-

خشونة الركبة المبكرة

خشونة الركبة المبكرة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

خشونة الرّكبة

يتعرّض الكثيرون عند التقدّم بالعمر إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، وبعض الأمراض قد يتمّ علاجها باستخدام الأدوية لتخفيف الألم، ومن أكثر الأمراض التي تصيب كبار السن خشونة الرّكبة، ومرض خشونة الرّكبة هو تآكل الغضاريف المسؤولة عن نعومة الحركة ومنع احتكاك العظام مع بعضها، فعندما يتآكل الغضروف الذي يغطّي سطح العظام تحدث الخشونة وتسبب التهاباً في ركبة القدم، ومن أهمّ أعراض خشونة الرّكبة هو اختلاف حركة الرّكبة والمشي لدى المصاب نتيجة عدم اتزان حركة القدم، وسنتحدث عن هذا المرض وما هي أسبابه، وما هي أعراض الإصابة به، وطرق علاج خشونة الرّكبة.

خشونة الركبة المبكرة

نقصد بخشونة الرّكبة المبكرة هو بداية تآكل غضروف الرّكبة في مراحله الأولى قبل حدوث المضاعفات دون أخذ العلاج المناسب، وعادة تصاحبه أعراض تختلف من شخص إلى آخر، ومن أهمّ الأعراض حدوث آلام في الرّكبة يشعر بها الشّخص المصاب؛ نتيجة حدوث الالتهابات في الغشاء السّينوفي الذي يفرز السوائل المسؤولة عن ليونة المفصل، ومن أهمّ أسباب خشونة الرّكبة ما يلي:

الأسباب

  • الوزن الزائد: يعتبر الوزن الزائد حملاً إضافياً وثقيلاً على سطح الغضروف في مفصل الرّكبة، وتعتبر السّيدات هنّ الأكثر إصابة بخشونة الرّكبة، وقد تبدأ الإصابة والشعور بالألم مع تقدّم العمر خصوصاً في بداية سنّ الخمسين، ولهذا يُنصح بتخفيف الوزن مع تقدّم العمر والمحافظة على نوعية الطّعام لتجنّب زيادة الوزن.
  • التّقدم بالعمر: من الحقائق العلمية المثبتة أنه كلمّا تقدم الشخص في العمر ستصبح الغضاريف ضعيفة؛ نتيجة تآكل وتعرّي غضروف الرّكبة مما يزيد من احتكاك المفصلين والإصابة بالخشونة.
  • الوراثة: قد تكون هناك عوامل وأسباب وراثية وجينات يتمّ وراثتها، وهي المسؤولة عن خشونة الرّكبة قد يحملها الشّخص المصاب إلى الشّخص الآخر في العائلة، ويتمّ تناقلها من جيل إلى جيل.
  • تقوس السّاقين: عندما تكون السّاقان سليمتين تتوزّع كتلة الجسم على كافة أجزاء المفصل، ولكن عندما يكون هناك تقوساً في الساقين سيكون الحمل موزعاً على أجزاء من مفصل الرّكبة، وهذا مع الزمن سيؤدي إلى حدوث تآكل الغضاريف والإصابة بخشونة في مفصل الرّكبة في أي مرحلة من مراحل العمر.
  • الإصابة في الرّكبة: يتعرض الشخص السليم نتيجة حوادث عرضية إلى الإصابة بالكسور أو تقطع في أربطة القدم أو تقطع في الغضاريف الهلالية في الرّكبة، وهذا بدوره نتيجة الإصابة سيؤدي لحدوث خشونة في الرّكبة لاحقاً.
  • العادات الخاطئة والإجهاد المتكرر للقدم: من العادات الخاطئة لحدوث خشونة مبكرة هو الجلوس لفترات طويلة في وضعية القرفصاء وهي ثني القدمين، وكذلك الإجهاد للركبة نتيجة الحركة المتكررة في صعود السّلم وهبوطه بشكل مبالغ به، ولهذا على الشخص تجنب مثل هذه العادات الخاطئة.
  • الإصابة بأمراض المفاصل: تؤثر أمراض المفاصل والعظام عند الإصابة بها مثل الرّوماتيزم، أو الرّوماتويد، والنّقرس في حدوث خشونة للركبة.

الأعراض

هناك أعراض يشعر بها المريض عند الإصابة بخشونة الرّكبة باكراً، وقد تستمر طوال فترة إصابته بخشونة الرّكبة ومن هذه الأعراض:

  • الشّعور بالألم: من الطبيعي جداً أن يشكو المريض من ألم في الرّكبة، وسيلاحظ ذلك ويشعر به عند السّير كثيراً وعند صعود الدّرج والسلّالم، وينتج هذا الألم عن التهاب الغشاء الذي يغطّي المفصل ونتيجة تقطّع الغضاريف، واحتكاك عظام المفصلين أو وجود زوائد عظمية.
  • تورم في الرّكبة: يصاحب خشونة الرّكبة حدوث انتفاخ أو تورّم بالرّكبة نتيجة تجمع الماء في الرّكبة، والانتفاخ بدوره يعيق الحركة الطبيعية للمفصل ممّا يؤدي إلى تآكل الغضاريف.
  • صعوبة في حركة المفصل: نتيجة الألم الذي يشعر المريض به قد لا يكون قادراً على ثني ركبته أو فردها مرة أخرى بالشّكل الطّبيعي الذي كان عليه سابقاً، مما يؤثر سلباً على بعض أنشطته وعاداته كالجلوس مثلاً عند قيامه بأداء بعض الأعمال كالصلاة فرضاً وهذا ما نلاحظه عند كبار السن أحياناً.

