-

مقال وصفي عن الشتاء

مقال وصفي عن الشتاء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مع رحيل فصل الخريف الذي اصفرت فيه أوراق الأشجار، وأصبحت الأرض عطشى، فلا بدّ من قدوم فصل الشتاء الذي ينهمر فيه ماء المطر بين خفة وغزارة لتطرق فيه حبات المطر زجاج النوافذ وترسم البسمة على تلك الوجوه الشاحبة التي انتظرت فصل المطر بفارغ الصبر، حتى ترتوي فيه الكائنات الحيّة، وتسقي الأراضي التي فرشها المزارعون لمياه مطر الخير.

مع بدء فصل الشتاء الرائع لا بدّ من هبوب الرياح القوية التي تسقط معها الأوراق الصفراء عن الأشجار، وتبدأ فيه الحرارة بالهبوط استئذاناً للغيوم القادمة المحملة بالخير الذي سيعمّ الأرض، وتلامس الحرارة الباردة أجساد البشر التي تهرب للدفء بارتداء الملابس الصوفيّة وتشغيل المدافئ حتى يعمّ الدفء في المنزل وخصوصاً في فترات الليل الطويلة، حيث إنّ فصل الشتاء يتميز بالنهار القصير والليل الطويل.

مع هطول المطر تنغمر الشوارع والمساكن بالماء، وتهاجر فيه الطيور إلى مكان دافئ تقضي فيه فصل الشتاء بعيداً عن الرياح الشديدة والحرارة الباردة والثلوج المتساقطة التي ستتراكم بين فترة وفترة، فهو فصل سبات للكثير من الكائنات الحية التي تقضي شتاءها بالاختباء والنوم.

في فصل الشتاء يحل الزائر الأبيض وهو الثلج، فهناك من يفرح بقدومه وهناك من لا يرحب به، فمع تساقط الثلوج تتهافت العيون لرؤيتها لترتسم فرحة وبهجة على الصغار قبل الكبار، فعندما تتراكم الثلوج تفترش الأرض بحلة بيضاء تسرّ الناظرين تماماً كالعروس التي تلبس فستان الزفاف الأبيض، فالجبال، والسهول، والمنازل، والأشجار تكسوها الثلوج، فيخرج الناس للمرح بالثلج من الأطفال والكبار الذين يرتدون القفازات، والقبعات، والملابس الصوفيّة حتى لا يشعروا بالبرد أثناء اللعب بحبات الثلج، ومن أكثر اللحظات الجميلة في الثلج هو قذف الكرات الثلجية والجري والاختباء سريعاً خلف المركبات والمنازل خوفاً من الكرات القوية، والبعض يحضر المزلجة للتزلج على الثلوج، أما البعض الآخر فيفضل التقاط الصور التذكارية والنظر إلى الثلج.

هناك فئة قابعة في المنازل لا ترحب بالثلج؛ لأنّه يغلق الطرقات، ويعيق حركة المرور، ويجعل الطريق صعباً في الخروج للحصول على المؤن أو الذهاب إلى المستشفيات، مما تصبح مناطقهم معزولة، أو تتعرض مناطقهم لانقطاع الكهرباء والغاز، ليبدو ذلك قاسياً لهم وتتجلى قلوبهم عندما يذوب الثلج ويرحل.

إنّ بعض أجهزة الجهات الرسميّة في الدولة تتهيأ لمواجهة أخطار السيول والثلوج وتقديم الخدمات للمواطنين، والبعض منها يترقب الموسم المطري وهطوله لتمتلئ السدود بمخزون مياه وفير لمواجهة فصل الصيف الجاف الذي يزداد فيه الطلب على الماء، ففصل الشتاء هو فصل الخير والعطاء فلا بدّ من فصل يروي العطش ويبعث الأمل والبهجة.