-

تعريف الرياء

تعريف الرياء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ماهية الرياء

تعد العبادة الهدف الرئيسي من خلق الإنسان إلى جانب عمارة الأرض وغيرها من الأهداف الأخرى، وترد عدة آياتٍ في القرآن الكريم وتؤكد ذلك، والعبادة هي كل أعمال الخير والصلاح التي يقوم بها الإنسان من صلاةٍ وصومٍ وزكاةٍ وعمرةٍ واستغفارٍ وذكرٍ وقراءةٍ للقرآن، وغيرها بهدف نيل محبة الله ورضاه وتوفيقه ودخول جنته واتقاء عذابه ودخول النار، إلا أن هناك العديد من الناس الذين يؤدون هذه العبادات كلها لكن بنيةٍ مختلفة، فالمسلم العادي يؤديها لله، أمّا القسم الآخر فيؤديها لينال سمعةً حسنةً بين الناس فيتحدثون عنه في مجالسهم ويعددون أفعاله ويشيدون بها، ويعرف هذا بالرياء.

الرياء هو مصطلحٌ يخص الإسلام ويعني انتظار الشخص مدح الناس وثنائهم وإعجابهم تجاه أفعالٍ يقوم بها أو صفاتٍ يتصف بها ليقال بأنه مميّزٌ ويتصف بالصلاح، أي أنّه الاهتمام برضا الناس لا برضا الله، وهو سببٌ لإحباط العمل أي عدم قبوله، وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشرك الخفي، حيث إنّ الشرك يعني أن تتجه بالعبادة والالتزام لآخرين مع الله دون تمييزه وإفراده وحده كما يجب بالعبودية.

أنواع الرياء

من أقسام الرياء الرياء بالهيئة، وهم الأشخاص الذين يحرصون على مظهرهم الأغبر الأشعث وثيابهم الممزقة ليقول الناس عنهم أنّهم زاهدون في خيرات الدنيا، والرياء بالعمل وهو القيام بكل الأفعال والسلوكيات التي تجعل الناس يتحدثون بالإيجاب عنهم من صلاةٍ في المسجد أو تبرعٍ لمدرسةٍ ما أو مساعدة عائلةٍ فقيرة، والرياء بالقول مثل إخبار الناس بتبرعاتٍ وأموالٍ قدّمها في مجال الخير ومساعدة الناس، والرياء بمصاحبة المفكرين والعلماء والأشخاص المميزين ليقال بأنّ فلانٌ يستضيف عنده النخبة المميّزة من الناس وغيرها الكثير من الأمثلة.

التوبة من الرياء

يتم الرجوع عن فعل الرياء بتجديد النوايا قبل الإقدام على العمل بحيث تكون خالصةً لوجه الله وغير مهتمةٍ بإعجاب وتصفيق الناس، واستشعار الخوف من الله سبحانه وتعالى، وبالتالي وضع الأولوية له قبل أي أحدٍ وأي شيءٍ آخر، فالله أجدر بالعبادة والخوف، والناس يأتون في الدرجة الثانية، وربما استصغروا وقللوا من قيمة الشخص حين يعلمون بأنّه يفعل ما يفعل ليكسب رضاهم، فالناس لا يحبون التابعين والمهزوزين الذين ليست لديهم شخصيتهم المميزة والقوية واضحة المعالم، فما يعجبهم في أفعال الشخص قد يقلبهم ضده في النهاية بعد أن يعرفوا الدوافع الحقيقية وراء أفعاله، ويعتبر الإخلاص عكس الرياء، فهو ابتغاء وجه الله ومرضاته من وراء العمل، وبالتالي حصول التوفيق في الدنيا والآخرة.