التشخيص

ينصح المصاب عند الشعور بألم مستمر في الرّكبة وصعوبة حركتها بمراجعة طبيب العظام والمفاصل فوراً؛ حتى يتمّ الكشف مبكراً عن أسباب الألم الذي يعاني منه المريض، ومدى درجة الألم، فيقوم الطبيب المسؤول عن تشخيص الحالة بإجراء الفحوصات للمريض من خلال التصوير الإشعاعي للمفصل وللكشف عن التآكل إذا كان موجوداً أم لا، فعند تصوير المفصل بالأشعة أو من خلال جهاز الإيكو أو الرّنين المغناطيسي ستظهر الصور مكان وجود الإصابة والتآكل في المسافة الضيقة والقريبة جداً بين عظام الرّكبة، وكذلك في حالة وجود أي زوائد عظمية في المفصل، وبدوره يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب للمريض.

العلاج

في ظل التقدّم العلميّ والكشف المبكر عن الأمراض ظهرت طرق علاج خشونة الرّكبة كالعلاج الجراحي والعلاج غير الجراحي، والعلاجات الطبيعية المعتمدة على الأعشاب أو التمارين وهنا سنفصل بعض هذه الطرق، مع التذكير بأهمية مراجعة الطبيب:

  • العلاج غير الجراحي: ينصح عند حدوث خشونة الرّكبة المبكّرة بتناول الدواء الذي يخفّف آلام الرّكبة خصوصاً عند ثنيها، والعمل على توفير الراحة للركبة وعدم حمل الأثقال الكبيرة، وفرد القدم عند الجلوس وتجنّب ثنيها، وقد يلجأ البعض إلى الحقن الموضعي لزيادة السائل حول الغضروف وهذه الحقن مكلفة جداً وتخفف الألم لعدة شهور فقط، وقد يلجأ البعض الآخر إلى حقن الكورتيزون وهي تعمل على تخفيف الألم، وينصح باستخدام المراهم التي تخفّف آلام الرّكبة وعمل الكمادات الدافئة للركبة.
  • العلاج الطبيعي: يساهم العلاج الطبيعي وذلك عن طريق إجراء تمارين طبيعية للركبة في تحسين حركة مفصل الرّكبة والتقليل من الآلام، وذلك من خلال متابعة المراكز المتخصصة في إجراء العلاج الطبيعي للركبة.
  • العلاج الجراحي: بعد فشل الأدوية والمسكنات في تخفيف آلام الرّكبة، سيتمّ اللجوء إلى المعالجة الجراحية في الرّكبة، ومن أهمّها جراحة المناظير التي تعمل على علاج تمزق غضاريف الرّكبة، وفي ترميم الغضاريف المتآكلة، ومن خلال التدخل الجراحي يمكن معالجة تقوس السّاقين لتخفيف الحمل الموزّع على الرّكبة دون أي ألم، وكذلك العمليات الجراحية بوضع المفصل الصناعيّ في الرّكبة في حال تآكل المفصل.
  • تمارين تقوية العضلة الرباعية للركبة: نقصد بالعضلة الرباعية وهي العضلة الموجودة خلف الرّكبة التي تظهر بوضوح عند ثني الرّكبة، وينصح بإجراء التمارين التالية:
  • النوم على الظهر ورفع الرّكبة المصابة على الكرسي وفردها لمدة دقيقة واحدة، ثم التبديل ووضع الرّكبة السليمة على الكرسي للمدة نفسها.
  • وضع قطعة قماش مطوية تحت الرّكبة حتى يتم الضغط عليها جيداً لمدّة ثلاثين ثانية ثمّ الاسترخاء بعدها، ويكرر التمرين هكذا لمدة عشرين دقيقة.

أخيراً نذكر أنّ المريض المصاب بخشونة الرّكبة بعد تشخيص إصابته سيعتمد كلياً على الأدوية والمسكنات وستكون مرافقة له مع تقدم المرض ويتناولها المريض خلال مرحلته العمرية، فلا يوجد علاج فعليّ للقضاء على ألم الرّكبة، ولكن يمكن العناية بالرّكبة لتخفيف الآلام فهي آلام موجعة كثيراً وتعيق من حركة المصاب والتنقّل وممارسة نشاطه الطبيعيّ بوجود هذه المعوّقات.