-

دلائل وجود الله عز وجل

دلائل وجود الله عز وجل
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عقيدة المسلم في الإله

إنّ للإيمان في الدين الإسلامي ستة أركانٍ، يتفرّع عنها كلّ ما يجب على المسلم اعتقاده، في حقّ الله تعالى، واليوم الآخر، والأمور الغيبية جميعها، وممّا يتعلّق بالإيمان بالله؛ الإيمان بأنّه الإله الوحيد المستحقّ للعبادة، دون أيّ أحدٍ سواه؛ وذلك لأنّه خالق العباد، والمُحسن إليهم، وهو رازقهم، والعالم بأحوالهم جميعها، وهو القادر على أن يُثيب ويُجازي من أطاعه منهم، وأن يعاقب من عصاه أيضاً، كما على المسلم أن يؤمن بأنّ الله -عزّ وجلّ- هو من أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وهدف الله -تعالى- من ذلك بيان الحقّ، والدعوة إلى اتّباعه، وأمرهم بعبادته، وتحذيرهم من ترك ذلك، والعبادة المقصودة؛ هي إفراد الله -تعالى- بالدعاء، والرجاء، والخوف، والصلاة، والصيام، والذبح، ونحو ذلك من العبادات، خضوعاً ورغبةً إلى الله تعالى، ورهبةً وخوفاً وخشيةً منه، مع كمال محبة الله تعالى، والذلّ لعظمته، وقد نزلت آيات القرآن الكريم مؤكدةً في كثيرٍ من المواضع على ذلك المعنى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[1][2]

ويتفرّع عن الإيمان بالله -تعالى- عند المسلم أيضاً؛ إيمانه بجميع ما أوجبه الله، وفرضه على عباده، من أركان الإسلام الخمسة، وهي: شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمداً رسول الله، وأداء الصلاة، وإخراج الزكاة، وصيام رمضان، والحجّ إلى بيت الله الحرام، كما يندرج منه أيضاً؛ الإيمان بأنّ الله -تعالى- خالق الكون، ومدبّر شؤون الخلق فيه، وهو الذي يملك التصرّف فيه كيفما يشاء، وهو مالك الدنيا، ومالك الآخرة، ويجدر بالمسلم أيضاً الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، التي وصف نفسه بها في القرآن الكريم، والثابتة أيضاً عن رسول الله الأمين صلّى الله عليه وسلّم، فيؤمن المسلم بها دون تحريفٍ، أو تعطيلٍ، أو تكييفٍ، أو تمثيلٍ، بل يسلّم بها كما جاءت، مع الإيمان بمعانيها العظيمة، والتنبّه إلى أنّ الله -تعالى- يتصف بصفاته كلّها، بالطريقة التي تليق به، وليس بطريقةٍ تماثل خلقه في أيّ شيءٍ من صفاته، حيث قال الله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[3][2]

دلائل وجود الله عزّ وجلّ

إنّ أدلة وجود الله -تعالى- كثيرةٌ وواضحةٌ لمن تأمّلها، ولا تحتاج إلى طول نظرٍ، أو كثير بحثٍ، وتنقسم إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسيةٍ، وفيما يأتي بيانها بشكلٍ مفصّلٍ:[4][5]

