-

هل نقص الحديد يسبب الدوخة

هل نقص الحديد يسبب الدوخة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحديد في جسم الإنسان

يُعدّ الحديد عنصراً أساسياً في جسم الإنسان خاصة لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ويتوزع الحديد في الجسم بنسب مختلفة، حيث نجد أنّ ما يقرب من 70% من حديد الجسم يوجد على شكل مركبين اثنين وهما: الهيموجلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) الموجود في خلايا الدم الحمراء، والميوغلوبين (بالإنجليزية: Myoglobin) الموجود في خلايا العضلات. وتتمثل وظيفة الحديد الموجود في مركب الهيموجلوبين بنقل الأكسجين عن طريق الدم من الرئتين إلى أنسجة الجسم المختلفة، بينما يعمل الحديد في مركب الميوغلوبين في خلايا العضلات على تخزين الأكسجين ونقله وإطلاقه داخل العضلات. ومن جهة أخرى يشكل ما يقارب 6% من الحديد في الجسم جزءاً مهماً من بروتينات الجسم الضرورية للتنفس وعملية الأيض إضافة إلى كونه مهماً لعمل جهاز المناعة كما ينبغي، وجزءاً من الإنزيمات اللازمة لتصنيع الكولاجين وبعض النواقل العصبية. ويتم تخزين ما تبقى من الحديد والذي يشكل ما يقارب 25% إجمالي الحديد في الجسم على شكل فيريتين (بالإنجليزية: Ferritin)؛ وهو البروتين الذي يتمّ فحصه ليعطي انطباعاً عن مخزون الحديد في الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنّ متوسط مخزون الحديد لدى ​​الذكور البالغين يبلغ 1000 مغ تقريباً، وهي كمية تكفي لمدة ثلاث سنوات تقريباً، في حين أنّ متوسط مخزون الحديد لدى النساء يبلغ 300 ملغ تقريباً وهي كمية تكفي لمدة ستة أشهر تقريباً. وعند انخفاض كمية الحديد بشكل مزمن يُستنفذ مخزون الحديد، مما يقلل من مستويات الهيموجلوبين في الدم، وإذا لم يتم تعويض نقص مخزون الحديد تصبح خلايا الدم الحمراء التي يتم إنتاجها منقوصة بالحديد، ومع استمرار النقص في الحديد يُصاب الشخص بفقر الدم ويُطلق على فقر الدم في هذه الحالة مصطلح فقر الدم بعوز الحديد (بالإنجليزية: iron deficiency anemia).[1]

نقص الحديد والدوخة

يمكن أن يسبب نقص الحديد العديد من العلامات والأعراض التي من بينها الدوخة، وتضم الأعراض الأخرى لنقص الحديد في الجسم تقعّر الأظافر وهشاشتها، وظهور التشققات على جانبي الفم، وشحوب البشرة، وانتفاخ اللسان أو الشعور بألم فيه، والشعور بألم في الصدر، وبرودة اليدين والقدمين، وصعوبة التركيز، والشعور بالضعف العام، والتعب الذي يُعدّ أكثر الأعراض شيوعاً؛ بحيث يفقد المصاب الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة الاعتيادية، والمعاناة من الصداع، وعدم انتظام ضربات القلب، وشهوة الغرائب (بالإنجليزية: Pica)؛ وهي الرغبة الشديدة غير العادية في تناول المنتجات غير الغذائية مثل: الثلج أو الأوساخ أو الطلاء أو النشا. وقد يتسبب فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في حال عدم علاجه بالعديد من المضاعفات الصحية مثل: الاكتئاب، ومشاكل القلب التي تضم اضطرابات نظم القلب (بالإنجليزية: Arrhythmias)، أو نفخة القلب (بالإنجليزية: Heart murmur)، أو تضخم القلب، أو فشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure). وتحدث تلك المضاعفات بسبب العبء الإضافي على القلب نتيجة نقص عدد خلايا الدم الحمراء التي تزود خلايا الجسم بما يحتاجه من المغذيات والاكسجين. وتضم المضاعفات الأخرى لنقص الحديد زيادة خطر الإصابة بالعدوى، وتأخر النمو الحركي أو المعرفي لدى الأطفال، ومضاعفات الحمل مثل؛ الولادة المبكرة أو ولادة طفل منخفض الوزن. ويجدر القول أنّ فقر الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض أو قد يقلل من فعالية العلاجات المستخدمة لتلك الأمراض.[2]

أسباب نقص الحديد

يحدث نقص الحديد نتيجة استهلاك كمية أقل من الموصى بها يومياً من الحديد أو نتيجة فقدان الحديد من الجسم مما يؤدي في المحصلة لإنتاج كمية غير كافية من الهيموجلوبين اللازم لتصنيع خلايا الدم الحمراء. وتتضمن أسباب فقر الدم بسبب نقص الحديد ما يلي:[3]

