تعريف الفشل
الفشل
يُعتبر الفشل أحد أصعب المشاعر التي تؤثّر على سعادة الإنسان وتُعيقه عن تحقيق أهدافه التي يصبو إليها. كما أن الشعور بالفشل هو أمر لا بُد أن يشعر به الإنسان في حياته، فمن الممكن أن يتمثّل الفشل في رسوب الطالب في أحد الصفوف المدرسية، أو عدم التمكُّن من التسجيل في التخصص المرغوب في الجامعة، أو ربما عدم الحصول على الوظيفة التي تناسب مهارات ومؤهلات الشخص، الأمر الذي يجعل الشخص يعتقد أنه إذا فشل مرة فإنه سوف يفشل في كل مرة، إلا أن الفشل لا ينفي القُدرة على النجاح في المستقبل، فقد يكون الفشل هو خير مُقدّر للإنسان من عند الله عز وجلّ،[1] قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[2]
تعريف الفشل
تعريف الفشل لُغةً هو الخيبة، وعدم تحقيق ما كان يأمله الإنسان، وهو مأخوذ من المصدر (فَشَلَ)، الذي يعني الضعف والكسل والتراخي.[3] وقد عُرِّف الفشل قديماً بشكل سلبي تام، حيث يعني عدم قُدرة الإنسان على أداء المهام، والإخفاق في تحقيق النجاح بسبب الإهمال أو العجز، الأمر الذي يتسبب في النتائج السلبية المُحتملة، وحدوثه أمر سيء جداً ويستحق العقاب، أما حديثاً فقد تم اعتباره لدى الكثير من الناس مرحلةً انتقالية للوصول إلى النجاح، وهو فُرصة للتطوّر، واكتساب المعرفة، والتجدّد، والإبداع.[4]
ويعني الفشل الدراسي على وجه التحديد عدم قُدرة الطالب على تحصيل العلم من أجل تخطي المستويات التعليمية بشكل ناجح، ومن الممكن ان يُعرّف بأنه عدم قدرة الطالب على الدراسة، ويحدث ذلك بسبب عدم وجود الأسباب التي تؤدي إلى النجاح الدراسي، والتي تتمثل في الجوانب الأكاديمية، والنفسية، والسلوكية.[5]
أسباب الفشل
يرتبط الفشل بالعديد من العوامل المختلفة، وهي كما يأتي:[1]
العوامل النفسية
يتمثّل فشل الإنسان بسبب العوامل النفسية بعدة أحوال، تتمثّل فيما يأتي:[1]
- تفكير الإنسان بشكل سلبي، مما يجعله يخاطب نفسه بكلماتٍ تُثير الإحباط مثل (لا أقدِر، لن أنجح)، مما يؤثّر على نفسيّة الإنسان وتجعله يشعر بالقلق والإحباط الذي يمنع التقدُّم في العمل أو تجعل الإنسان يتوقّع الفشل مُسبقاً.
- تعليق الفشل على الآخرين، حيث إن الإنسان الفاشل هو الذي يبحث عن شخصٍ ليُعلِّق أخطاءه عليه، من أجل أن يتهرّب من الشعور بالتقصير أو اللوم.
- شعور الإنسان بفقدان الثقة بالنفس أو بالقدرات الذاتية الخاصة به، مما يساعد على توليد شعور الدونية أمام الأشخاص المحيطين به.
- انزواء الإنسان بعد الفشل، ورفضه لتكرار التجارب بعد فشلها، من أجل أن يحمي نفسه ضد الفشل.
العوامل الاجتماعية
يتمثّل فشل الإنسان بسبب العوامل الاجتماعية بعدة أمور، تتمثّل فيما يأتي:[1]
- التفضيل بين أفراد المجتمع باستخدام المحسوبية، والرشوة، وليس على أساس الكفاءة.
- تلقي الإنسان للوم والنقد داخل محيطه الاجتماعي، وترافق تلك التعليقات مع تصرفات تُذكّر الإنسان بفشله.
- السير على التقاليد والأعراق التي تتسبب في دوران الإنسان داخل قالب نمطي واحد.
