تعريف مرض التوحد
تعريف مرض التوحد
يُعرّف مرض التوحّد (بالإنجليزية: Autism) على أنّه حالة سلوكيّة عصبيّة معقّدة تؤثر في قدرة المصاب على التفاعل الاجتماعيّ، والنمو العقليّ، وقدرته على التواصل والكلام، ويعانيّ الأشخاص المصابون بمرض التوحّد من عدم القدرة على فهم طريقة تفكير الأشخاص من حولهم، وإحساسهم بالمشاعر، ممّا يؤدي إلى صعوبة تعبيرهم عن أنفسهم واختيارهم للكلمات، أو تعابير الوجه، أو الحركات المناسبة، وبسبب التعدد الكبير للأعراض المختلفة التي قد تصاحب مرض التوحّد تمّ تصنيف مرض التوحد ضمن المصطلح الأوسع الذي يُعرف باضطراب طيف التوحّد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder)، وتتضمن الإصابة بهذا الاضطراب أيضاً ظهور بعض السلوكيّات المحدودة والمتكررة لدى الشخص المصاب، وتبدأ أعراض الإصابة بهذا الاضطراب في سن الطفولة المبكّر، وغالباً ما تظهر الأعراض خلال أول ثلاث سنوات من عُمر الطفل ويمكن ملاحظتها منذ الولادة، وعلى الرغم من أنّه لا يوجد الى الآن علاج شافٍ من مرض التوحّد، إلّا أنّه يمكن من خلال البدء بالعلاج المكثّف بوقت مبكر تحسين مستوى معيشة الطفل في المسقبل.[١][٢]
أعراض مرض التوحد
تختلف شدّة أعراض الإصابة بالتوحّد بين طفل وآخر، وغالباً ما تكون شدّة المرض والأعراض الظاهرة فريدة عن الحالات الأخرى، وقد يتمّ تشخيص الإصابة بالتوحّد عند بعض الأشخاص رغم قدرتهم التفاعل مع المجتمع والانخراط فيه بشكلٍ مقبول، وفي بعض الحالات الأخرى قد يكون تأثير التوحد في حياة الشخص كبيراً وجلياً، وتجدر الإشارة إلى تعدد الأعراض والعلامات التي يمكن ملاحظتها خلال فترة الطفولة المبكرة على بعض المصابين بالتوحد؛ كعدم المبالاة بالشخص الذي يقدم الرعاية للطفل، أو عدم الاستجابة عندما يقوم أحدهم بمناداتهم باسمهم، وانخفاض معدّل الاتصال العينيّ المباشر، وفي بعض الحالات الأخرى قد تظهر أعراض الإصابة بالمرض بشكلٍ مفاجئ كالعدائيّة، وفقدان بعض مهارات اللغة والتحدّث رغم اكتسابها مسبقاً، وبحسب جمعيّة التوحّد فإنّ الاعراض تظهر بشكلٍ واضح وجليّ في العادة بين عُمُر السنتين إلى الست سنوات من عُمر الطفل، ويعانيّ بعض الأطفال المصابين بمرض التوحّد من صعوبة في التعلّم، وانخفاض في معدّل الذكاء، بينما توجد بعض الحالات التي يكون فيها الطفل سريع التعلّم ويمتلك معدّل ذكاء عالٍ، إلّا أنّه قد لا يستطيع تطبيق ما تعلّمه في حياته الشخصيّة، وهناك العديد من الأعراض المختلفة الأخرى التي يمكن ملاحظتها على مريض التوحّد، ونذكر منها ما يلي:[٢][٣]
- عدم القدرة على البدء في المحادثة، أو عدم القدرة على الاستمرار بإجراء المحادثة.
- قيام المصاب ببعض الحركات بشكل نمطي ومتكرر.
- ضعف القدرة على لفظ بعض الكلمات، أو إكمال الجُمل، والتأخّر في الكلام.
- التحدث بنبرة صوت غريبة، أو اتّباع نمط غريب في الكلام.
- عدم القدرة على إظهار المشاعر أو العواطف، والشعور بعدم تقديره لمشاعر الأخرين.
- مقاومة الطفل للحمل، أو العناق، وتفضيله اللعب بمفرده.
