-

شروط الجمع في الصلاة

شروط الجمع في الصلاة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

جمع الصلوات

يتميز الدين الإسلامي بأنه دين يُسر، وليس دين عُسر يوقع المشقة على الناس، فالأحكام الشرعية هي أحكام تتماشى مع قدرة الإنسان وظروفه، فالشريعة الإسلاميّة شريعة سمحة مرنة في أحكامها، ومن مظاهر التيسير على الناس فيها الجمع في الصلاة، أي يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلاتين في أوقات وظروف معينة وليس في كلّ الأوقات، وتأتي الحكمة من ذلك بأنّ الشرع أوجب على المسلم أن يصلي الصلاة في وقتها وموعدها ولا يجوز تأخيرها دون عذر لأنّه يؤثم على ذلك، لكن خوفاً من عدم القيام بالصلاة في وقتها بوجود الأعذار الاضطراريّة رخّص الإسلام للمسلم أن يجمع بين صلاتين.

إنّ الجمع بين الصلاتين يكون بجمع صلاتي الظهر والعصر إما بجمع تقديم وإما بجمع تأخير، فمثلاً إذا خرج المسلم في وقت الظهر ولم يستطع أن يصليها جاز له أن يؤخرها إلى صلاة العصر فهذا جمع تأخير، وبين صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، لكن لا يجوز للمسلم أن يجمع صلاة الفجر مع الصلاة التي قبلها أو التي بعدها.

شروط الجمع في الصلاة

السفر

يعتبر شرط السفر من الشروط التي يجوز فيها للمسلم أن يجمع في الصلاة، ويكون الجمع في حالة السفر لمسافة بعيدة قدرها الشرع بما تتجاوز الثلاثة أميال، حيث قدّرها ابن تيمية بمئة كم، وبعض العلماء بثمانين أو ثلاثة وثمانين كم، ويبطل الجمع في السفر إذا كانت مسافة السفر لم تبلغ المسافة المطلوبة، وعلى شرط ألا يكون المسلم مسافراً للاستقرار في بلد، وألا تتجاوز مدة سفره أربعة أيام.

أما عن كيفيّة الجمع في الصلاة في حال السفر فإذا نوى المسلم أن يسافر مع وقت الظهر صلى الظهر والعصر معاً جمع تقديم؛ لأنّ صلاة العصر ستدركه، وإذا سافر قبل الظهر ووصل مع العصر فيجمع الظهر مع العصر جمع تأخير لأنّ صلاة الظهر فاتته، وإذا سافر المسلم بعد المغرب جمع المغرب مع العشاء جمع تأخير، وهذا ما ينطبق على الحاج فهو يجمع جمع تقديم بين الظهر والعصر خلال وقوفه على جبل عرفة، ويجمع جمع تأخير بين المغرب والعشاء عندما يصل إلى المزدلفة، وهذه سنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع.

المطر والبرد الشديد

يجوز الجمع في الصلوات في حالة المطر الشديد والغزير، وكذلك عند تساقط الثلوج وتراكمها، ويكون الجمع في هذه الحالة فقط لمن يذهب إلى الصلاة في المساجد؛ لأنّه عند الذهاب للمسجد خلال هذه الظروف الجوية تتبلل ثيابه وتكون هناك مشقة عليه لأنّ الأحوال الجويّة تسوء بين الصلاتين فلا يستطيع أن يذهب مرة أخرى للصلاة في المسجد.

المرض الشديد أو الحيض

يجوز للمريض الذي يعاني من التعب والشدة اللذين يلحقان به الضرر أن يجمع بين الصلاتين، ومن تلك الأمراض سلس البول، وغيرها من الأمراض التي فيها مشقة على المريض، كما أجاز الرسول عليه الصلاة والسلام لإحدى الصحابيات أن تجمع الصلاة وقت الاستحاضة، فالمرأة تعاني في الاستحاضة من مشقة الطهارة لكثرة نجاسة الدم كلّ فترة، حيث قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام فيه: (فإن قَويتِ أن تؤخِّري الظُّهرَ وتُعجِّلي العصرَ ثمَّ تغتسلينَ حتَّى تطهُرينَ وتصلِّينَ الظُّهرَ والعصرَ جميعًا، ثمَّ تؤخِّرينَ المغربَ وتُعجِّلينَ العشاءَ، ثمَّ تغتسلينَ وتجمعينَ بينَ الصَّلاتَينِ وتغتسلينَ مع الصُّبحِ، وكذلكَ فافعلي إن قَويتِ علَى ذلِكَ، وَهوَ أعجبُ الأمرَينِ إليَّ) [صحيح].