  • الأدلة الفطرية: فكلّ إنسانٍ يشعر من تلقاء نفسه، أنّ له ربٌ وخالقٌ أوجده، ويرعاه، حيث ورد أنّ الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- قال في دليل الفطرة، إنّه أقوى من كلّ الأدلة، لمن لم تجتله الشياطين، ولذلك قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ)،[6] فالفطرة السليمة شاهدةٌ على وجود الله تعالى، ولا يُمكن لظلمات الشكّ والكفر، مهما أحاطت نفس الإنسان، أن تنزع تلك الفطرة منه، لذلك فهو في لحظةٍ ما يحسّ ويشعر بقدرة الله، حيث قال الله عزّ وجلّ: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا).[7]
  • الأدلة الحسيّة: إن وجود كلّ تلك الحوادث أمام الإنسان، من شجرٍ، وسماءٍ، وبحارٍ، وأنهارٍ، وجميع الأشياء الأخرى تدلّ على أنّه لا بدّ لها من سبب وجودٍ، فإمّا أن تكون وجدت صدفةً، دون سببٍ يدعو لذلك، أو أن تكون قد أوجدت نفسها بنفسها، وقامت على شؤونها بذاتها، أو أن يكون هناك من أوجد تلك الأشياء وخلقها، ولا بدّ أنّ الاحتمال الأول والثاني من المستحيلات، ممّا يدل على أنّ الاحتمال الثالث هو الصحيح، وأنّ المُوجد الذي أوجد الأشياء وخلقها من العدم؛ هو الله تعالى وحده، ثمّ إنّ تلك الأشياء الموجودة منذ قديم الزمان، ومنذ سنين طويلةً، لا بدّ من هيأ لها أسباب البقاء، ولا شكّ أنّ ذلك هو الله تعالى، فقد أعطى الله -تعالى- كلّ شيءٍ، ما يمكّنه من البقاء والاستمرار في الحياة، كما أنّه أصلح وهيأ كلّ أمرٍ لما خُلق له، فترى الإبل مثلاً مهيأة للركوب، فقد جعلها الله قويةً مستقيمة الظهر، وتتحمّل من المشاقّ ما لا يتحمّله غيرها من الحيوانات.
  • الأدلة الشرعية: إنّ وجود الشرائع دليلٌ على وجود الله تعالى، وعلى كمال علمه، وحكمته، ورحمته؛ لأنّه لا بدّ من مشرّعٍ شرّعها وأنزلها، فهو الله عزّ وجلّ.

ثمرات الإيمان بالله تعالى

إنّ للإيمان بالله -تعالى- ووجوده ثمراتٌ وفوائدٌ عظيمةٌ للإنسان، وفيما يأتي بيان البعض منها:[8]

  • العلم بعظمة الله تعالى، وجلاله، وجماله، ولطفه، وإحسانه، وكلّ ما أثبته الله -تعالى- لنفسه من الصفات، ممّا يؤدي إلى الانقياد والخضوع لأوامره، وطاعته.
  • حصول صدق التوكّل على الله، واليقين به، وتفويض الأمور إليه في نفس الإنسان، ممّا يؤدي إلى تحرّره، من التعلّق بغير الله تعالى.
  • نشاط الهمة، وزيادة الدافعية، والإرادة، في فعل الخيرات، وبذل الإحسان، والمنافسة في الأعمال الصالحة بين الناس.
  • التسليم لقضاء الله عزّ وجلّ، وقدره، وإرادته.
  • تحقيق الأمن، والهداية للإنسان المسلم، في دنياه وآخرته.
  • النصر على الأعداء؛ من الكافرين والمنافقين.
  • تعظيم خشية الله عزّ وجلّ، في قلب الإنسان ومهابته، ممّا يؤدي بالعبد إلى تقوى الله تعالى.
  • الرحمة بالناس، والعفو عنهم، والصفح عن أخطائهم وزلّاتهم؛ طمعاً في أن يحصل الإنسان على تلك المعاملة من الله تعالى.

المراجع

  1. ↑ سورة غافر، آية: 14.
  2. ^ أ ب "العقيدة الصحيحة وما يضادها "، www.ar.islamway.net، 2003-8-14، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الشورى، آية: 11.
  4. ↑ "الأدلة على وجود الله، والحكمة من خلقه للعباد"، www.islamqa.info، 2002-4-7، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف.
  5. ↑ " دلائل وجود الله"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف.
  6. ↑ سورة الروم، آية: 30.
  7. ↑ سورة الأعراف، آية: 172.
  8. ↑ الشيخ عبد الله بن صالح القصيِّر (2016-5-8)، "ثمرات الإيمان بالله تعالى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-30. بتصرّف.