-

أكل حق اليتيم

أكل حق اليتيم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أكل حق اليتيم

نهى الله -تعالى- عن أكل حق اليتيم وأكل ماله ظُلماً، وبيّن في القرآن الكريم أنّ آكل مال اليتيم بلا سببٍ إنّما يأكل في بطنه ناراً تتأجّج فيه إلى يوم القيامة، وقال السدي إنّ آكل مال اليتيم يُبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فمه ومن مسامعه ومن عينيه ومن أنفه، حتى يعرفه كلّ من يراه بأنّه آكل مال اليتيم، وقد أوصى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- باجتناب مال اليتيم، وصحيحٌ أنّ الله -تعالى- خصّ أكل مال اليتيم بالذكر؛ إلّا أنّ ذلك يشمل جميع أنواع الإتلافات وليس الأكل فقط، فإنّ الإضرار باليتيم لا يكون بأكل ماله فقط فقد يكون بطرقٍ أخرى، والحاصل أنّ أكل مال اليتيم ظُلماً يُعدّ كبيرةً من الكبائر بإجماع العلماء، وتكون النار هي جزاء فاعل ذلك بدلالة القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء.[1]

التصرّف في مال اليتيم

أمر الله -عزّ وجلّ- بالإصلاح لليتامى، ونهى عن قربان أموالهم إلّا بالتي هي أحسن، فالواجب على وليّ الأيتام أن يُصلح في مالهم، ويبذل جهده في تنميته وتكثيره وحفظه، ويكون ذلك إمّا بالتجارة فيها، أو بدفعها إلى شخصٍ أمينٍ ثقةٍ لِيتّجر فيها بجزءٍ مباحٍ مقبولٍ من الربح كالنصف ونحوه، ويُقدّر ذلك بحسب المتعارف عليه في بلد المعاملة، وإذا تبرّع بالربح جميعه للأيتام كان ذلك أفضل وأحسن، أمّا أن يتصرّف الولي في مال اليتيم بمصلحته كأن يقضي حاجاته من خلاله، أو ينمّي تجارته به ونحو ذلك؛ فإنّه غير جائزٍ؛ لأنّ ذلك ليس من الإصلاح لليتيم، وله أن يُقرضها بنية الحفاظ عليها لليتيم إذا خشيَ عليها التلف أو السرقة، ونحو ذلك ولم يجد ثقةً يُنمّيها بالتجارة ونحوها.[2]

الإحسان إلى اليتيم في الإسلام

حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الإحسان لليتيم ووعد بالأجر العظيم لقاء ذلك، بل وصل الأمر إلى حثّ المسلمين على ضمّ اليتامى إلى أولادهم، فالمنهج النبويّ لا ينظر إلى حاجة اليتامى على أنّها حاجةٌ ماديةٌ فقط؛ بل يرى أيضاً حاجتهم إلى العطف والحنان، كما رغّب -عليه الصلاة والسلام- بالإنفاق على الأيتام، وحرّم ظلمهم وأكل حقوقهم، وكان ممّا ذمّه -عليه السلام- وليمة العرس التي يُدعى إليها الأغنياء دون الفقراء من الأيتام والمساكين، وبذلك أرسى الإسلام مبادئ التعامل الحسن مع الأيتام، وكان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أول مطبقٍ لها.[3]

المراجع

  1. ↑ "عقوبة آكل مال اليتيم"، www.fatwa.islamweb.net، 2001-5-30، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-11. بتصرّف.
  2. ↑ "حكم التصرف في مال اليتيم"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-11. بتصرّف.
  3. ↑ "رسول الله وحقوق اليتيم والمسكين والأرملة "، www.ar.islamway.net، 2014-4-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-11. بتصرّف.