أسباب نزيف الأنف المفاجئ
الأنف
يُعتبر الأنف المدخل الرئيسي للجهاز التنفسي، فمن خلاله يستطيع الإنسان شمّ الروائح المختلفة، كما أنّ له دور كبير في عملية تذوق الأشياء وتمييزها، ويتكوّن الأنف من ثقبين يُسمّيان بفتحتي الأنف، ويليهما الممرات الأنفية التي تُفصل عن بعضها بما يُسمى الحاجز (بالإنجليزية: Septum)، ويتكوّن الحاجز الأنفي في المنطقة الأمامية الأقرب إلى فتحتي الأنف من الغضاريف، وهي مادة مرنة توصف بأنّها أكثر ثباتاً من العضلات والجلد وأقلّ صلابةً من العظام، أمّا في الجزء الخلفي من الأنف الأقرب إلى الجمجمة يتكوّن الحاجز من قطع رقيقة جداّ من العظام. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك منطقة خلف الأنف مباشرة تُسمى تجويف الأنف (بالإنجليزية: Nasal cavity)، وترتبط بشكل مباشر مع الجزء الخلفي من الحلق.[1]
أمّا من الداخل فيُغطى الأنف بطبقة رقيقة من الأنسجة تدعى الغشاء المخاطي (بالإنجليزية: Mucous membrane)، وهو المسؤول عن إنتاج المخاط الذي يلتقط الغبار، والجراثيم، والجزيئات الصغيرة التي من الممكن أن تهيّج الرئة، كما يعمل المخاط على تسخين الهواء الداخل إلى الرئة وترطيبه، كما يمكن ملاحظة وجود بعض الشعر في داخل الأنف تتمثل وظيفته بالتقاط الأوساخ والجراثيم، ومنع دخولها إلى باقي أجزاء الجهاز التنفسي.[1]
نزيف الأنف المفاجئ وأسبابه
في العادة يُطلق على نزيف الأنف المفاجئ اسم الرُّعاف (بالإنجليزية: Epistaxis)، وهو نزيف يحدث في الأوعية الدموية الموجودة داخل الأنف، ويُعدّ حدوث نزيف الأنف المفاجئ أكثر شيوعاً في فصل الشتاء بسبب جفاف الهواء، ودفئ الهواء داخل المنازل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنف يُعدّ من الأعضاء الغنية بالأوعية الدموية، وفي ذات الوقت فهو يقع في موقع حساس من الوجه، ونتيجة لذلك يُمكن لأيّة صدمة على الوجه أن تسبب نزيفاً في الأنف،[2][3] كما يُمكن أن يصاب الأنف بنزيف مفاجئ نتيجة التعرض لعوامل أخرى سنبيّنها فيما يأتي:[4][5]
- أسباب أكثر شيوعاً:
- أسباب أقل شيوعاً: وفي حالات نادرة من الممكن أن يكون حدوث نزيف الأنف بشكل متكرر عرضاً لأمراض وحالات أكثر خطورة، ونذكر من هذه الحالات ما يأتي:[4][5]
- جفاف الأنف نتيجة استعمال نظام التدفئة المركزية.
- جفاف الأنف نتيجة استعمال بعض الأدوية، مثل: مضادات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، ومضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants).
- وجود جسم غريب عالق في الأنف.
- التعرض للمهيّجات الكيميائية.
- التعرض لرد فعل تحسسي بسبب استنشاق الغبار ومواد أخرى.
- التعرض لإصابة في الأنف.
- العطس المتكرر.
- التعرض للهواء البارد.
- الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي.
- تناول جرعات كبيرة من دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بأحد الاضطرابات النزفية (بالإنجليزية: Bleeding disorders) أو حدوث اضطراب في عملية تخثر الدم.
- الإصابة بأمراض الشرايين، مثل؛ تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis).
- وجود أورام في الأنف، سواء كانت سرطانية أو غير سرطانية.
- تناول بعض أنواع المخدرات، مثل؛ الكوكايين.
- الإصابة بمتلازمة أوسلر ويبر-روندو (بالإنجليزية: Osler Weber Rendu syndrome)، وهي مرض وراثي نادر، يُصيب الأوعية الدموية ويجعلها أكثر عرضة للنزيف، كما وتُعرف هذه المتلازمة باسم توسّع الشعريات الوراثي النزفي.[5][6]
علاج نزيف الأنف المفاجئ
إنّ أغلب حالات نزيف الأنف لا تُعدّ خطيرة ولا تستدعي الرعاية الصحية الطارئة، إذ يمكن أن يتوقف النزيف من تلقاء نفسه. وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الإجراءات التي تُساعد المصاب على إيقاف النزيف في حال اتباعها، ونذكر من هذه الإجراءات ما يأتي:[7][8]
- الاسترخاء وعدم الانفعال.
