-

تعريف كوكب المشتري

تعريف كوكب المشتري
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كوكب المشتري

كوكب المشتري: هو الكوكب الأضخم في النظام الشمسي بقطر يبلغ 143000 كم، والخامس في ترتيب المسافة من الشمس. كما أنه يعد واحداً من ألمع الأجسام في سماء الليل بعد القمر والزهرة (والمريخ في بعض الأحيان). ونظراً لحجمه الكبير فإنه يستغرق ما يقارب 12 سنة أرضية ليدور دورة واحدة حول الشمس ويقطع مسافة متوسطة تبلغ 778 مليون كيلومتر، ويستغرق 10 ساعات ليدور دورة واحدة حول نفسه، أي أكثر من ضعفي سرعة الأرض، كما يدور حول كوكب المشتري أكثر من 60 قمراً معروفاً. ويعتقد علماء الفلك بأن قمر كوكب المشتري (يوروبا) قد يحتوي على محيط من الماء الدافئ وبعض مظاهر الحياة على سطحه، ويحتوي كوكب المشتري على عنصرين فقط هما الهيدروجين والهيليوم، ومصدر حراري داخلي يقوم ببعث الطاقة بكمية أكبر مما تستقبله من الشمس. كما أن الضغط مرتفع جداً في باطنه لدرجة أن الهيدروجين موجود في حالة سائلة، وتعد كثافته منخفضة للغاية، وتشير الكثافة المنخفضة والكتلة الكبيرة إلى أن تركيب وبنية المشتري تختلف تماماًَ عن تكوين الأرض والكواكب الداخلية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك يمتلك هذا الكوكب أقوى حقلٍ مغناطيسيٍ من بين كواكب المجموعة الشمسية؛ بسبب وجود طبقة مغناطيسية كبيرة جداً ويمكن رؤيتها من الأرض، حيث يتجاوز قطرها الظاهري قطر القمر.[1][2]

تاريخ كوكب المشتري

يعد كوكب المشتري الكوكب الأقدم في النظام الشمسي، حيث تشكل بعد نحو مليون سنة من نشأة المجموعة الشمسية، وقد حاول علماء الفلك تحديد عمر الكوكب بشكلٍ أدق؛ لذا قام باحثون من جامعة (مونستر) الألمانية بالتعاون مع باحثين بمختبر (لورانس ليفرمور الوطني) في الولايات المتحدة بفحص وتحليل نيازك تعود إلى حزام الكويكبات الذي يقع بين المريخ والمشتري، والتي يُعتقد أنها تكوّنت من مليون إلى أربعة ملايين سنة بعد نشوء النظام الشمسي الذي يقدر عمره بـ4.6 مليارات سنة، وأظهرت نتائج التحليلات الدقيقة لهذه النيازك أن بعضها نشأ داخل مدار كوكب المشتري وبعضها الآخر نشأ خارجه، ويعني ذلك أنه أثناء نشأة هذه النيازك لم يحدث اختلاط بين المنطقتين، ويعتقد العلماء أن كوكب المشتري هو السبب الذي منع هذا الاختلاط، ويملك المشتري كتلةً تزيد عشرين مرة على كتلة الأرض الحالية. وتوصّل الباحثون أيضاً إلى أن كتلة المشتري الصخريّة تشكّلت بعد نحو مليون سنة من نشأة النظام، ثم أصبحت كتلتها خمسين ضعف كتلة الأرض بعد ثلاثة أو أربعة ملايين سنة، ثم نمت كتلة المشتري بسرعة لتصبح حالياً أكبر من كتلة الأرض بنحو 320 مرة.[3]

