تعريف داء السل
داء السل
يمكن تعريف داء السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) على أنّه أحد الأمراض المعدية الناتجة عن الإصابة بأحد أنواع البكتيريا التي تُهاجم الجسم وخاصةً الرئتين، وفي الحقيقة يُعدّ مرض السل من أكثر المُسبّبات للوفاة عالمياً، فهو المُسبّب الثالث لحالات الوفاة لدى النساء اللّاتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و44 عاماً، وهو كذلك الداء الذي تسبّب بوفاة ملايين الأشخاص منذ القدم، ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تسبب السل بموت العديد من الأشخاص وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية، إلى أن اكتشف العالم الألماني روبرت كوخ (بالإنجليزية: Robert Koch) مُسبّب الداء في عام 1982 م، وبعد ذلك بدأت التوجّهات حول اكتشاف المطاعيم التي تقي من السل، والأدوية التي تعالج حالات الإصابة به، وهذا ما جعل الاعتقاد بأنّ داء السلّ بدأ بالانقراض وأنّه سينتهي من العالم تماماً في عام 2050 م، ولكن لم يجرِ الأمر كما خُطّط له، فقد عاد المرض لينتشر من جديد في منتصف الثمانينيات، وفي عام 1993م أعلنت منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) أنّ داء السلّ طارئة عالمية (بالإنجليزية: Global Emergency)، وبناءً على الإحصائيات الأخيرة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، فإنّ هناك ما يُقارب تسعة ملايين شخص يُشخّصون سنوياً بالإصابة بالسلّ عالمياً، وهناك ما يقارب ثلاثة ملايين حالة تكون مصابة ولا يتم اكتشافها، ومن الجدير بالذكر أنّه بالرغم من احتمالية معاناة الأفراد من أيّ فئة عمرية من السلّ، إلا أنّه غالباً ما يُصيب اليافعين.[1]
أعراض الإصابة بداء السل
في الحقيقة يُصنّف مرض السلّ إلى مرحلتين رئيسيتين، أمّا المرحلة الأولى فتُعرف بالسلّ الكامن (بالإنجليزية: Latent tuberculosis) وفي مثل هذا المرحلة لا تظهر أيّة أعراض أو علامات على المصابين، وقد يظلّ السلّ في هذه المرحلة لسنوات طويلة، ثمّ ينتقل المرض إلى مرحلة السلّ النشط (بالإنجليزية: Active Tuberculosis)، وفي هذه المرحلة تظهر على المصابين مجموعة من الأعراض والعلامات وترتبط هذه الأعراض والعلامات بالجزء المتأثر من الجسم، فقد يُصيب السل الكلى فيظهر الدم في البول، وقد يُصيب نخاع العظم، والحبل الشوكيّ، والدماغ، ولكنّه غالباً ما يؤثر في الجهاز التنفسيّ (بالإنجليزية: Respiratory System)، وعندها يُعاني المصابون من السعال، والذي قد يكون مصحوباً بالدم أو المخاط، وقد يستمر هذا العسال لما يزيد عن ثلاثة أسابيع، وقد يشعر المصاب بالألم أثناء السعال، أو التنفس، إضافة إلى ذلك فقد يُعاني المصاب من أعراض أخرى، مثل الشعور بالتعب، والإعياء العام بشكل غير مُبرّر، والتعرّق الليليّ، والحمّى، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن.[2]
عوامل خطر الإصابة بداء السل
على الرغم من احتمالية إصابة أيّ فرد بالسلّ، إلا أنّ هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر المعاناة من السل، ونذكر منها ما يأتي:[3]
- ضعف الجهاز المناعيّ: يمكن أن يحارب الجهاز المناعيّ البكتيريا المُسبّبة لمرض السل، ولكن في الحالات التي يكون فيها المصاب يُعاني من ضعف الجهاز المناعيّ فإنّ قدرة الجهاز المناعيّ على محاربة العدوى تكون ضعيفة، ومن الأمثلة على هذه الحالات، المعاناة من فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) أو الإيدز (بالإنجليزية: AIDS)، أو الإصابة بأمراض الكلى الخطيرة، أو بعض أنواع السرطان، أو في حالات المعاناة من سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition)، وكذلك في حال استخدام أنواع معيّنة من الأدوية لعلاج الالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، أو داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease) أو الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة بعد عمليات زراعة الأعضاء لمنع الجسم من رفضها، وبعض أنواع الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماويّ (بالإنجليزية: Chemotherapy)، ومن الجدير بالذكر أنّ مرضى السكري، والأطفال، وكبار السنّ يعانون من ضعف الجهاز المناعيّ كذلك.
- السفر إلى مناطق انتشار السل: إنّ العيش في المناطق التي ينتشر فيها السلّ، أو تظهر فيها حالات مقاومة للأدوية المستعملة في علاج السل، يزيد من فرصة المعاناه من مرض السلّ، ولا يقتصر الأمر على العيش في مثل هذه المناطق فقط، وإنّما يُعدّ السفر إليها مُسبّباً لزيادة احتمالية المعاناة من السلّ كذلك، ومن الأمثلة على هذه المناطق؛ إفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وجزر الكاريبي، وروسيا، وأوروبا الشرقية.
- الفقر وانخفاض معدل الدخل: وذلك لأنّ الأشخاص الذين يُعانون من الفقر، لا يمتلكون القدرة على تلقّي العلاج الملائم، وقد لا يكون باستطاعتهم الحصول على التشخيص الصحيح، وبهذا يتقدم الداء دون أن يتمّ اكتشافه.
- تناول المخدرات والكحول: إنّ شرب الكحول وكذلك استعمال المواد الممنوعة قانونياً يُضعف الجهاز المناعيّ لدى الفرد، ممّا يزيد من فرصة تعرّضه للسل.
- التدخين: يتسبب التدخين واستعمال التبغ بجميع أشكاله، بزيادة فرصة التعرّض للسل، وكذلك ارتفاع احتمالية الموت نتيجةً لذلك.
- العيش في مخيّمات اللاجئين: إذ إنّ اللّاجئين أكثر عُرضة للمعاناة من عدوى السلّ مقارنة بغيرهم من الأشخاص، ويُعزى ذلك لعدة أسباب، منها؛ سوء النظام الغذائيّ، وكثرة التعرّض للأمراض، وازدحام المناطق التي يعيشون فيها.
- العمل في مراكز الرعاية الصحية: إذ إنّ العمل في هذه الأماكن يزيد من فرصة التعامل مع الأشخاص المصابين بمرض السل، وهذا ما يزيد فرصة تعرّض العاملين في هذا القطاع لداء السل، وعليه يجدر التنبيه إلى ضرورة غسل اليدين بانتظام وبشكل متكرر، وارتداء الكمّامات، وذلك بهدف تقليل فرصة الإصابة بالسل.
المراجع
- ↑ James McIntosh (27-11-2017), "All you need to know about tuberculosis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-5-2018. Edited.
- ↑ Rachel Nall (17-4-2018), "Tuberculosis"، www.healthline.com, Retrieved 18-5-2018.
- ↑ "Tuberculosis", www.mayoclinic.org, Retrieved May 18, 2018. Edited.