-

خصائص الخطابة في العصر الإسلامي

خصائص الخطابة في العصر الإسلامي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الخطابة

الخطابة هي القدرة على صياغة الكلام بطريقةٍ يؤثّر فيها الخطيب على آراء المخاطبين، وهي إحدى الفنون النّثرية المستخدمة منذ أيّام الجاهليّة بشكل كبير، ولكن مع ظهور الإسلام ازدادت بلاغتها وحكمتها. الخطابة في الإسلام تُقسَم إلى: خطب الحضّ على القتال في سبيل الله والجهاد، والخطب السّياسيّة والدّينيّة، والخطبة في العصر الإسلاميّ اتّصفت بمجموعة من الخصائص سنتطرّق إليها خلال هذا المقال.

خصائص الخطابة في العصر الإسلاميّ

  • بروز الطّابع الدّينيّ، حيث استخدم الخطباء المسلمون ألفاظ القرآن الكريم واستدلّوا بآياته، وقلّلوا من جودة الخطبة الخالية من القرآن الكريم وقيمتها، كما أطلقوا على الخطبة الخالية من القرآن اسم الشّوهاء، والدّليل على ذلك قول عمر بن الخطاب عن خطبة زياد: (ظننتُ أنّه لم أقصر فيها عن غاية ولم أدع لطاعن علّة، فمررتُ بعض المجالس فسمعت شيخاً يقول: هذا الفتى أخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القرآن).
  • التقليل من استخدام السّجع الذي كان يبرز بشكل كبير في خطب الجاهليّة، وخاصّةً سجع الكهّان الذي كان يدّعي صاحبه التنبّؤ بالمستقبل ومعرفة الغيب، باستخدام ألفاظ غامضة وغريبة وذات جرس إيحائيّ، والجدير ذكره أنّ الرسول عليه السّلام نهى عن استخدام هذا النوع من السّجع، ولكنّ هذا لا يعني أنّ خطب العصر الإسلاميّ خلت من السجع، فقد استُخدم السجع بشكلٍ واضح في الخطب المُلقاة أمام الأمراء والرّؤساء، وأُطلق على هذا النوع من السجعِ السّجعُ الممقوت.
  • وحدة الموضوع والفكر، وكانت الخطب تفتقر إلى هذه الخاصّيّة قبل الدعوة الإسلامية.
  • وضوح الأفكار وجزالتها وسلاستها، كما أنّ الألفاظ كانت فصيحة، واتّسمت الفقرات بقصرها وتناسق فواصلها.
  • اندثار المنافرات والمفاخرات القديمة؛ وذلك لأنّ الإسلام حاول إمالة هذه الأفكار بالدّعوة إلى الوحدة.
  • الإيجاز مع البلاغة؛ فقد حثّ الرسول عليه الصّلاة والسّلام على تقصير خطبة الجمعة، وحثّ أبو بكر الصّديق أحد قادته على تقصير خطبه لجنوده حتى لا ينسوا كلامه ومواعظه لهم، ولكنّ هذا لا يعني خلوّ العصر الإسلاميّ من الخطب الطويلة وخاصّةً في الأمور السياسية، واعتمد طول الخطبة أو قصرها على زمان الخطبة وموضوعها.
  • إيراد بعض الأمثال والحكم وأبيات الشّعر، وذلك جرياً على فطرتهم وطَبعهم في تَنسيق الكلام وترويقه.
  • البدء بالبسملة وحمد الله والصّلاة على رسول الله، ثمّ كلمة أمّا بعد، ثمّ انتقال الخطيب إلى الموضوع الرئيسي من الخطبة، وإنهاء خطبته بالسلام، ونادراً ما نجد خطبةً تخلو من هذه البداية، حيث إنّ الخطبة التي تخلو من هذه البداية تُسمّى البتراء.