العوامل الاقتصادية
يتمثّل فشل الإنسان بسبب العوامل الاقتصادية بعدة مؤثرات منها:[1]
- انتشار البطالة في عدد كبير من الدول، الأمر الذي يعاني منه الشباب الكفؤ، حيث لا يتمكنون من إيجاد فرص العمل التي تناسبهم، مما ينعكس على صحتهم النفسية بشكل سلبي، ويزيد من الشعور بالفشل لديهم.
- الفقر المادي الذي يقف حائلاً أمام تحقيق الأحلام الخاصة بفئة الشباب، الأمر الذي يتمثّل في دخول الجامعة أو المدرسة المُناسبة، أو اختيار المهنة التي يبرع فيها، مما جعل بعض الاختصاصات خاصة بفئة الأغنياء فقط.
كيفية تخطي الفشل
من الممكن أن يطغى الشعور بالفشل على الإنسان في البداية، إلا أن الاعتراف بخيبة الأمل، وتقبّل الأخطاء هو من أحد الأمور التي تساعد الإنسان على التقدّم والمضي قدماً، وهناك عدة طرق أخرى تساعد الإنسان على تخطي الفشل، وهي:[1]
- الإيمان بالله عز وجل والصبر على الفشل قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).[6]
- تفكير الإنسان بشكل إيجابي، حيث يُعتبر هذا الأمر حافزاً يدفع الإنسان للنجاح بكل ما يرِدُ إليه من عوامل خارجية من العالم الخارجي، ويمنع تلك العوامل من التأثير على نفسية الإنسان بشكل سلبي ينعكس على سعادته الداخلية وصحته، وتعزيز ثقته بنفسه. كما يجب الابتعاد عن التفكير في الفشل والأمور التي يجترها هذا الموضوع لأنها سوف تضخّم المشاعر السلبية لدى الإنسان.[7]
- تقبّل حقيقة الفشل، وعدم السماح للفشل بالسيطرة على الإنسان وعلى تفكيره، لذا يجب تقبّله وتحويله إلى حافز من أجل النجاح في المستقبل. كما يجب معالجة مشاعر الفشل التي من الممكن أن تُسبّب آثاراً سلبيةً على الصحّة، فمن الممكن أن يتسبّب الفشل في نقص النوم، أو أمراض القلب، أو الآلام المُزمنة.[7]
- طرد الأفكار السلبية التي تتعلّق بالفشل، لأنها تنعكس على سلوك الإنسان وتشمل العديد من المساوئ الأخلاقية منها الظلم، والحقد، والحسد.
- تحليل أسباب الفشل واعتراف الإنسان بالتقصير في حال وجوده.
- معالجة سبب الفشل، عن طريق التفكير في الحلول المناسبة أو المناقشة، فمن الممكن أن يتناقش الإنسان مع الشخص المُشرف عليه في حال كان يتوقع ترقية ولم يحصل عليها.[7]
- التزام خطة أو أهداف جديدة من أجل تحقيق الأهداف وإحراز التقدّم، ويجب على الإنسان ألّا يتردد في تغيير نهجه أو تعديله لتحقيق مستوى أعلى من المرونة.[7]
- عدم ربط الفشل بأشخاصٍ معينين، وتطوير عداء معهم أو توجيه اللوم أو الانتقاد لهم.
- استخدام حس الفُكاهة من أجل تشجيع النفس وتحسين المزاج، وهو أحد عناصر المرونة التي تساعد الإنسان على تحمّل العديد من الضغوطات.[7]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح د. نهى عدنان قاطرجي، "صناعة النجاح وتجاوز الفشل"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 216.
- ↑ "تعريف ومعنى فشل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2018. بتصرّف.
- ↑ شارلز مانز (2009)، قوة الفشل، الجيزة- مصر: دار الفاروق للاستثمارات الثقافية، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ بن غنيمة إبتسام، بن زينة رفيقة، سماعيلي سعدية (2014-2013)، دور المرشد المدرسي في الحد من الفشل الدراسي من وجهة نظر تلاميذ السنة الرابعة متوسط، الجزائر: جامعة قاصدي مرباح، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ سورة 10، آية: الزمر.
- ^ أ ب ت ث ج "How to Overcome Failure"، www.wikihow.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2018. بتصرّف.