-

تعريف الوعي

تعريف الوعي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الوعي

يعبّر الوعي عن مدى إدراك الإنسان للأشياء والعلم بها، بحيث يكون في وضع اتّصال مباشر مع كل الأحداث التي تدور حوله، من خلال حواسّه الخمس، فيبصرها، ويسمعها، ويتحدّث بها وإليها، ويشمّ رائحتها، ويفكّر بأسبابها.

أي أنّه يمثل علاقة الكيان الشخصي والعقلي بمحيطه وبيئته، ويضمّ مجموعة الأفكار، والمعلومات، والحقائق، والأرقام، والآراء، ووجهات النظر، والمصطلحات، والمفاهيم ذات العلاقة بكل ما هو ماديّ وكذلك معنويّ، كما وتندرج مصطلحات المنطق والإدراك الذاتي والعقلاني والحسيّ والحكمة تحت مسمّى الوعي، ويؤمن المفكر ماركس صاحب الفكر الاشتراكي أن ّالوعي عبارة عن بناء فوقي تدريجي تندرج تحته كافّة الأنشطة الإنسانية، كما ويرى أنهّالإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عنه.

أنواع الوعي

تتعدّد أنواع الوعي وأشكاله وتصنيفاته، وقبل الإسهاب في الحديث عن هذه الأنواع لا بدّ الإشارة إلى أنّ هناك وعي زائف وهمي يتمثّل في مجموعة الأفكار والمفاهيم التي يتبنّاها الشخص ويقتنع بها رغم أنّها لا تتناسب وتتطابق مع الواقع الذي يعيشه، وهناك الوعي الحقيقي الواقعي الذي تتعدّد أشكاله وتتمثل جميعها في الفهم الصحيح للأشياء ولأصولها، وحصر العلماء هذا النوع سايكولوجياً تحت الأنواع التالية:

الوعي العفوي التلقائي

يتمثّل في الوعي الذي يتعلّق بأداء نشاط معين، دون أن يحتاج ذلك من الشخص أن يقوم ببذل مجهود عقلي كبير، بحيث لا يعيق قدرتنا على التفكير بأمور أخرى.

الوعي التأملي

يختلف هذا النوع القصدي تماماً عن الوعي العفوي التلقائي، حيث إنّه يتطلّب من الفرد جهوداً ذهنيّة استثنائيّة، ويحتاج إلى قدرات ومهارات عقليّة جمّة، كمهارة الذكاء، والفهم، والذاكرة القوية والقدرة على استحضار الأحداث الماضية وإعادة تصورها والتعبير عنها بعناية، وبالتالي لا نستطيع التفكير بأمور حياتية أخرى.

الوعي الحدسي

يصنف هذا النوع في خانة الوعي المباشر الذي يحدث بشكل فجائي، حيث يدرك الشخص في هذه الحالة أحداث وأشياء، وعلاقات ومفاهيم ومشاعر، أو معلومات ومعارف، ولا يستطيع التعبير عنها أو تقديم استدلال وشرح واضح عنها، أي أنّه يدركها بحدسه فقط ولا تكون ماديّة ملموسة.

الوعي المعياري الأخلاقي

في هذا النوع تحديداً يستطيع الشخص أن يصدر أحكاماً وتقييمات وتصنيفات للأشياء والأحداث والأشخاص والسلوك والطبيعة، ويعود له القرار في الموافقة عليها أو رفضها، تبعاً لمبادئه وقيمه وأخلاقه. وفي النهاية لا بدّ من القول أنّ الحياة والواقع الذي نعيشه يتكوّن من العديد من المتناقضات، وتحتل مفاهيم الوعي والشعور والإدراك والشعور واللاشعور دوراً مركزياً، حيث تقدّم تفسيرات وشروحات للكثير من السلوكيّات والأحداث.