شرح سورة الطارق
شرح سورة الطارق
سورة الطارق سورة مكية، وعدد آياتها سبعة عشر آية، تقع السورة في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم بعد سورة البروج وقبل سورة الأعلى، ابتدأت بالقسم بمخلوقات الله تعالى وعظيم صنعه في كونه، وترتيب السورة في القرآن الكريم السادسة والثمانين.[1]
شرح الآيات الأربع الأول
قال الله تعالى في أول سورة الطارق: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ(3)إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ(4) )[2] بدأت السورة بقسم الله تعالى بعظيم مخلوقاته من السماء الواسعة والنجم الطارق الذي يطرق ليلاً، ويختفي نهارًا، وكل ما جاء ليلاً فقد طرق. ثم جاء الاستفهام عن الطارق، لتأتي الإجابة بعده مباشرة بأنه النجم الثاقب شديد الإضاءة، ووصف النجم بأنه ثاقب ليدل على قوة اضاءته وأنه يخرق السماوات فينفذ حتى يُرى في الأرض، وهو اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب.[3]ثم جاء قوله تعالى: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ).أي أن كل نفس عليها حفظة من الله تعالى يحفظون عليها رزقها وعملها وأجلها.[4]
شرح الآيات الخامسة - الثامنة
يقول تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8))[5]
ينبه الله تعالى الإنسان إلى أصل خلقته ويدعوه للنظر فيها وأنه خلق من ماء الرجل الذي يقذف في رحم المرأة فتحمل المرأة وتنجب بقدرة الله، وأن الذي أوجده من العدم قادر على إرجاعه إلى الحياة الآخرة بعد الممات.[6]
شرح معاني الآيات التاسعة والعاشرة
يقول تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ(10)). [7]واليوم المقصود هو يوم القيامة حيث يُظهر الله السرائر وما تخفي النفوس، وفي هذا اليوم ليس للإنسان مقدرة ولا استطاعة ليدافع عن نفسه، ولا يستطيع أحد أن ينصره أو يدفع عنه عذاب الله.[8]
شرح الآيات الأخيرة من السورة
يقول تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ(11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)). [9]يقسم الله تعالى بالسماء التي ينزل منها المطر باستمرار، وبالأرض التي تتشقق فيخرج منها النبات، أن هذا القرآن قول واضح بيّن فيه الفصل بين الحق والباطل وبين الحقيقية والكذب، وأنّ هذا القرآن حقيقة لا هزل، ثم يخبر عن حال الكافرين أنهم يخشون هذا الدين ولذلك يمكرون ويكيدون به، وأن الله مطلع على مكرهم وأنه لهم بالمرصاد، ثم تختم السورة بتهديد الكافرين وتوعدهم بالعذاب الأليم وبالخسران المبين.[10]
المراجع
- ↑ عبدالله جلغوم (07/06/2007)، "إعجاز الترتيب في سورة الطارق"، vb.tafsir.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-16. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق، آية: 1-4.
- ↑ " تفسير فتح القدير/ الشوكاني سورة الطارق"، www.altafsir.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-16. بتصرّف.
- ↑ "تفسير القرطبي تفسير سورة الطارق"، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق، آية: 5-8.
- ↑ "تفسير القرآن العظيم» تفسير سورة الطارق"، library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018.
- ↑ سورة الطارق، آية: 9-10.
- ↑ "سورة الطارق - تفسير السعدي"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018.
- ↑ سورة الطارق، آية: 11-17.
- ↑ محمد بن جرير الطبري (2000)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت-لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 360-363، جزء 24. بتصرّف.