عناصر الفن الإسلامي
الفن الإسلامي
هو الفنُّ الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التّصوير الإسلاميّ، والفنّ الإسلاميّ ليس بالضّرورة أن يتحدّث عن الإسلام، بل يُعبّر فيه الفنان تعبيراً جميلاً عن الكون والحياة والإنسان، ويُؤمن هذا الفنّ بالله، وجلالته، وعظمته باعتباره مركز الكون، والسّبب الأساسيّ لوجود الفنّ الإسلاميّ هو إظهار الجمال بجميع تفاصيله من خطوطٍ وزخارفَ وكتابة للآيات القُرآنيّة بخُطوطٍ مُميّزة.
تمتاز منطقةُ الحضارة العربيّة التي تمتدّ من المُحيط إلى الخليج بأنّ لدى شُعوبها فلسفةً روحيّة خاصّة، تختلف عن فلسفة الإغريق والرّومان، إذ تنعكس على فُنونهم فتُطبّعها بطابعٍ خاصّ مميّز؛ فعندما فتح المسلمون المنطقة وحرّروها من الاستعمار الرّومانيّ، أحسّت هذه الأقاليم بتوحُّد حضارتها المُتكاملة لأوّل مرّة في تاريخها الطّويل، وتبلورت في ظلّ الإسلام ، وظلّت مُشعّةً بنورها في العالم تُنير ظُلماته، إلى أن حاول الصّليبيّون القضاء عليها في عهد صلاح الدين الأيوبيّ، ومن ثم الأتراك في القرن السّادس عشر.
للشّرق فلسفته الخاصّة التي تختلف اختلافاً تامّاً عن النّظرة الغربيّة؛ فالفنان الشرقي ينظر إلى الإنسان والحيوان والنّبات كعناصر فنيّة رئيسية، يختارها للتّعبير عن أفكاره وأحساسيه الفنّية، ودون النّظر إلى أشكالها الطبيعيّة، وهذا ما نلُاحظه بصورةٍ واضحةٍ في فنون العِراق وسوريا ومصر.
عناصر الفنّ الإسلامي
- كراهية تجسيد الكائنات الحية: وذلك للابتعاد عن المظاهر الوثنيّة؛ إذ جاء الإسلام للقضاء على الوثنيّة المُتمثّلة في عبادة الأصنام والأشخاص، إلى أن تلاشت هذه الكراهية تماماً، من خلال الوعي الحقيقيّ بالعقيدة الإسلاميّة، لذلك ظهرت زخارف المَصاحف والمساجد.
- البعد عن مظاهر الترف: التّقشّف من أهم العناصر التي قام بها الفن الإسلاميّ، والابتعاد عن مظاهر الفخامة، على اعتبار أنّها زائلة، فقد استُخدمت الخامات الرخيصة كالجصّ، والخشب، والصّلصال في الأعمال الفنّية، بالتالي تحوّلت الخامات الرّخيصة إلى أعمالٍ فنّيةٍ عظيمة القيمة.
- العناية بزخرفة السُّطوح وملء الفراغ: اهتمّ الفنّان العربيُّ بزخرفة السّطوح؛ كالعمائر، والأواني، والتّماثيل، بحيث لا تترك فراغاً من دون زخرفة؛ وذلك لإضفاء المظهر الطبيعيّ ساحر الجمال عليها.
أقسام الفن الإسلامي
- الفن المعماري.
- فنّ الخطّ العربيّ.
- فنّ الكتابة والشّعر.
- الفنُّ الزخرفي الإسلاميّ، بأنواعه الهندسيّة والحيوانيّة والنّباتية.
أساسيات الفن الإسلاميّ
- يعتمد هذا الفن على أساس توحيد الخالق عزّ وجل، وعلى تصوير الإنسان للحياة والكون، لذلك لا مجال للوثنيّات والخُرافات والأوهام.
- يوصَف ميدان الفن الإسلامي بالتّحسيني أو الكمالي، لكي لا يحصل خللٌ في التّصوير.
- وظيفة الفنّ هي صُنع الجمال، أمّا إذا ابتعد الفنُّ عن هذه الوظيفة لا يُسمّى فنّاً؛ لأنّه يبتعدُ عن العمل الأساسي له، فهذا الفنُّ موكلٌ بالجمال.
- الفن الإسلامي وسيلةٌ لا غاية؛ لأنّه في خدمة الحقّ والفضيلة والعدالة.
- الفنّ الإسلاميّ فوق العبث والباطل؛ فحياة الإنسان ووقته أثمن من أن يكون للعبث.
- يُعدّ الفن الإسلامي مُستقّلاً بذاته؛ فهو ليس فرعاً من الفلسفة، ولا فرعاً من فروع العلم.
- ينبع الفنّ الإسلاميّ من باطن النّفس الإنسانيّة، لذلك يتميّز بالعواطف والأحاسيس الجيّاشة من الفنان.
- يُعتبر الفنّ الإسلاميّ لقاءً تامّاً بين الإبداع والموهبة والعبقرية، وبين الدّقة والمَهارة.