استراتيجيات التعليم
استراتيجيات التعليم
قبل الحديث عن استراتيجيات التعليم لا بدّ الحديث عن مفهوم الاستراتيجية التعليمية أو كما تُسمى علمياً (Teaching Strategy) وتتمثل في كافة الإجراءات والأساليب، والوسائل، والمنهجيات التعليمية المرتبطة بمسألة تدريس مساق معين، ونقل المعلومات الخاصة به من المعلم إلى المتعلم بصورة غير تقليدية وحديثة، وبأفضل وأسهل طريقة وبأقصر وقت وجهد ممكن، ابتداءً من أسلوب المعلم في إدارة العملية التعليمية والصف المدرسي أو الجامعي وضبطه، مروراً بطرق تحفيز الطلاب وجذبهم للمادة الدراسية، وتقريب الأفكار لهم.
يمكن القيام بعملية إيصال المعلومة بشكل تلقيني سردي كما هو سائد في البلدان النامية وخاصة معظم الدول العربية منها، أو التعليم بالتجربة والبرهان، أو عن طريق التعليم الاستنباطي، والاستقرائي، والتعليم بالقصص، والانتقال بشكل انسيابي ومنطقي ومترابط بين المعلومة والأخرى، وغيرها من الاستراتيجيات التي سنتحدث عنها بشكل مفصل في مقالنا هذا.
استراتيجية الإدارة الصفية والبيئة التعليمية العامة
تضم هذه الاستراتيجية كافة الجوانب المتعلقة بسلوك وشخصية المُدرس أو معلم المادة، من حيث تعامله وعلاقته مع التلاميذ، وإدراكه لاحتياجاتهم المعرفية والسلوكية، وأسلوبه في التعامل مع مشكلاتهم ومعالجتها، وتباين هذا الأسلوب ما بين الجد والمرح حسب الموقف، بحيث تجتمع كافة هذه الجوانب تحت مسمى إدارة الصف والبيئة التعليمية العامة، أمّا فيما يتعلق بإدارة وضبط الصف، فإنّ هذه العملية تتضمن إدخال التحفيزات اللازمة التي تكفل المشاركة الفعالة للطلبة في عملية تعلمهم تحت إشراف المعلم وضمن توجيهاته، ويُشترط أن يكون النظام سيد الموقف لتحقيق الأهداف المنشودة.
استراتيجية الاختيار والتوظيف الأمثل لطرق التدريس
لا يمكن للمعلم اختيار الوسائل والأساليب التعليمية اعتباطاً أوعشوائياً، لأنّ لكلٍ منها الموقف الذي يوظَّف فيه، لذلك يعتبر اختيار الأسلوب الأمثل للتعليم مهارة لا تقلّ أهمية عن أي مهارة أخرى يجب أن يتعلّمها المُدرس، وعليه يشترط في هذه الاستراتيجية مراعاة أن تكون الوسيلة التعليمية جزءاً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالمنهاج، وأن تحقّق الأهداف التربوية المنشودة وتُعطي التأثير المقصود، وأن تكون جاذبة للطلاب مثيرة لانتباههم، وكذلك تراعي بيئتهم وخصائصهم ومستواهم الثقافي، كذلك لا بدّ أن تتصف بالسهولة والسلاسة، ويجب أن تخلو من الغموض وتضمّ الكثير من الإثارة.
استراتيجية التعليم الإلكتروني الحديث
أصبح استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في ظل ثورة التطور التقني التي يعيشها عالمنا في وقتنا الحاضر ضرورة ملحة لنجاح العملية التعليمية، ومواكبة ما يُسمى بالتعليم الحديث، حيث تتيح هذه الاستراتيجية أوسع مجالاً للإبداع وتُطلق العنان للتنمية والتعلم الذاتي، من خلال تطبيقات الحواسيب الإلكترونية والشبكة العنكبوتية والوسائط المتعددة التي مكنت الطلاب من الوصول إلى أي معلومة في ثوانِ معدودة.