- قيام الشخص المصاب ببعض الحركات التي قد تؤذيه، مثل ضرب الرأس.
- عدم القدرة على الاتزان، أو المشي بطريقة غريبة.
- اتّباع طقوس أو روتين محدّد، والانزعاج في حال حدوث أيّ تغيير بسيط فيه.
- تفضيل أنواع محدودة فقط من الطعام.
- زيادة الحساسيّة للضوء، أو الصوت، أو اللمس، في معظم الحالات، على الرغم من عدم الاكتراث في بعض الحالات للألم أو الحرارة.
ومن الجدير بالذكر أنّ بعض حالات الإصابة بالتوحّد عند الأطفال تتحسّن مع التقدّم في العُمر، حيثُ يزداد تفاعلهم من الأشخاص الأخرين، وينخفض معدّل الاضطراب في سلوكهم، ويحدث هذا التقدّم في الغالب في الحالات التي لا تكون فيها الأعراض شديدة في بداية المرض، وقد يحظى هؤلاء الأطفال بحياة طبيعيّة أو شبه طبيعيّة في المستقبل، أمّا في بعض الحالات الأخرى فتستمرّ الحالة مع التقدّم في العُمر، وقد تزداد شدّة الأعراض خلال مرحلة المراهقة.[٢]
انتشار مرض التوحد
لا ترتبط الإصابة بمرض التوحّد بعرق معيّن، أو بأيّ من العوامل الأخرى المتعلّق بمنطقة محدّدة حول العالم، كالوضع الاقتصاديّ، أو اتّباع ثقافة معيّنة، ولم يتمّ تحديد المسبب الرئيسيّ للمرض إلى الآن، ولكن يُعتقد بوجود رابط بين الإصابة بالمرض وبعض العوامل الجينيّة والبيئيّة المختلفة، ويُعدّ معدّل الإصابة بمرض التوحّد عند الذكور أعلى من معدّل إصابة الفتيات بما يقارب خمسة أضعاف، كما يُقدّر معدّل الإصابة بالمرض بشكلٍ عام بحالة واحدة بين كل 68 طفلاً حول العالم، وقد لوحظ ارتفاع نسبة انتشار المرض مؤخراً، وقد تمّ ربط الموضوع ببعض العوامل البيئيّة، بينما يعتقد بعض العلماء أنّ الارتفاع الحاصل في عدد حالات الإصابة بالمرض ناتج عن زيادة عدد الحالات المشخّصة وليس ناتجاً عن ارتفاع نسبة الإصابة الفعليّة بالمرض.[٣]
تشخيص مرض التوحد
بسبب الاختلاف الكبير بين أعراض الإصابة بمرض التوحّد، وتفاوت شدّتها بين الحالات المختلفة يصعب تشخيص الإصابة بها في بعض الحالات، ولا يوجد اختبار محدّد يمكن من خلاله تشخيص الإصابة بمرض التوحّد، ولتشخيص المرض يمكن للطبيب القيام بمجموعة من الاختبارات المختلفة، نذكر منها ما يلي:[٤]
- استخدام المعايير المذكورة في الدليل التشخيصيّ الإحصائيّ للاضطرابات العقلية (بالإنجليزية: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders)، والذي تصدره الجمعيّة الأمريكيّة للأطباء النفسيين.
- القيام بعمل فحص جينيّ للكشف عن وجود أي اضطراب متعلّق بأحد الامراض الجينيّة لدى الطفل، مثل الإصابة بمرض متلازمة الكروموسوم إكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X Syndrom)، أو الإصابة بمتلازمة ريت (بالإنجليزية: Rett Syndrome).
- مراقبة وقياس قدرة الطفل على التواصل، والتفاعل اجتماعيّاً، وتطورها مع الزمن، بالإضافة للقيام ببعض الاختبارات لتقييم قدرة الطفل على السماع، والتحدث.
المراجع
- ↑ "Understanding Autism -- the Basics", www.webmd.com, Retrieved 30-6-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Autism spectrum disorder", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 30-6-2018. Edited.
- ^ أ ب "Autism Overview", www.healthline.com, Retrieved 30-6-2018. Edited.
- ↑ "Autism spectrum disorder Diagnosis & treatment", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 30-6-2018. Edited.