-

وصف مدينة جزائرية

وصف مدينة جزائرية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة الجزائر

مدينة الجزائر هي مدينة عربيّة إسلاميّة، وهي عاصمة الجمهوريّة الجزائريّة، وتُمثِّل المدينة الأكبر في الجمهوريّة من حيث عدد السكّان، وتُعَدُّ المركز الاجتماعيّ، والاقتصاديّ الأساسيّ للجمهوريّة، ويعود تاريخ تأسيس هذه المدينة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كان ذلك على يَد الفينيقيّين، ثمّ حَكمها الرومان، ثمّ وقعت تحت الحُكم الإسلاميّ، وبعد ذلك حَكمها العُثمانيّون في الأندلُس في عام 1492، ثمّ وقعت المدينة تحت الاحتلال الفرنسيّ في عام 1830م، إلى أن استطاع الشعب الجزائريّ التخلُّص من احتلال الفرنسيّين، ونَيْل الاستقلال في عام 1962م بعد اندلاع ثورة كبيرة اجتاحت أرجاء البلاد كافّة.[1]

التسمية

عُرِفت مدينة الجزائر مُنذ بداية نشأتها في عهد الفينيقيّين باسم (إيكوسيم)، وتغيَّر اسمها قليلاً بعد تولِّي الرومان حُكم المدينة، وأصبحت تُعرَف باسم (إكوزيوم)، وعُرِفت بعد ذلك باسم (جزائر بني مزغنة)؛ نسبة إلى القبيلة الأمازيغيّة (بني مزغنة) التي سكنت مدينة الجزائر، واتّخذتها مقرّاً لها، ثمّ تغيَّر اسمها في عهد العُثمانيّين فأصبحت تُعرَف ب(الجزائر المحروسة)، أمّا في الوقت الحالي فتُعرَف باسم (الجزائر).[2]

الموقع الجغرافيّ

تمتاز مدينة الجزائر بموقعها الجغرافيّ المُتميّز؛ فهي تحتلُّ المنطقة الواقعة في شمال وسط الجمهوريّة الجزائريّة، وتطلُّ على الجانب الغربيّ لساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، وتتكوَّن المدينة بشكلٍ أساسيّ من منطقتَين، وهما: القصبة، وتمتدُّ هذه المنطقة على طول حافّة شديدة الانحدار، و تُمثِّل المنطقة الأخرى الجزء الواقع على مستوى الساحل القريب من البحر، وقد توسَّعت حُدود المدينة مُنذ بداية نشأتها إلى اليوم؛ حيث وصلت حدودها إلى الجانب الشماليّ الغربيّ على سفح جبل بوزريعة، وامتدَّت نحو الشرق خلف مصبِّ واد الحراش مُتضمِّنة الأراضي الخصبة لسهل متيجة، وتمتدُّ هذه الحدود فيما بينها على طول خليج البحر الأبيض المُتوسِّط نحو الجنوب، والجنوب الغربيّ.[1]

سُكّان المدينة

تطوَّر عدد سُكّان مدينة الجزائر تطوُّراً كبيراً مُنذ بداية نشأتها إلى الوقت الحالي؛ فقد بلغ عدد سُكّان المدينة خلال القرن السابع عشر الميلاديّ نحو 100 ألف نسمة، يُشكِّل الأوروبيّون منهم حوالي 30 ألف نسمة، ومع بداية الاحتلال الفرنسيّ في عام 1830م انخفض عدد سُكّان المدينة؛ بسبب المجاعات، والأوبئة، والنزوح الريفيّ، ليصل إلى نحو 32 ألف نسمة، حيث يُشكِّل العرب منهم حوالي 18 ألف نسمة، ونحو 4 آلاف تُركيّ، والنسبة المُتبقِّية من السكّان هم من الزنوج، والكراغلة، والقبليّين، ومع مرور الوقت انخفض عدد السكّان بشكلٍ تدريجيّ، إلّا أنَّه بدأ بالارتفاع من جديد مع بداية العهد العُثمانيّ، واستمرَّ النُّموّ في عدد سُكّان المدينة إلى الوقت الحالي؛[3] حيث يُقدَّر اليوم بنحو 5.3 مليون نسمة، لتُصبح مدينة الجزائر بذلك المدينة الأكبر في منطقة المغرب العربيّ، وواحدة من أكبر مئة مدينة في العالَم من حيث تعداد السكّان، علماً بأنّ سُكّان المدينة حاليّاً يتكوَّنون من العرب، والأمازيغ، والفرنسيّين، وأفارقة جنوب الصحراء، وبعض الجماعات الأخرى.[1]

