفرط الحمليّ (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum).
مراجعة الطبيب
تنبغي مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[6][7]
- اعتقاد المصاب بأنّ الغثيان ناتج عن حالة من التسمم.
- استمرار الغثيان أو القي لمدة أطول من 24 ساعة.
- مصاحبة الغثيان لألم شديد في البطن.
- مصاحبة الغثيان لصداع شديد وتصلّب في العنق.
- مصاحبة الغثيان بعلامات الجفاف، مثل: جفاف الفم، وقلة التبول، أو ظهور البول بلون داكن.
- ظهور دم في القيء، أو الخمول، أو التشوش الذهني، أو انخفاض اليقظة، وكذلك في حال كان القيء مصحوباً بالحمى، أو الإسهال، أو سرعة التنفس والنبض.
المراجع
- ↑ "Chronic Nausea", stanfordhealthcare.org, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Causes and treatment of nausea and vomiting", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Understanding Chronic Nausea", www.verywellhealth.com, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Nausea and Vomiting Causes, Symptoms, Diet, and Treatment Options", www.medicinenet.com, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Everything You Should Know About Nausea", www.healthline.com, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Nausea & Vomiting: When to Call the Doctor", my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Nausea and Vomiting", medlineplus.gov, Retrieved 8-5-2019. Edited.