تعريف تكنولوجيا النانو
لا شكَّ أنَ هذا العصر الذي نعيشهَ هو عصر الطفرة العلميّة والتكنولوجيّة ، فلا تكاد تُتابع خبراً في أحد صنوف العلم والتكنولوجيا حتّى تتفاجأ بعدها بظهور تقنيات أخرى أكثر تطوّراً وبوقت زمني قصير ، وهذهِ التتابعات في سلسلة التطوّر التقنيّ هيّ من أبرز سِمات هذا القرن ونهايات القرن الماضي.
كثيراً ما نسمع عن تكنولوجيا المايكرو والنانو ، وكلّ هذهِ التعابير يُراد بها الدقّة المتناهية التي وصلت لها التكنولوجيا في مُختلف المجالات ، فمن أدقّ التقنيات التي تتردّد الآن على مسامعنا هي تقنية النانو أو تكنولوجيا النانو وتُدعى باللغة الإنجليزية (nano-technology) ، فما هي هذه التكنولوجيا وما المقصود بالنانو أيضاً.
ما هو النانو ؟
النانو هو أحد أجزاء القياس وهو جزء من مليار من الشيء ، فلو كانت وحدة القياس هي الطول ( بالمتر) لكان النانو متر هو جزء من مليار من المتر ( وهو بلغة الرياضيات العدد 10 مرفوع إلى القوّة -9 = 10^-9 ) ، وبالتالي فهو رقم صغير جدّاً وجزء صغير جدّاً من المتر وهذا يعني الدقّة المتناهية للجسم وهو أمرٌ في غاية الحساسية.
تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها
تُستخدم هذه التكنولوجيا الدقيقة جدّاً في كافّة مجالات الحياة ، فعلى سبيل المثال هُناك في عالم الإلكترونيات الدقيقة ما يُسمّى بأشباه الموصلات ، وهي موادّ تجمع بين الخواصّ الفلزّية واللافلزيّة ، ويمكن استخدام هذا التباين في السلوك الفيزيائي والكيميائي لصالح العلم الحديث ، فتبرز هُنا التكنولوجيا الدقيقة ( تكنولوجيا النانو ) في جعل هذِه المواد أشباه الموصله ( Semi Conductor) موادّاً ذات خصائص إلكترونية عن طريق قذف السبائك المعدنية لهذه الأشباه -كعنصر السيليكون - مثلاً بعناصر دقيقة بدقّة النانو كدقائق الفسفور مثلاً ، لتتشكّل لدينا ما يسمّى بالدايودات والترانزستورات (Diodes and Transistors) ، وهيَ من الرقائق المستخدمة في صناعة الحواسيب ، ووحدات المعالجات المركزية ، وكافّة الأجهزة الالكترونية والكهربائية.
وتدخل تكنولوجيا النانو في المجالات الحيوية ، والمجالات الطبيّة ، فدراسة المكوّنات الأوليّة للخلايا ، ومعرفة خصائصها باستخدام المجاهر المكبّرة ، هو من تكنولوجيات النانو ، وكذلك ما يتعلّق بصناعة الأدوية ، والحقن المجهري ، ودراسة الحمض النووي ، وتكاثر الخلايا في الأمراض المزمنة والعنقوديات وغيرها كلّها من تطبيقات هذهِ التكنولوجيا.
ونرَى تكنولوجيا النانو في الصناعات الخفيفة والثقيلة ، عن طريق الاستخدام الدقيق للتكنولجيا التصنيعية وكذلك محاولة تقليل أحجام الصناعات وجعلها تُحقّق الهدف الأساسي وبأحجام أقل ، وربّما أيضاً قادتنا إلى تخفيف الأعباء الإقتصاديّة جرّاء إيجاد حلول أقل تكلفة مما عليه الآن ، كصناعة وحدات الأنارة ذات التوفير الكهربائي والتي تعمل بتقنية LED وهذه التقنية موجودة أيضاً في شاشات التلفاز والهواتف الذكيّة التي أصبحت أكثر جمالاً ووضوحاً.