-

نظرية زحزحة القارات

نظرية زحزحة القارات
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نظرية زحزحة القارات

لقد كانت الأرض عند نشوئها كرة ملتهبة، ومن ثم صار سطحها يبرد بشكل تدريجي مع مرور الوقت، فتكوّنت اليابس، وأخذت المياه تحيط باليابس من كل الجهات، ومن ثمّ تعرضت اليابسة إلى عدد من التصدعات والالتواءات، إضافة إلى التزحزح، فتشكلت القارات التي تفصل بينها المسطحات المائية من بحار ومحيطات؛ والتي تجمعت فيها المياه بعد أن حدث تكاثف لبخار الماء المصاحب لخروج البراكين عندما تشكلت الأرض.

وهناك عدد من النظريات التي ظهرت محاولة تفسير نشأة المحيطات والقارات، ومنها نظرية زحزحة القارات، التي ظهرت عام 1915م، وصاحبها هو العالم الألماني فجنر، والتي نحن بصدد الحديث عنها هذا المقال.

أهم ما جاء في نظرية زحزحة القارات

  • أن سطح الأرض كان عبارة عن كتلة واحدة من اليابسة سميت بـ"بانجايا"، وأن المياه كانت تحيطها من كل الجوانب، وذلك خلال الزمن الجيولوجي الأول.
  • أن كتلة "بانجايا" كانت قد تعرّضت إلى عمليات تكسّر، وذلك قبل ما يقارب المئتيْ مليون سنة، فانقسمت هذه الكتلة إلى قارتين هما: الكتلة الشمالية، والتي دُعيت بقارة " لوراسيا"، والكتلة الجنوبية والتي دُعيت بقارة "جندوانا"، وقد فصل بين هاتين الكتلتين بحر تيثس سابقاً، والذي أخذ ينحسر إلى أن تبقى منه في يومنا هذا البحر الأبيض المتوسط الحالي.
  • تعرضت كتلتا لوراسيا وكذلك جندوانا إلى عمليات تصدع وتكسّر، فنتج عنها كتل قارية عددها سبعة، فضمّت قارة لوراسيا كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، في حين أن جندوانا قد ضمت قارة أوقيانوسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكذلك القارة القطبية الجنوبية أو "أنتاركتيكا".
  • أخذت تتزحزح القارات السبع وتبتعد عن بعضها البعض، إلى أن أخذت الشكل الحالي التي هي عليه الآن، وقد أخذ ذلك من الوقت ما يقارب مئة وأربعين مليون سنة.

عوامل زحزحة القارات

  • قوة الطرد المركزية والتي تنتج عن حركة الأرض حول نفسها، لا سيما في منطقة خط الاستواء، والتي نتج عنها تكسّر كتلة "جندوانا" إلى كتل قارية عديدة كما وضّحنا سابقاً، إضافة إلى أن هذه القوة قد أدت إلى انفصال أمريكا الشمالية عن كتلة لوراسيا.
  • قوة الجذب من الشمس والقمر لكوكب الأرض، والتي أدت إلى ابتعاد أو زحزحة هذه الكتل القارية عن بعضها بعضاً، لا سيما الأمريكيتين اللتين تزحزحتا إلى الغرب.

دلائل "فجنر" لإثبات صحة النظرية

  • تشابه شكل السواحل المتقابلة على جانبي المحيط الهندي والمحيط الاطلسي، لدرجة أنها تكاد تكون متطابقة إذا ما تم تقريب كليهما من بعضهما البعض.
  • تشابه سواحل غرب قارة أفريقيا وسواحل شرق قارة أمريكا الجنوبية، من حيث تشابه الأحياء النباتية والحيوانية وكذلك التركيب الصخري فيهما.
  • تشابه مرتفعات شرق الولايات المتحدة مع المرتفعات الموجودة في غرب بريطانيا وجنوبها.
  • تشابه القواقع والمستحاثات الموجودة في الهند وجنوب أفريقيا وأستراليا والبرازيل، الأمر الذي يدل على أنها كانت سابقاً كتلة واحدة.