الجانب الاقتصاديّ

تُعتبَر مدينة الجزائر مركز النشاطات التجاريّة، والاقتصاديّة للجمهوريّة الجزائريّة؛ وذلك لأنَّها تُمثِّل المركز الإداريّ للجمهوريّة، بالإضافة إلى أنَّها تحتوي على ميناء ضخم يُغطّي نسبة 4% من إجماليّ النشاط البحريّ الاقتصاديّ في الجزائر، كما يُعتبَر هذا الميناء مركزاً مُهمّاً لشحن البضائع، واستيرادها، ومحطّة رئيسيّة لتزويد السُّفُن، والعبّارات المارّة في البحر الأبيض المُتوسِّط بالوقود اللازم لتشغيلها، وتحتوي المدينة على العديد من المصانع، والمناطق الصناعيّة، مثل: منطقة (الرويبة-الرغاية) التي تضمُّ 30 وحدة صناعيّة كُبرى مُمتدَّة على مساحة 1079 هكتاراً، وتتمّ فيها صناعة الشاحنات، والحافلات، والمركبات الصناعيّة، إضافة إلى الصناعات الكيميائيّة، والإسمنت، والموادّ الغذائيّة، والأحذية، والملابس.[1]

الجانب العمرانيّ

تطوَّر العمران في مدينة الجزائر تطوُّراً ملحوظاً مُنذ بداية نشأتها، وتأسيسها الذي يعود إلى العهد الزيري؛ ففي البداية تمَّت توسعة المدينة وِفق الناحية الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، وقد ساهم العُثمانيّون مُنذ بداية عهدهم في تطوير الجانب الدفاعيّ من المدينة، وتحصينها من الأعداء، والطامعين، كما ساهموا في توسيع حُدود المدينة، وربطوها مع البحر الأبيض المُتوسِّط من خلال إنشاء رصيف خير الدين، وحصن الصخرة (البنيون)، وفي عهد العُثمانيّين تمّ بناء مسجد السيِّدة، وجامع كتشاوة، كما بُنِيت فيما بعد العديد من [[تعبير عن أهمية بناء المساجد وعمارتها في الإسلام|المساجد]] الكبيرة، وحوالي 50 مسجداً صغيراً، بالإضافة إلى القصور، والقلاع، والأسوار المُزدوجة، والمُعتقلات، والأبراج المُسلّحة بالمدافع، والعديد من المدارس، والأسواق المُتنوّعة، وأصبح العمران في مدينة الجزائر خلال تلك الفترة يُشبه إلى حدٍّ كبير النمط العمرانيّ في مختلف الدُّول العربيّة الإسلاميّة؛ وذلك من حيث وجود الغالبيّة العُظمى من السكّان في وسط المدينة، ومدى بساطة العمران، والتزام الحياء، والحشمة، وعدم التطفُّل على البيوت المُجاورة؛ ولهذا وُجِدت البيوت بجانب بعضها، حيث كانت تتخلّلها شبكة من الأزِقَّة.[2]

الجانب الثقافيّ

شهدت مدينة الجزائر تطوُّراً كبيراً، ونشاطاً في مجال الحركة العِلميّة التي استندت بشكلٍ خاصّ إلى العُلوم الدينيّة، حيث تمّ بناء العديد من المساجد الكبيرة، والصغيرة التي كانت تتمّ فيها حلقات التعليم، بالإضافة إلى عدد كبير من المكتبات التي يقصدها الطلّاب، والقُرَّاء، والأساتذة، واحتوت على كُتب التاريخ، والطبِّ، والرياضيّات، وغيرها من الكُتب العِلميّة، كما وُجِدت الكتاتيب؛ لتحفيظ القرآن الكريم للطلّاب، وقد خرَّجت مدينة الجزائر العديد من العُلماء، وأصحاب الحِكمة، والعِلم، ومنهم: سعيد قدّورة إمام الجامع الكبير، والذي تُوفِّي في عام 1066م، وأبو مهدي عيسى الثعالبيّ أحد تلاميذ الإمام سعيد قدّورة، وعبد الكريم الفكون القسنطينيّ، ويحيى النايلي الشاوي الذي يُعتبَر إماماً في الأُصول، والفِقه، والبيان، والمنطق، والنحو، وله العديد من المُؤلَّفات، والكُتب، ومن أهمّها: حاشية على شَرْح أمّ البراهين للسنوسي، وشَرْح التسهيل لابن مالك، كما أنَّه نَظَم لاميّة في إعراب لفظ الجلالة.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "الجزائر العاصمة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مراح فاطمة، حازم سمية ، الأوضاع السياسية والاجتماعية لمدينة الجزائر أواخر العهد العثماني ، صفحة15،18،19،20. بتصرّف.
  3. ↑ -، أوضاع الجزائر الداخلية خلال عهد الدايات، صفحة 25. بتصرّف.
  4. ↑ حسين بوخلة ، عبد الكريم الفكون القسطيني حياته وآثاره، صفحة 40،41،42. بتصرّف.