-

تعريف العولمة والهوية

تعريف العولمة والهوية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المجتمع البشريّ

المجتمع البشريّ مجتمع متقلّب؛ وذلك لتغيّر الظروف المحيطة به، حيث تبرز ظواهر جديدة لم تكن موجودةً من قبل، في حين قد تختفي أخرى كانت سائدةً فيه، ويتميّز بعضها بالإيجابيّة، وتحقيق المصالح للأفراد، بينما يؤثّر بعضها الآخر على سير حياتهم سلبياً، وانتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن ظاهرتي العولمة والهويّة، ومحاولة الربط بينهما، فما هي العولمة؟ وما هي الهوية؟ وما العلاقة بينهما؟ هذا ما سنوضّحه في مقالنا.

تعريف العولمة

اختلفت آراء العلماء حول وضع تعريف مشترك لمفهوم العولمة؛ وذلك لتأثّر التعريف باتّجاهاتهم ونظرتهم العامّة، فكلمة العولمة لفظ جديد لظاهرةٍ قديمةٍ، وفي اللغة الإنجليزيّة تُسمّى (Globalization)، ويشير مصطلح العولمة إلى عمليّة نقل الشيء أو الظواهر من حيز الخصوصيّة إلى حيز العالميّة، ويمكن تعريفه من وجهات نظرٍ مختلفةٍ:

العولمة في نظر الاقتصاديّين

العولمة في نظر الاقتصاديّين كما عرّفها مجلس النقد الدوليّ هي عبارة عن اتّحاد دول العالم اقتصادياً وتعاونهم معاً، ممّا يفتح مجالاتٍ جديدةً للتعاون، وتنمية الجوانب الاقتصادية، حيث قاد ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات، وتنوّعها عبر الحدود، وانتشار التقنية في أرجاء العالم إلى هذا التعاون الاقتصاديّ.

العولمة في نظر التكنولوجيّين والاجتماعيّين

تدلّ العولمة في نظر التكنولوجيّين والاجتماعيّين على انعدام الحواجز الجغرافيّة بين دول العالم، ممّا يجعلها أشبه بكرةٍ اجتماعيّةٍ بلا حدود، وهي زيادة درجة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانيّة؛ حيث تُنقل السلع، ورؤوس الأموال، وتقنيات الإنتاج، بالإضافة إلى الأشخاص والمعلومات عبر هذه المجتمعات.

تاريخ ظهور العولمة

لم تكن العولمة وليدة اللحظة، بل ظهرت منذ القرن الخامس عشر، حيث أدّت النهضة الأوروبيّة الحديثة إلى ظهور القوميّة بدلاً من الاقتصاديّة، وأصبح نطاق السوق يشمل الأمّة كاملةً بدلاً من المقاطعة وحدها، وظهرت العولمة جليّاً في التسعينات عندما انهار الاتّحاد السوفييتيّ، فنشرت أمريكا ثقافة العالميّة، وخاصةً عندما طالبت دول العالم بتوقيع اتفاقيّة التجارة العالميّة التي أدّت إلى سيطرة الشركات العابرة للقارّات على مراكز التجارة العالميّة.

شهدت العولمة انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة، فبدأت الشركات بالاندماج معاً لتكوين شركاتٍ أكبر، ممّا أظهر المصطلح للجميع، مع محاولاتٍ عدّةٍ لتعريفه وإسقاطه على الواقع، وارتبطت العولمة في وقتنا الحاليّ بتطوّر مجال الاتّصالات، وظهور الشبكة العنكبوتيّة التي ساعدت كثيراً على ربط دول العالم معاً، وانتشار المعلومات والأفكار بكلّ سهولةٍ فيما بينها، ممّا جعلها عالميةً تتجاوز الحدود الجغرافيّة.

تعريف الهويّة

الهويّة هي الانتماء للذات أو الجماعة؛ حيث تظهر الصفات الخاصّة والفرديّة للشخص أو الجماعة، وقد ترتبط الهويّة بالدين، أو اللغة، أو التراث، أو الثقافة، أو جميعها معاً، وهي من الحاجات النفسية للإنسان التي لا يستطيع الاستغناء عنها؛ للشعور بوجوده واستقلاليّته.

العلاقة بين العولمة والهويّة

يتنافى تطبيق العولمة مع الاحتفاظ بالهويّة؛ لأنّ مفهوم كلٍّ منهما يعاكِس الآخر، فعندما نقول العولمة فإنّنا نعني بذلك عدم احتفاظ الشيء بهويته، وانطلاقه عبر قارّات العالم منفصلاً عن المنشأ.