عمل عمرة للمتوفى
العمرة
العمرة في اللغة هي اسم مشتق من الاعتمار الذي يعني الزيارة والقصد، ولها معنى شرعي في الدين الإسلامي؛ حيث إنها تعني زيارة مكة المكرمة لأداء مناسك معينة؛ كالطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، وتعتبر العمرة من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عزّ وجل، فهي تكفر الذنوب وتطهر القلوب، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينهما) [رواه مسلم]، وهي واجبة على كل مسلم بالغ، عاقل، مقتدر، كما أنه يشترط وجود المحرم للمرأة، وفي هذا المقال سنعرض لكم كيفية أداء العمرة عن الشخص المتوفى.
عمل عمرة للمتوفى
مشروعية عمل العمرة عن المتوفى
شرع الله للمسلم أن يعتمر عن غير المتوفى كما في الحج؛ وذلك لأنهما من العبادات المالية والبدنية، وجعلها الله من القربات التي ينتفع بها المسلم الميت، وإذا كان الميت قد سبق له أداء العمرة فتكون عمرة الشخص عنه نافلةً، وأباح الإسلام لمن أراد القيام بها عن المتوفى سواءً أكان قريباً أو بعيداً أن يؤديها من ورثة المتوفى أو من غير ورثته، وإذا لم يسبق للميت أداء العمرة في حياته فتكون عمرة الشخص عنه أداءً للفريضة، وتُعامل معاملة الدين؛ فإذا لم يقضه يوفه وليه عنه.
شروط عمل العمرة عن المتوفى
- الإحرام في ثوب غير مخيط، كما يستحب الاغتسال والتطيب قبل نية الإحرام.
- التحلل من الإحرام من عمرته التي أداها عن نفسه بالحلق أو التقصير، ثم الخروج إلى حلّ من مكان في خارج الحرم المكي اسمه التنعيم؛ وهو أقرب حلّ في مكة، ومن ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن عائشة قالت له: (يا رسولَ اللهِ، اعتمَرتُم ولم أعتَمِرْ، فقال: يا عبدَ الرحمنِ، اذهبْ بأختِك، فأعمِرْها من التَّنعيمِ) [ رواه البخاري] كما أنه يجوز له الخروج من الإحرام من أدنى حلّ له، وكذلك يجوز له الرجوع إلى الميقات للإحرام عن المتوفى إذا أراد الشخص ذلك، والإحرام عن المتوفى يكون بقول: لبيك عمرة عن فلان، كما أن النية تكفي إذا لم يقل الشخص ذلك.
- تأدية العمرة بدءاً بالطواف حول الكعبة المشرفة، حيث يبدأ طوافه من الحجر الأسود، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وفي أثناء أدائه للعمرة يكثر الشخص من الدعاء للمتوفى، ثم يتحلل من الإحرام بالحلق أو التقصير.
- أن يسبق للمعتمر أداء العمرة عن نفسه، وذلك بالإحرام من الميقات الخاص ببلده.