-

تعريف فن المقال

تعريف فن المقال
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المقال

نطالع يومياً العديد من المقالات في الصحف والمواقع الإلكترونيّة المخلتفة، وتتنوع تلك المقالات بين السياسية والأدبيّة والرياضيّة وغيرها، إلا أن ما يجمع بين تلك المقالات وحدة الغرض وهو نقد قضية أو جزئية معينة يراها الكاتب أو يريد توضيحها للقراء، ويبدأ من خلالها في طرح الحلول للتطوير والتحسين في المجال الذي يكتب فيه، ومن أشهر أنواع المقالات في العالم العربي المقال الصحفيّ السياسيّ، الذي كان السبب في رفع شأن العديد من الصحفيين وجعل كلمتهم مؤثرة في مجتمعهم، ويرجع ذلك إلى تمكنهم من فن كتابة المقال مع تمتعهم بالحس النقدي اللازم للكتابة.

تعريف المقال

عرّف النقاد العرب المقال على أنه أحد الفنون النثرية التي تعبر عن طبيعة الكاتب، والذي يكتب بطريقة عفويّة وسريعة وخالية من التكلف، ويكون المقال محدوداً بموضوع واحد، ويضيف الدكتور محمد عوض إلى ذلك التعريف أنّ المقال الجيد هو الذي تشعر أثناء قراءته بأن الكاتب ماثل أمامك من خلال الأفكار والعبارات المكتوبة.

نشأة المقال

كانت نشأة فن المقال أوروبيّة خالصة، حيث ظهرت في القرن السادس عشر في فرنسا، وذلك بعد انتشار الطباعة والمطبوعات في شتى أنحاء أوروبا، وكان المقال يعبّر عن التجارب الذاتية للكتاب في الأساس ويهتم بالموضوعات التربويّة والأخلاقية، ومع تطور المقال من بلد إلى آخر بدأت صفة الموضوعيّة تطغى على الكتابة مع استمرار التركيز على الموضوعات الاجتماعية في الوقت الذي كانت تعاني فيه أوروبا من أزمات ضخمة اجتماعيّاً وسياسيّاً، إلى أن أصبح المقال نوعاً أدبياً قائماً بذاته في القرن الثامن عشر والتاسع عشر مع تنامي الصحافة وانتشارها حول العالم، ويقول النقاد العرب إنّ أشكالاً بدائيّة من المقال ظهرت في النثر العربيّ القديم في رسائل عبد الله بن المقفع وعبد الحميد الكاتب، ورسائل الجاحظ، وأبو حيان التوحيدي.

تطوّر المقال في اللغة العربيّة

انتقلت كتابة المقال إلى اللغة العربية مع الاحتكاك الثقافيّ بالغرب في فترة ما قبل الاستعمار، وهي المراحل التي كانت بعض الدول العربيّة ترسل بعثات تعليميّة للخارج، وكان من تأثر المتعلمين بالخارج أن نقلوا الصحافة إلى اللغة العربيّة، ومن ضمنها المقالات الصحفيّة، كذلك صاحب تلك الفترة وما تلاها ظهور حركات قوميّة وتيارات فكريّة في العديد من الأقطار العربية، مثل جمال الدين الأفغانيّ، والثورة العرابيّة في مصر ثم الاحتلال البريطانيّ لمصر والعراق، والاستعمار الفرنسي لدول المغرب العربيّ، ونشأت حركات المقاومة سياسياً وثوريّاً، مما جعل المقال متصلاً بالمعاناة التي تعيشها الشعوب العربية.