-

تعريف الخطاب

تعريف الخطاب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الخِطاب

الخطاب في اللُّغة من الفعل الثُّلاثيّ خَطَبَ أي تكلّم وتحدّث للملأ أي لمجموعةٍ من النّاس عن أمرٍ ما، أو ألقى كلاماً،[1] أمّا تعريف الخِطاب اصطلاحًا فهنالك الكثير من التعريفات المُتعارف عليها للدّلالة على الخطاب ومنها أنّ الخطاب مَجموعةٌ مُتناسقة من الجمل، أو النصوص والأقوال، أو إنّ الخطاب هو منهج في البحث في المواد المُشكّلة من عناصر متميّزة ومترابطة سواء أكانت لغة أم شيئا شبيهاً باللغة، ومشتمل على أكثر من جملة أولية، أو أيّ منطوق أو فعل كلامي يفترض وجود راوٍ ومستمع وفي نية الراوي التأثير على المتلقي، أو نص محكوم بوحدة كلية واضحة يتألف من صيغ تعبيرية متوالية تصدر عن متحدث فرد يبلغ رسالة ما.[2]

يهدف الخطاب إلى وصف التعابير اللغوية بشكل صريح، بالإضافة إلى أنّ الخطاب يفكك شفرة النص الخطابي عن طريق التعرّف على ما يحتويه النص من تضمينات وافتراضات فكريّة، وتحليل الخطاب هو معرفة الرسائل المُضمّنة في النص الخطابي ومعرفة مقاصده وأهدافه، ويتم تحليل الخطاب عن طريق الاستنباط والتفكير بشكلٍ منطقيّ حسب الظروف التي نشأ وكتب فيها النص الخطابي وهو ما يسمى بتحليل السياق الذي يعتمد عليه النص.[2]

عناصر الخطاب

كي يكون الخطاب مؤثّراً ومفيداً يجب أن يكون متكامل الأطراف، وهو يقوم على عدّة ركائز أو عناصر تُنظّم الخطاب وتُقيم ركائزه، وهذه العناصر هي:[3]

  • المُؤلف: أي من يقوم بتوجيه الخِطاب وتكون لديه القدرة على التكلّم والإبداع في ترتيب الكلام بشكلٍ منظّم ومترابط.
  • المتلقّي: أي من سيوجّه له الخِطاب، ويتميز المتلقّي بامتلاك حاسة التوقع والانتظار أثناء تلقيه الخطاب.
  • الرِّسالة: أي مادّة الخِطاب التي تُصاغ بصورةٍ أدبيّةٍ إبداعيّةٍ.
  • وسيلة الإيصال: أي قناة الوصل بين المؤلف والمُتلقّي عبر الكتاب، أو وسائل الإعلام المقروءة والمَسموعة والمكتوبة، أو من خلال الإنترنت والأجهزة الذَّكيّة.

أنواع الخطاب

للخطاب أنواع كثيرة نظراً لتعدّد المواضيع التي تحتاج للخطب والإقناع في عصر أصبح فيه العلم والمُناقشة هما الصفتان السائدتان، فلا يمكن التأثير في الرأي العام بسهولة كما كان من قبل، لذا تعدّدت أنواع الخطاب للتأثير في آراء الناس وقناعاتهم بشكل أكبر، ومن أنواع الخطاب:

الخطاب القرآنيّ

هو الخِطاب الموجود في القرآن الكريم بتنزيلٍ من العزيز الحكيم، وهو خطاب له مَدلولاته وإشاراته التي لا تنتهي، معصومٌ من التّحريف والتَّبديل، كما أنّه لا يُترجم حرفيًّا إلى لُغاتٍ أخرى وإنمّا تتمّ ترجمة معانيه ومدلولاته وشرح آياته ومفرداته، والخِطاب في القرآن الكريم على حسب الحاجة فهو تارّةً موجّه للرّسول صلى الله عليه وسلم أو لأزواجه أو لعامّة المسلمين وخاصّتهم أو لكفّار قريش أو للمنافقين وغيرهم،والخِطاب القرآنيّ أفضل الخِطابات على الإطلاق من حيث البلاغة اللُّغويّة والإعجاز اللُّغوي والإبداع في اللَّفظ والمَعنى والتّركيب، ووروده في القرآن الكريم مرتبطٌ بالعزة، والحكمة، وعظمة الخالق عز وجل، وهو يُقسّم إلى قسمين هما:[4]

  • خطاب إلهي: هو الخطاب الربّاني الذي لا يقع تحت التزامات الخطاب الإنساني، والتطوّر، واستمدّ صفة الخلود من مصدره وهو الله عز وجل، ويتميّز أيضاً بشمولية مواضيعه زماناً ومكاناً.
  • خطاب بشري: هو عكس الخطاب الرباني، فهو خطاب يَلتزم بقواعد الخطاب البشري، ويقع تحت وطأة الظروف التطورية، وغير شامل لجوانب الحياة، ومَصدره البشر، فهو يحتمل الخطأ والصواب في طياته، ويتأثّر بخبرات قائله.