- الجلوس في أقرب مكان، وجعل الجسم والرأس بوضعية منحنية إلى الأمام وإلى الإسفل قليلاً؛ وذلك لمنع دخول الدم إلى مجرى الحلق، وبالتالي تقلّ احتمالية حدوث الغثيان، والقي، والإسهال، وينبغي التنويه إلى ضرورة عدم المبالغة في الانحناء إلى الأمام وإلى الأسفل، كأن يجعل الشخص رأسه بين ساقيه.
- تجنب التنفس من الأنف، ومحاولة التنفس من الفم.
- الضغط على الغضروف الأنفي الذي يقع إلى الأمام من الجزء العظمي من الأنف بإحكام؛ لمحاولة إيقاف النزيف بأسرع ما يمكن، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الاستمرار بالضغط على الجزء الغضروفي من الأنف مدة خمس دقائق على الأقل قبل التحقق من توقف نزيف الأنف، وفي حال استمرار النزيف يُنصح بالاستمرار بالضغط على الأنف مدة 10 دقائق أخرى.
- استخدام منديل أو منشفة مبللة للتخلص من الدم القادم من الأنف.
- استخدام بعض البخاخات المزيلة للاحتقان التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل: أوكسي ميتازولين (بالإنجليزية: Oxymetazoline)، في الجانب الذي تعرض للنزيف من الأنف، ثم محاولة الضغط عليه بالطريقة التي أسلفنا توضيحها.
- الثبات وعدم الانحناء للأسفل عند توقف النزيف من الأنف، وعدم محاولة رفع أي شيء ثقيل، بالإضافة إلى عدم محاولة فرك الأنف أو لمسه لعدة أيام بعد توقف النزيف.
الوقاية من نزيف الأنف المفاجئ
لا يُمكن منع حدوث نزيف الأنف المفاجئ دائماً، ولكن هناك بعض النصائح التي يُمكن أن تساعد على تقليل فرص حدوث نزيف الأنف المفاجئ، ونذكر من هذه النصائح ما يأتي:[9]
- المحافظة على رطوبة الأنف الداخلية؛ وذلك لأنّ جفاف الأنف هو أحد أهم أسباب نزيف الأنف المفاجئ، ويُفضّل استخدام قطنة مدهونة بطبقة رقيقة من الفازلين (بالإنجليزية: Petroleum jelly) ومسحها في الأنف ثلاث مرات يومياً، ويُفضل أن تكون مرة قبل النوم مباشرة، كما يُمكن أيضاً استخدام بعض المراهم المحتوية على مضاد حيوي، مثل: باسيتراسين (بالإنجليزية: Bacitracin)، وبوليسبورين (بالإنجليزية: Polysporin).
- استخدام المحلول الملحي للأنف، ومحاولة رشه داخل الأنف.
- استخدام جهاز الترطيب المنزلي (بالإنجليزية: Humidifier).
- محاولة ترك التدخين، والابتعاد عن المناطق التي يوجد فيها أشخاص مدخّنون؛ وذلك لأنّ التدخين يُسبّب تهيج الغشاء المخاطي داخل الأنف.
- عدم فرك الأنف أو حكّه من الداخل، والحفاظ على تقليم الأظافر باستمرار خصوصاً لدى الأطفال.
- التقليل من استخدام الأدوية التي يُمكن أن تزيد من النزيف، مثل الأسبرين، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: NSAIDs)، مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ويُفضّل استخدامها تحت إشراف الطبيب المعالج.[10]
المراجع
- ^ أ ب "Your Nose", kidshealth.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "Nosebleed (Epistaxis, Nose Bleed, Bloody Nose)", www.medicinenet.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "DEFINITION OF EPISTAXIS", www.rxlist.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ^ أ ب "What Causes Nosebleeds and How to Treat Them", www.healthline.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Causes and Treatment of Nosebleeds", www.verywellhealth.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "Osler-Weber-Rendu Disease (Hereditary Hemorrhagic Telangiectasia)", emedicine.medscape.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms Nosebleeds", www.mayoclinic.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "Nosebleed (Epistaxis): Management and Treatment", my.clevelandclinic.org, Retrieved 30-30-2019. Edited.
- ↑ "How Can I Stop a Nosebleed?", www.webmd.com, Retrieved 30-3-2019. Edited.
- ↑ "Nosebleed (Epistaxis): Prevention", my.clevelandclinic.org, Retrieved 30-3-2019. Edited.