أمثلة تفسير القرآن بالقرآن
أمثلة تفسير القرآن بالقرآن
يُفسّر القرآن الكريم بنفسه؛ لأنّ الله -تعالى- هو من أنزله إلى الناس، وهو أعلم بمراده منه، وقد قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في ذلك إنّ أصحّ طرق التفسير وأحسنها هو تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم، فما أُجمِلَ في مكانٍ ما منه قد فُسّر في مكانٍ آخرٍ، وما اختُصِر في مكانٍ ما بُسط في مكانٍ آخرٍ، فإن أعيا المسلم ذلك فعليه حينها بالسنّة؛ لأنّها أيضاً شارحةٌ للقرآن الكريم ومُبيّنةٌ له، ومن أمثلة تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم تفسير قول الله تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[1] بالآية التي جاءت بعدها، حيث قال الله -تعالى- فيها مُوضّحاً أولياء الله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)،[2] ومن ذلك أيضاً تفسير قول الله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ)،[3] بقوله بعدها: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ).[4].[5]
أصولٌ في تفسير القرآن الكريم
إنّ لتفسير القرآن الكريم أصولاً دلّ الشرع على استعمالها في التفسير، فقد ذكر العلماء أنّ القرآن أصلٌ من أصول التفسير؛ وذلك لأنّه كلام الله تعالى، كما ذكروا السنّة النبويّة أيضاً، لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو المُبيّن لكلام الله، فتلك وظيفته، كما ذكروا أيضاً أقوال السلف، فهم أقرب الناس لفهم اللغة وأعرفهم بمراد الرسول فقد شهدوا التنزيل وعلموا أحواله، وجعل العلماء اللغة العربيّة أصلاً من أصول التفسير كذلك، فقد نزل القرآن الكريم بها، وهي من أُسس فهمه واستيعابه، وأخيراً فقد ذكر العلماء إمكانيّة الاستعانة بمرويات بعض أهل الكتاب وأسباب النزول للوصول إلى معنى بعض الآيات.[6]
تنبيهاتٌ لطالب علم التفسير
هناك بعض النصائح والتنبيهات التي يجدر بطالب علم التفسير أن يتنبّه إليها، وفيما يأتي بيانها:[7]
- يجدر بالمسلم أن يطلب العلم النافع الذي يُوصله إلى الله، ويُعينه على عبادته على الوجه الذي يُرضيه عنه.
- يجدر بالمسلم أن يتعلّم القرآن الكريم وكُلّ ما يُعين على تدبّره وفهمه، فينبغي أن يختار من كتب التفاسير المعتمدة ليأخذ العلم منها، وعليه أن يهتم بكتب الأقدمين وتفاسيرهم، والكتب التفسيريّة التي تعتمد على نقل المأثور.
- ينبغي للمسلم أن يعتصم بمنهج أهل السنّة والجماعة في الاعتقاد والعمل، وأن يتعرّف أولاً على التفسير الحقّ الصحيح، ولا ينشغل بالبحث عن الشُبه والأقوال الضعيفة.
- يجب على المسلم العلم بأنّ الأصل حمل القرآن الكريم على الحقيقة، ولا يُحمل اللفظ القرآني على التمثيل والرمز إلّا بدليلٍ وقرينةٍ تصرفه إلى المجاز.
المراجع
- ↑ سورة يونس، آية: 62.
- ↑ سورة يونس، آية: 63.
- ↑ سورة الطارق، آية: 2.
- ↑ سورة الطارق، آية: 3.
- ↑ محمد بن علي بن جميل المطري (2015-9-29)، "القرآن الكريم يفسر بالقرآن وبالسنة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-24. بتصرّف.
- ↑ "أصول تفسير القرآن الكريم"، www.islamqa.info، 2018-6-10، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-24. بتصرّف.
- ↑ "نصائح لمن أراد أن يتعلم تفسير القرآن الكريم"، www.islamweb.net، 2010-10-31، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-24. بتصرّف.