الغلاف الجوي لكوكب المشتري

قام الفلكيون بدراسات طيف الكوكب لتوفير معلومات حول تكوين ودرجة حرارة وضغط الغلاف الجوي، حيث قاموا باستخدام تقنية التحليل الطيفي الامتصاصي التي تتم عن طريق انتشار الضوء أو الإشعاع الحراري من الكوكب في أطوال موجية معينة بواسطة عنصر تشتيت في المطياف. ويحتوي الطيف الناتج على فواصل زمنية منفصلة أو خطوط تمكنوا بواسطتها من معرفة مكوّنات الغلاف الجوي للكوكب عن طريق قياس الأطوال الموجية الدّقيقة التي يحدث فيها هذا الامتصاص ومقارنة النتائج مع أطياف الغازات التي تم الحصول عليها في المختبر، حيث تم بواسطة هذه التقنية اكتشاف وجود الميثان والأمونيا في الغلاف الجوي للمشتري عام 1930م، وفي عام 1960م توصلوا إلى وجود غاز الهيدروجين في الغلاف الجوي للكوكب، ومع استمرار الدراسات تم الوصول إلى المزيد من المكوّنات الجديدة مثل الزرنيخ وبعض الغازات الأخرى.[4]

أقمار المشتري

يحتوي كوكب المشتري على 53 قمراً لكل منها اسم محدد، واكتشف العلماء 14 لم يتم تسميتها بعد، لذا يكون مجموع عدد الأقمار المكتشفة لكوكب المشتري 67 قمراً، وأحدث هذه الأقمار تم اكتشافه في عام 2011م، والأقمار الأربعة الأكبر من بين هذه الأقمار هي: (جانيميد بالإنجليزية: Ganymede)، و(كاليستو بالإنجليزية: Callisto)، و(آيو بالإنجليزية: Io)، و(يوروبا بالإنجليزية: Europa)، وقد أطلق على هذه الأقمار اسم (أقمار جاليليو)، والتي اكتشفها عالم الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي في عام 1610م، ويعد قمر (Ganymede) أكبرها حجماً والأكبر من بين أقمار النظام الشمسي جميعها، حيث يبلغ حجمه ما يقارب حجم كوكب عطارد، كما أنه يعد القمر الوحيد في النظام الشمسي المعروف بامتلاكه مجاله المغناطيسي الخاص به، ويحتوي قمر (Ganymede) بالإضافة إلى قمر (Callisto) على العديد من الحفر ويبدو أنها مصنوعة من مادة الجليد والمواد الصخرية، ويحتوي قمر (Io) على العديد من البراكين النشطة والتي ينتج عن ثورانها إطلاق غازات تحتوي على الكبريت، وهذا سبب ظهور سطحه باللون الأصفر البرتقالي، أما قمر (Europa) فهو القمر الأصغر من بين الأقمار الأربعة، ويتكوّن سطحه في الغالب من جليد الماء، ويُرجّح العلماء وجود محيطٍ من الماء أو جليداً ذائباً تحت سطحه، وأن لديه ضعف كمية الماء الموجودة على كوكب الأرض.[5]

البقعة الحمراء على كوكب المشتري

تعد البقعة الحمراء التي تظهر على سطح كوكب المشتري إحدى أعظم مزاياه على الإطلاق، وهي عبارة عن عاصفة كبيرة جداً قادرة على ابتلاع ما يُعادل ثلاثة أمثال كوكب الأرض، وتقع في الغلاف الجوي السفلي للمشتري، وتحتل مساحة بأبعاد 22 ألف كيلومتر في 12 ألف كيلومتر، كما أن سحبها تصل إلى ارتفاعات تقارب خمسين كيلومتراً، وقد بدأت هذه البقعة بالظهور في الثلاث قرونٍ الأخيرة، وقد أظهرت دراسة أميركية أن البقعة الحمراء العظيمة هي السبب وراء سخونة الغلاف الجوي لكوكب المشتري، وقد تبين عن طريق استخدام تلسكوب يعمل بالأشعة فوق الحمراء أن الغلاف الجوي الذي يعلو البقعة الحمراء العظيمة حرارته أعلى مئات الدرجات من أي مكان آخر على الكوكب.[6]

المراجع

  1. ↑ "Jupiter PLANET", www.britannica.com, Retrieved 24-5-2018. Edited.
  2. ↑ "Jupiter", www.britannica.com, Retrieved 24-5-2018. Edited.
  3. ↑ " المشتري أقدم كواكب المجموعة الشمسية"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "Atmospheric characteristics", www.britannica.com, Retrieved 24-5-2018. Edited.
  5. ↑ "What Is Jupiter?", www.nasa.gov, Retrieved 24-5-2018. Edited.
  6. ↑ "ما هي أسرار البقعة الحمراء في المشتري؟"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2018. بتصرّف.