الخِطاب الإيصاليّ

هو الخِطاب الموجّه من المُرسل إلى المُستقبل عبر رسالةٍ ما؛ الهدف منها إيصال أفكارٍ مُعيّنةٍ من قِبل المُرسل إلى شريحةٍ مُحدّدةٍ من النّاس، وعلى ذلك يأخذ الخِطاب الإيصاليّ أكثر من صورةٍ منها: الخِطاب السِّياسيّ، والإرشاديّ، والتّوعويّ، والنهضويّ، والتّعبويّ- خطاب يهدف إلى تعبئة الرأي العام تجاه قضيّةٍ ما- والخِطاب الإعلاميّ والرّسميّ- من قِبل الدَّولة أو إحدى مؤسسّاتها- والخِطاب النّفسيّ، ومما يُميّز هذا الخِطاب أنّه قد تُستخدم فيه أدواتٌ غير اللُّغة المنطوقة؛ كالدِّعايات الإعلانيّة، والمنشورات، والبرامج التِّلفزيونيّة والإذاعيّة، كما أنّ هذا النَّوع من الخِطاب عادةً ما يعود بالمنفعة على المُرسل ماديًّا أو معنويًّا أو كليهما، ويتكون الخطاب الإيصالي من ثلاثة أقسام هي: المرسل وهو الخطيب الذي يقرأ الخطاب على الجمهور، والمُرسل إليه وهي الفئة المُستهدفة من الخطاب، والمتلقّي هو الجمهور الذي يُلقى عليه الخطاب.[5]

الخطاب الإسلامي

هو الكلام الذي تكون مَصادره ومَراجعه القرآن الكريم، والسنّة النبوية، أو أية مرجعية إسلامية أخرى، وتكون مواضيعه تشمل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية وفق منظور إسلامي شامل، ويُعرف الخطاب الإسلامي عادةً بأنه المنهاج الذي يُنظّم حياة المسلمين، ومن المُمكن تعريفه بتعريف أعم وأشمل ألا وهو أنّ الخطاب الإسلامي هو الدعوة إلى الدين الإسلامي ونشر تعاليمه وأخلاقه بين الناس.[6]

الخِطاب الإبداعيّ

يتكوّن الخطاب الإبداعي من ستة عناصر كما حدّدها جاكبسون تُغطّي كافة الوظائف التي تؤديها اللغة تكون من ضمنها الوظيفة الأدبية، فلقد وجد أن الصفة الأساسية التي من أجلها وجد النص هي الاتصال، هذا ويأخذ النص صفاته الخاصة والمميّزة من خلال تسلسل وظائف عناصر الاتصال، والتي فصلهما جاكبسون في نظرية الاتصال (بالإنجليزية: Communication theory)، وليس من خلال احتوائه على واحدة منها فقط.[3]

تكثر أنواع الخطاب بتعدد المواضيع المتعلقة به؛ فهنالك أنواع جديدة ظهرت من الخطاب بسبب التغيّرات الحاصلة على واقع المجتمع العربي والإنساني بشكل عام، فهنالك الخطاب القومي الذي يتعلّق بالمواضيع القومية، والخطاب الفلسفي الذي يُعنى بأمور الفلسفة وأصولها، والخطاب السياسي الذي يهتمّ بالمَواضيع والأمور السياسية، ويُعدّ الخطاب من أكثر الأمور التي لاقت اهتماماً مؤخّراً لما له من تأثير في آراء الناس وقناعاتهم، وانتشار المذهب العقلي الذي ينادي بضرورة إبراز الأدلة العقلية للحكم على الحالات والظواهر التي تواجه الإنسان في حياته.[7]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى الخطاب"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2016. بتصرّف.
  2. ^ أ ب هبة عبد المعز أحمد (03-03-20119)، "تحليل الخطاب"، مؤسسة النور للثقافة والإعلام، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب امير فرهنك نيا، "تحليل الخطاب الأدبي في نهج البلاغة"، نهج البلاغة، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2016. بتصرّف.
  4. ↑ حبـاسي خالـد (2012)، الخطاب الإسلامي المعاصر - رسالة جامعية، صفحة 16-25. بتصرّف.
  5. ↑ شروق خلیل (2015)، دور البنية اللغوية في الخطاب الإشهاري - رسالة جامعية، صفحة 13. بتصرّف.
  6. ↑ د. السيد محمد مرعي (21-02-2016)، "مفهوم الخطاب الإسلامي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2016. بتصرّف.
  7. ↑ د. محمود عبد الله (30-03-2016)، "الخطاب، النموذج، والإستراتيجية: بحثا عن هوية جديدة للعلوم الاجتماعية في العالم العربي"، المركز العربي للبحوث والدراسات، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2016. بتصرّف.