-

وصف مدينة عصرية

وصف مدينة عصرية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة دبي

لم تكن مدن الخليج عامةً تتمتع بهذا العصرية التي هي عليها الآن قبل أربعة عقودٍ من الزمن، لكنها في منتصف فترة التسعينيات قفزت بقوةٍ نحو الاهتمام بالمظاهر العمرانية الحديثة، واستخدام التقنيات العصرية في مجالات الحياة المُختلفة، سواء في مجال الطب، أو التعليم، أو العمل، وفي مجال السياحة أيضاً، وتُعتبر مدينة دبي الواقعة في الإمارات العربية المُتحدة، نموذجاً مثالياً للمدينة العصرية، وفي هذا المقال سوف نُقدم لكم وصفاً لمظاهر العصرية في مدينة دبي.

مباني دبي

يندهش الزائر لمدينة دبي بمبانيها شاهقة الارتفاع، وعصرية التصميم، فلم تعد مبانيها كما كانت في السابق طولية الشكل، أو يقتصر العمرانيون فيها على بناء الطوابق وحسب، بل صارت المباني تتخذ أشكالاً عديدةً مُستلهمةً من الطبيعة ومكونات الحياة العامة، كبرج خليفة؛ وهو أطول برج في العالم، والذي يُشبه تصميمه المركبة الفضائيّة، ولا يقل برج العرب أهميةً وبهاءً وتميزاً عن برج خليفة، فتصميمه الخارجي يُشبه شكل الشراع؛ ولا يُستغرب ذلك فقد مخرت سفن الأجداد في الإمارات عباب البحر طويلاً، وخاضوا مغامرات شاقة مع قواربهم الشراعية.

تمتد روعة عصرية المباني في دبي إلى محاكاة الحضارات القديمة في البلدان الأُخرى، كفندق رافلز دبي؛ المُصمم على شكل الأهرام المصرية، ويروح البعض للجزم أن لولا الإضاءة في غرف الفندق، وطوابقه التسعة عشر؛ لظن الناس أنه أحد أهرامات مصر لا محالة.

استغلال البحر

لم يعد البحر في دبي مكاناً للاستجمام على شواطئه، أو سير القوارب والبواخر فيه، بل مطرحاً لاستثماراتٍ عصرية ومُدهشة؛ كجزر النخيل الثلاث التي تُشرف عليها شركة النخيل الحكومية؛ وهي نخلة الديرة، ونخلة جبل علي، ونخلة الجميرة، وجميعها مُصممةٌ على شكل النخلة على شاطئ دبي، وبذلك لا تترك هذه المدينة مجالاً لأي زائر للتوقف عن الشعور بالدهشة والافتتان بها.

السكان والحياة العامة

صارت دبي وجهةً عالميةً للسياحة والسكن والعمل، وأصبحت مُتعددة الأجناس والأعراق أيضاً، فلن تجد أهل الإمارات وحدهم في مؤسساتها، وشركاتها، وشوارعها، وفنادقها، بل هناك الأوروبيون، ومواطنو الخليج أيضاً، والمُقيمون من مصر، والأردن، وفلسطين، وسوريا، والفلبين، وسنغافورة، وسريلانكا، وأمريكا، والهند، وإندونيسيا، وجميعهم يذوبون في بوتقة العصرية التي تتبنى صبغتها المدينة.

مدينة دبي مدينةٌ حية لا تنام، فشوارعها تبقى مليئة بالوافدين والسكان حتى في ساعات الليل والفجر، فيما توجد العديد من المطاعم التي تُقدم خدماتها على مدار الساعة، كما أن الحركة في مجمعاتها التجارية لا تتوقف، وأشهرها وأكثرها فخامةً مول دبي، الذي يحتوي على المحال التجارية المُتعددة؛ كمحال الملابس، ومراكز بيع مساحيق التجميل، ومحال الإكسسوارات؛ كالساعات، والجواهر الثمينة، إلى جانب المطاعم والمقاهي الفاخرة والعصرية؛ فليست كل مطاعم دبي تستوجب حضور النادل لطلب الطعام، بل يمكن تحديده عبر اللوحة الذكية المثبتة على سطح الطاولة، ويظهر ذلك لدى مطبخ المطعم، والعاملين فيه من المنسقين، والشيف، ومساعديه.

الاهتمام بالتعليم

استطاعت دبي أخذ أسباب ازدهار الكثير من الدول والمدن العالمية، وتطبيقها سريعاً، وأبرزها الاهتمام بالعلم والتعليم، فدبي تحتضن العديد من الجامعات الحديثة، والمناهج العالمية، كما أن القائمين على إمارة دبي لا يتأخرون عن دعم الطلبة المتفوقين من الألف إلى الياء، كتوفير المنح الدراسية لهم، وتقديم الامتيازات العالية؛ كالتوظيف في الجامعة، ومنح البعض الإسكان المجاني في المدينة إن لم يكن مُقيماً، في رسالةٍ مهمة تود من خلالها حكومة دبي التأكيد على أن دبي مدينةٌ تفتح جناحيها للجميع، فهي راعيةٌ للإبداع والفكر الحر، وتترفع عن الجنسيات والأعراق.

لا تتوانى المدينة عن التشبيك مع الجامعات العالمية، وخلق امتدادٍ رسمي لها في دبي، ونذكر من جامعات دبي عموماً؛ جامعة زايد، والجامعة الأمريكية، وجامعة دبي، وجامعة ولونغونغ.