شروط زواج مسلم من مسيحية
منهج الشريعة الإسلامية
جاءت الشريعة الإسلامية بمنهجٍ واضح ووضع أسساً وركائز لتعامل المسلمين مع بعضهم البعض، وفي تعاملهم مع غيرهم من المخالفين، فلم ينهانا الله جل وعلا عن التعامل مع المعتدلين منهم بالعدل والقسط والبرّ، وإنما نهانا عن التعامل مع المعتدين منهم الذين يناصبون المسلمين العداء ويحاربونهم ليلاً ونهاراً.
منهج الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب
كان من ضمن منهج الإسلام في التعامل مع المخالفين، وخصوصا أهل الكتاب منهم، أنّه أباح للمسلمين طعامهم، كما أباح الزواج من نساءهم، فللرجل المسلم الحق في أن يتزوج امرأةً كتابية يهودية أو مسيحية وفق شروطٍ معينة حددتها الشريعة الإسلامية، فقد قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) [المائدة: 5]، وقد كانت حكمة الشريعة الإسلامية في استثناء أهل الكتاب من بين المشركين عموماً أنّهم أقرب إلى المسلمين بصفتهم أهل كتاب سماوي، وإن امتدت إليه يد العابثين بالتحريف والتعطيل، كما أنّ الرجل المسلم تكون فرصته كبيرة في إقناع زوجته بالدخول في الإسلام وفي ذلك خيرٌ كبير، ونفع للإسلام.
شروط الزواج من المسيحية
- أن تكون المرأة الكتابية من المحصنات، ومعنى المحصنات أي العفيفات اللاتي لا يتخذن خلاناً أو أصدقاء
- أن يكون عقد الزواج من الكتابية عقداً مكتمل الأركان كعقد الزواج من المسلمة، فيشترط فيه إذن الولي لأن نكاح المرأة بغير إذن وليها باطل، وكذلك الشهود وموافقة الطرفين.
- وجوب دفع المهر للزوجة الكتابية، فعلى الرجل الذي يرغب في الزواج من امرأةٍ كتابية أن يدفع لها مهرها كاملاً غير منقوص وفق ما اتفق عليه في عقد الزواج، إلاّ أن تتنازل له عن شيءٍ منه أو كله عن طيب خاطر ورضا كامل.
الأصل في زواج المسلم
ينبغي للمسلم قبل أن يفكر في الارتباط بالمرأة المسيحية أن يدرك أنّ الزواج من المرأة المسلمة أولى من الزواج من الكتابية، فالمرأة الكتابية وإن بدا ظاهرها الصلاح وحسن الأخلاق قد تحدث فتنةً في بيتها وعائلتها إذا ما حاولت استمالة أولادها إلى دينها، بينما لا تكون تلك الفتنة في حالة الزواج من المسلمة.