شرح علم العروض
علم العَروض
يعرف العَروض بأنّه: (مجموعة القواعد الدّالّة على الميزان الدقيق الذي يُعرفُ به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها)، وسُمّي بذلك لأنًّ الشعر يُعرضُ فيه مفصّلاً، كما قيل إنَّ الفراهيدي سمّى هذا العلم كذلك تبرُّكاً بمكة المكلامة إذ إنَّ العروض من أسمائها، وقد كتب هذا العلم في مكة، ويهدف علم العروض إلى معرفة نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت الشعري، وسنتطرُّق هنا إلى قواعد الكتابة العروضية، وذِكر البحور الشعريّة.
الكتابة العروضية
لا يتم تقطيع الشعر دون وزن كلمات بيت الشعر كلمةً كلمة، وذلك باختيار ما يناسبها من التفعيلات الشعرية، والتي بدورها تعتمد مبدأ الأحرف الساكنة والمتحركة، وعلى القائم بتقطيع الشعر أن يراعي الضبط والتشكيل، والأحرف المقروءة والمحذوفة، وها هنا بعضٌ من أساسيات علم العروض التي لا بد من مراعاتها:
- يتم اعتماد النّطق في العروض وليس الكتابة، مثل كلمة :(هذا، ولكن)، لأننا نتلفظ بها عروضيّاً هكذا: (هاذا، لاكن).
- اعتبار التنوين في آخر الاسم نوناً ساكنةً.
- لا اعتبار للألف في كلمة (مائة)، لأنها لا تلفظ.
- يتألّف الحرف المشدّد من حرفين الأول ساكنٌ والثاني متحرك.
- تشبع ميم الجمع المتحركة بحرف متولد منها، فالضمة تولّد واواً، والفتحة ألفاً، والكسرة ياءً.
بحور الشِّعر
تعرف البحور الشعرية بأنّها الإيقاع الموسيقي للشعر العربي، ويقابل هذا المفهوم مصطلح الأوزان الشعرية، وقد حصر الفراهيدي بحور الشعر في خمسة عشر بحراً، ثمَّ أضاف تلميذُه الأخفش البحرَ السادس عشر، وهو البحر المتدارك، فأصبح للشِّعر ستَّة عشر وزناً، يُسمَّى الوزن الواحد منها بحراً، وهي كالآتي:
أهمية علم العَروض
الشعرعلمٌ كسائر العلوم له قواعده وأصوله، ويعتبر علم العروض من أشدّ القواعد التصاقاً بالأبيات الشعرية، حتى إنّه سُمّي بعلم موسيقا الشعر، وذلك لاجتماع صفة النغم في كليهما؛ كما أنَّ لعلم العروض أهميته التي لاغنى عنها حيث إنّه:
- يمهّد للسامع استقبال البيت الشعري موزوناً دون إيذاء للأذن الأدبية الموسيقية.
- تُنمّي قدرة الشاعر على تمييز الأوزان الشعرية، ومعرفتها معرفة سليمة.
- ترشد الطلاب والمتعلمين في ساحة الأدب إلى مواطن الخلل الشعري، باعتبارها تحوي قواعد تفصيلية واضحة يُرجَعُ إليها بكل سهولة.
- تُعزّز روح الذوق الفني لدى الشاعر والقارئ.
- تُمكّنُ القارئ من قراءة الشعر قراءةً سليمة.