-

شروط العبادة

شروط العبادة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العبادة

العبادة في اللغة هي الطاعة أو التذلل أو الامتثال، أمّا في الاصطلاح فهي اسم يجمع كلّ ما يحبه ويرتضيه من أقوال، وأفعال ظاهرة وباطنة، حيث إنّ كل ما في حياة الإنسان يمكن أن يكون عبادة لله عزّ وجلّ، فالإنسان هو عبد لربه وخالقه سواءً كان ذلك في المسجد، أو البيت، أو السوق، أو العمل، بل في كلّ مكان.

شروط قبول العبادة

هناك شرطان أساسيان لقبول العبادة من العبد وهما كما يأتي:

الإخلاص لله تعالى

حيث إنّه يجب أن تكون جميع أعمال وأقوال الإنسان خالصة لله سبحانه، وأن لا يشرك به أحداً، بل ولا يرجو أي ثناء أو مدح من أيٍ كان، حيث يقول عز وجل في محكم تنزيله: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)‏ [ سورة البينة: 5]. ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُوله فَهِجْرَتُه إِلَى الله ورَسُوله، ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) [رواه البخاري]. ‏

صحّة العمل

العبادة تكون وفقاً لما شرعه الله ونبيّه محمد عليه الصلاة والسلام، أي أن تكون عبادة الإنسان لله تعالى حسب ما جاء في القرآن والسنة النبوية، فمن يعبد الله بأمر لم يشرعه الله، فعبادته غير جائزة وغير مقبولة وترد عليه، حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ ) [متفق عليه].

أنواع العبادة

من حيث العموم والخصوص

  • عامة:‏ هي العبادة التي تدخل تحتها جميع الكائنات التي خلقها الله تعالى أي أنّ جميع ما في الكون هو تحت تصرف الله عزّ وجل ، حيث يقول تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) [مريم:93].
  • خاصة: ‏هي العبادة التي تخصّ المؤمنين بربهم، وهي العبادة التي ينجو بها الإنسان من يوم القيامة، وذلك في قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) [ النساء: 36].

من حيث تعلقها بالعباد

  • اعتقادية:‏ هي العبادة التي أساسها الاعتقاد بأنّ الله هو الربّ الواحد لا معبود غيرة بيده الضر والنفع ولا يشفع عنده إلا بإذنه، بالإضافة إلى التصديق بما أخبر الله تعالى عنه في آيات كثيرة، مثل الإيمان، بالملائكة، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر.
  • قلبيّة:‏ هي كلّ عمل بالقلب يقصد به لله تعالى فقط مثل محبّة الله تعالى، والتوكّل على الله والاعتماد عليه في كلّ شيء، والخوف والخشية من الله وحدة من الإصابة بمكروه أو ضرّ، حيث يقول عز وجل: (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) [سورة المائدة: 44].‏
  • قوليّة: هي لفظ كلمة التوحيد، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّه )‏ [رواه البخاري]

‎‎* بدنية:‏ هي العبادة التي تتضمّن الصلاة، والسجود، والركوع لله تعالى وحده، بالإضافة للطواف بالبيت الحرام، والجهاد في سبيل الله، والحج، والصيام، وكل العبادات البدنية.

  • مالية:‏ هي العبادة التي تتعلّق بإخراج المال لامتثال أمر الله تعالى به، كالزكاة، والنذر، والصدقة الماليّة.

أركان العبادة

  • محبة الله تعالى: وهي الأصل في الإسلام والتي تحدد صلة العبد بخالقه.
  • رجاء الله عزّ وجل:‏ هو الاستبشار بوجود الخالق والنظر في كرمة وفضله والثقة به. ‏

‎‎* خوف العبد من ربه: فمن يتخذ مع الله نداً يخاف منه فهو مشرك بالله، قال تعالى: (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) [آل عمران: 175].