  • فقدان الدم: يتسبب فقدان الدم بفقدان الحديد الموجود في خلايا الدم المفقودة، ومن الأمثلة على الحالات التي تسبب فقدان الدم: النزيف الشديد أثناء الدورة الشهرية، وفقدان الدم المزمن البطيء داخل الجسم والذي يمكن أن ينتج عن القرحة الهضمية أو الفتق الحجابي (بالإنجليزية: Hiatal hernia) أو سرطان القولون والمستقيم، والنزيف المعدي المعوي الناتج عن الاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية وخاصة الأسبرين.
  • نقص الحديد في النظام الغذائي: يمكن أن يتسبب تناول كميات قليلة من الأطعمة الغنية بالحديد يومياً بنقص الحديد في الجسم. ومن الأمثلة على الأطعمة الغنية بالحديد: اللحوم، والبيض، والخضروات الورقية الخضراء، والأطعمة المدعمة بالحديد.
  • عدم القدرة على امتصاص الحديد: يمكن أن تؤثر بعض الأمراض في قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الغذاء إلى مجرى الدم. ومن الأمثلة على تلك الأمراض: مرض سيلياك (بالإنجليزية: Celiac disease) الذي يُعرف بمرض حساسية القمح والذي يؤثر في قدرة الأمعاء على امتصاص العديد من العناصر الغذائية من الطعام المهضوم. كما أنّ العمليات التي يتم فيها تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة أو إزالته جراحياً قد تؤثر في قدرة الجسم على امتصاص الحديد والمواد المغذية الأخرى.
  • الحمل: يمكن أن تعاني الحامل من نقص الحديد في جسمها إذا لم تتناول مكملات الحديد أثناء الحمل، وذلك بسبب احتمالية استنفاد مخازن الحديد لازدياد حاجة جسمها لها ولحاجة الجنين لها أثناء الحمل.
  • عوامل خطر أخرى لنقص الحديد: يمكن أن تكون الفئات التالية عرضة بشكل أكبر لنقص الحديد من غيرها:
  • الرضع والأطفال: يُعدّ الرضع وخاصة ذوي الوزن المنخفض عند الولادة أو الذين وُلدوا قبل الأوان، ولا يحصلون على ما يكفي من الحديد من حليب الثدي أو الحليب الصناعي عرضة بشكل أكبر من غيرهم لخطر نقص الحديد.
  • النباتيون: إذ يُعدّ الأشخاص الذين لا يأكلون اللحوم عرضة بشكل أكبر لخطر نقص الحديد إذا لم يتناولوا الأطعمة الغنية بالحديد.
  • المتبرعون بالدم بشكل متكرر: يُعدّ الأشخاص الذين يتبرعون بالدم بشكل روتيني عرضة بشكل أكبر من غيرهم لخطر نقص الحديد نتيجة استنفاد مخازن الحديد أثناء التبرع المتكرر بالدم.

تعتمد الكمية الموصى بها من الحديد يومياً على العمر، والجنس، والحمل والرضاعة الطبيعية، وفيما يأتي بيان للكمية المُوصى بها من الحديد بحسب الفئات: [2]

  • الرضّع حتى عمر 6 شهور: 0.27 مغم لكل من الذكور والإناث.
  • الأطفال من عمر 7-12 شهراً: 11 مغم لكل من الذكور والإناث.
  • الأطفال من عمر 1-3 سنوات: 7 مغم لكلا الجنسين.
  • الأطفال بعمر 4-8 سنوات: 10 مغم لكلا الجنسين.
  • الأطفال بعمر 9-13 عاماً: 8 مغم لكلا الجنسين.
  • اليافعون بعمر 14-18 عاماً: تبلغ كمية الحديد الموصى بها 11 مغم للذكور، و15 مغم للإناث غير الحوامل، و27 مغم للحوامل، و10 مغم للمُرضعات.
  • البالغون بعمر 19-50 عاماً: تبلغ كمية الحديد الموصى بها 8 مغم للذكور، و18 مغم للإناث غير الحوامل، و27 مغم للحوامل، و9 مغم للمرضعات.
  • البالغون بعمر 51 عاماً فأكثر: 8 مغم لكلا الجنسين.

المراجع

  1. ↑ "Hemoglobin and Functions of Iron", www.ucsfhealth.org, Retrieved 7-1-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Iron-Deficiency Anemia", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 7-1-2019. Edited.
  3. ↑ "Iron deficiency anemia", www.mayoclinic.org, Retrieved 7-1-2019. Edited.