حلم المطر
رؤيا المطر في المنام
المطر يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقرآن والحكمة، وربما دل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح، وربما دل على الفتن والدماء تسفك وربما دل على العلل، والأسقام، والجدري، والبرسام، وربما دل على ما نزل على السلطان من البلاء والعذاب كالمغارم والأوامر، وربما دلت على الادواء والعلة والمنع والعطلة للمسافرين والصناع،[1] وفيما يأتي بيان لذلك بالاستعانة بالكتب المختصة:
تفسير ابن سيرين لرؤيا المطر
من رأى مطراً عاماً في البلاد فإن كان الناس في شدّة أخصبوا ورخص سعرهم إمّا بمطر كما رأى أو برفقة أو سفن تقدم بالطعام وإن كانوا في جور وعذاب وأسقام فرج ذلك عنهم، ومن رأى نفسه في المطر أو محصوراً منه تحت سقف أو جدار فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى يضره على قدر ما أصابه من المطر، وأمّا الممنوع تحت الجدار فإمّا عطلة عن عمله أو عن سفره أو من أجل مرضه أو سبب فقره أو يحبس في السجن على قدره.[1]
أمّا من رأى أنّه اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر منه للصلاة أو غسل بمائه وجهه فيصح له بصره أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه فإن كان كافراً أسلم وإن كان بدعياً أو مذنباً تاب وإن كان فقيراً أغناه الله وإن كان يرجو حاجة عند السلطان أو عند من يشبهه نجحت لديه وسمح له بما قد احتاج إليه.[1][2]
وقال بعضهم المطر يدل على قافلة الإبل كما أنّ قافلة الإبل تدل على المطر والمطر العام غياث، فإن رأى أنّ السماء أمطرت سيوفاً فإنّ الناس يبتلون بجدال وخصومة، فإن أمطرت بطيخاً فإنّهم يمرضون وإن أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك لأنّ المطر ينزل من السماء وقيل إنّه فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب.[1][2]
تفسير النابلسي لرؤيا المطر
من رأى أنّه يشرب من ماء المطر فإن كان صافياً أصاب خيراً وإن كان كدراً أصاب مرضاً ومن رأى مطراً عاماً يحيا له أمر ميت وينال خيراً ونعمة وبركة، وإن كان مغموماً أو مديوناً فرج عنه ومن رأى المطر قد عاجله فإنّه يرزق رزقاً حسناً واسعاً من غير ضيق والمطر فرج وغياث في تلك السنة، ومن رأى المطر في داره خاصة دون الناس نال منفعة وخيراً وكرامة وإن رآه في جميع البلدة وقع التأويل على جميع أهل تلك البلدة والمحلة والموضع والقرية ومن رأى مطراً يسيح من كل جانب ويقطع الأشجار ويكبها فإنّه فتنة وهلاك يقع في ذلك الموضع من قبل السلطان وقد يكون المطر في دار خاصة أمراضاً وأوجاعاً وبلايا وجدرياً يقع فيها.[2]
إذا أمطرت الأرض دماً فهو عذاب وكذلك مطر الحجارة وإن كان المطر دماً غالباً أو تراباً فهو ظلم من السلطان والفلاح إذا رأى المطر فهو بشارة وخصب يناله وقيل إذا كان المطر تراباً بلا غبار فهو صخب وإن كان المطر عسلاً أو ما يستحب نوعه من الثمار فهو دليل خير لجميع الناس وكذلك إذا كان سمناً أو لبناً أو زيتاً أو ما أشبه ذلك.[2][1]
والمطر يدل على رحمة الله، ودينه، وفرجه، وعونه، وعلى القرآن، والعلم، والحكمة؛ لأنّ الماء حياة الخلق من صلاح الأرض ومع فقده هلاك الناس والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف إذا كان ماؤه لبناً أو سمناً أو عسلاً وربما دل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد والبرد والريح سيما إن كان فيه نار وكان ماؤه حاراً وربما دل على الفتن والدماء التي تسفك سيما إن كان ماؤه الدم، وربما دل على العلل والأسقام إذا كان في غير وقته في حين ضرره.[2][1]
تفسير ابن شاهين لرؤيا المطر
رؤيا المطر تؤول بالخير والرحمة من الله تعالى إِذا كان عاماً لقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ)[3] فإن نزل المطر في وقته تحبه الناس ويكون مرضياً وإن نزل في غير وقته لا تحبه الناس ويكون مذموماً وإذا كان المطر خاصّاً مثل أن ينزل على دار أو محلّة فهو داء ومرض أو بلاء ومحنة وإن نزل المطر هنيئًا يكون خير أو منفعة.[4]
ومن رأى أنّ المطر نزل في أول السنة أو أول الشهر يحصل في تلك السنة أو في ذلك الشهر رخاء ونعمة وإن نزل المطر شديداً مثل الطوفان يلحق أهل ذلك المكان غم عظيم وإن رأى مريض أنّه نزل مطر خفيف متواتر شفى وإن رأى مطراً شديدا كدرا نزل على التواتر يهلك في ذلك المرض، ومن رأى أنّه مسح بماء المطر يأمن من الخوف ومن رأى أنّه جاء من كل قطرة من قطرات المطر صوت يزداد عزه وجاهه وينتشر اسمه في ذلك المكان.[4]
وإن رأى مطراً عظيماً نزل وجرى في كلّ مكان منه نهر ولم يلحق الرائي منه ضرر يكون متعصباً بالملك ويكف شره من نفسه وإذا لم يستطع أن يعبره لا يستطيع أن يدفع شره وإن نزل من الهواء ماء مثل المطر يحصل في ذلك المكان مرض وعذاب، ومن رأى أنّ مطراً ينزل من السماء ليس كهيئة المطر فإن كان نوعه محبوباً كان صلاحاً وإن كان مكروهاً كان بلاء وفتنة ومن رأى أنّه اغتسل بماء المطر أو توضأ به فإنّه صلاح في دينه ودنياه.[4]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح محمد بن سيرين (1940)، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، .: مكتبة وطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 43-46، جزء 2.
- ^ أ ب ت ث ج عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، بيروت: دار الفكر، صفحة 318،319.
- ↑ سورة الشورى، آية: 28.
- ^ أ ب ت خليل بن شاهين، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 615، 616.