-

وصف مدينة سكيكدة

وصف مدينة سكيكدة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة سكيكدة

تعتبرُ سكيكدة إحدى المدن الجزائريّة الواقعة في الجهة الشرقيّة من الساحل الجزائريّ؛ لذلك لها كثيرٌ من الشطآن السياحيّة الهامة، فيحتلّ ميناؤها المرتبة الثانية من حيث المورد الاقتصاديّ على مستوى الجزائر. أنشئت سكيكدة على ضفافِ نهر زرامنة، وهي أيضاً محصورة بين تلال بويعلي في الجهة الغربيّة، وتلال سكيكدة المعروفة باسم بوعباز والواقعة في الجهة الشرقيّة، علماً أنّ الجزء أو المساحةَ الكبرى من المدينة ما زالت مطمورة وغير واضحة حتّى الآن، تحديداً التي بنيتْ في العصريْن الفينيقيّ والرومانيّ. تُعرف المدينة في اللغة الفينيقيّة باسم روسيكادا.

الأهميّة

تعدّ سكيكدة المركز الرئيسيّ لتدفّقِ جميع التبادلات التجاريّة، تحديداً القادمة من المدن المجاورة بها، كما تشكّلُ المحور التجاريّ للجوانب الأربعة الشمالية، والجنوبية، والشرقيّة، والغربية، وهي كذلك مركزاً للاتصالات بين المدينة نفسِها، والبحر، والمنطقة الشرقية منها، وفيها خليج نوميديا، الذي يقعُ بين رأس الحديد في الجهة الشرقيّة، ورأس بوقروني في الجهة الغربيّة، حيثُ يعدّ من أهم الخلجان الموجودة في شمال القارّة الإفريقيّة، ويتميّزُ بوجوده في المركز الرومانيّ.

تتمتّعُ سكيكدة بأهميّة اقتصاديّة وسياحيّة؛ نظراً لوجود أطول السواحل فيها، والذي يمتدُّ على طول مئة وأربعين كيلومتراً، وتساعد وجود الغابات الموازية للشواطئ فيها على جذب أعدادٍ كبيرة من السكان، وتحتفلُ المدينة في أواخر شهر مايو من كلِّ سنة بعيدِ يسمّى الفراولة.

السكان والأحياء

يسكنُ فيها حوالي ثلاثمئة ألف نسمة، حيثُ يتوزّعون على مجموعة من الأحياء السكنيّة المعروفة والعريقة، أهمّها: حيّ الممرات، وحي مرج الذيب، والأمل، وبو جمعة لباردي، والأخوة عياشي المسمّى بلاسيا، وحي الخمسمئة مسكن، والسبعمئة مسكن، إضافةً إلى أحياء صالح بوالكروة، والتي تتضمّن البناء الذاتيّ، والتطوّري، وأول نوفمبر. إلى جانب الشوارع والأحياء الأخرى الموجودة وسطَ المدينة.

النشأة والتاريخ

أسِّسَتْ في العهد الفينيقيّ، وذلك عندما استعمرها الفينيقيّون في الفترة ما بين العام الحادي عشر والثاني عشر لما قبل الميلاد، من خلال تأسيس مجموعة من المستعمرات المرفئيّة والتجاريّة، مثل أستورا، والصفصاف؛ نسبةً لوجود أشجار الصفصاف فيها، أمّا اسمُها الفينيقيّ "روسيكادا" فمعناه: رأسُ المنارة، وذلك أنّ الناسَ يشعلونَ النارَ فيها ليلاً على رأس الجبل؛ حتّى تهتديَ السفنُ للميناء الذي يبعد عنها حواليْ ثلاثة كيلومترات من الجهة الغربيّة، علماً بأنّ مياه هذا الميناء هي الأفضل لأنّها هادئة دائماً؛ حيثُ لا تستطيع الرياح الشماليّة الغربيّة العاصفة الوصولَ إليها.

مرَّ على المدينة العديد من الحروب والويلات، فقد دُمِّرت على سبيل المثال في العام 439م، ومرّة ثانية في العام 533م وكان ذلك على يد مجموعة من ملوك الوندال، وفي العام السابع للميلاديّ دخلها العرب والمسلمون وأطلقوا عليها اسم رأس سكيكدة.