-

جزيرة داس

جزيرة داس
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

جزيرة داس

تُعرف جزيرة داس، بأنّها إحدى الجزر الطبيعيّة الموجودة في مياه الخليج العربي، والتي حوّلها الإنسان بشكلٍ جذريّ، من طبيعتها القاحلة البور عديمة الحياة، إلى أرضٍ خضراء، تدبُّ فيها الحياة، لتُصبح مع الأيّام محميّة طبيعيّة.

الموقع والمساحة

تقع جزيرة داس في جنوب الخليج العربي، وهي تابعة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وتحديداً في المسافة الوسطى بين مدينة أبو ظبي عاصمة البلاد، والتي تبعد عنها مسافة تقدّر بمئة وسبعين كيلومتراً إلى الجهة الشماليّة الغربيّة منها، وبين دولة قطر. يبلغ طول جزيرة داس حوالي كيلومترين ونصف المتر، أمّا عرضها فيقدّر بكيلومترٍ وثلاثمئة متر.

شكل الجزيرة

تتشكّل هذه الجزيرة من هضبةٍ تتكوّن من صخورٍ، ويصل ارتفاع هذه الصخور إلى ستين متراً، وأيضاً من رفوف ذات منشأ صخري، تتواجد في الأماكن المنخفضة على ساحلها.

نظراً لعدم وجود أيّ من المنابع المائيّة في هذه الجزيرة، فإنّ الإنسان لم يسكنها أبداً، بل كان يزورها فقط عشّاق الصّيد والغوص. يُعدّ جوّها حاراً في فصل الصّيف، ومشبعاً بالرّطوبة، إلاَّ أنّ الرّياح تهبّ عليها في فصل الشّتاء، وفيها أنواع لا بأس بها من الحشائش والنباتات التي تتحدَّى الملوحة.

تحوي جزيرة داس على كافّة المنشآت المتعلّقة بالنفط، حيث نجد فيها المطار، والمخازن النفطيّة، والأنابيب الخاصّة بتصدير النفط من حقول النفط المعروفة بأم الشيف وأيضاً من وزاكم، وتُعتبر هذه الجزيرة هي القاعدة الرئيسيّة والصّناعيّة التي يتمّ فيها كلّ أعمال المعالجة، وأيضاً التخزين إضافة لتصدير النفط، والذي يُنتج من الحقلين السابق ذكرهما.

أنشئت في الجزيرة شركة أدما التي تكوّنت من شركتين رئيسيتين هما شركة البترول الفرنسيّة وشركة البترول البريطانيّة عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثة وخمسين، حيث تمّ منحها بعد عامٍ من إنشائها من قبل الحكومة الإماراتيّة امتياز المناطق البحريّة، وبالتالية أصبحت هي المسؤولة عن جميع عمليّات الإنتاج والتصدير من الجزيرة.

تقطن في هذه الجزيرة جنسيّات عديدة، إذ إنّ أغلب سكّانها يعملون بمجال النفط، حيث تؤمّن لهم هذه الجزيرة كافّة الخدمات والتسهيلات في المعيشة.

أهمّ إنجازات الجزيرة

لقد كان لجزيرة داس في الآونة الأخيرة عدّة إنجازات، فبالرّغم من كونها جزيرة صناعيّة بامتياز، إلا أنها نجحت في أن تجعل من أرضها محميّة للغزلان، إضافة إلى أنّها أصبحت مرتعاً لأعداد كبيرة من الطيور، وخاصّة النعام والطاووس إضافة إلى الحبش.

بعد أن كانت هذه الجزيرة عبارةً عن أرضٍ جرداء قاحلة، أصبحت اليوم أرضاً خضراء غنّاء، تنتشر فيها المتنزّهات إضافة إلى العديد من الحدائق، والمحميّات الصغيرة، ليكون هذا الإنجاز البيئي تحديّاً للطبيعة، في ظلّ جوٍّ ملوّثٍ بسبب ملوّثات النفط والغاز فيها.