-

الإيمان وأثره في حياة الإنسان

الإيمان وأثره في حياة الإنسان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الإيمان

الإيمان في اللُّغة من الفعل آمَنَ أي صدّق تصديقًا جازمًا بصحة الشيء تصديقًا لا يخالطه شكٌّ أو ريبة، أمّا في الشّرع فالإيمان هو التّصديق الجازم الذي لا يساوره شكٌّ أو ريبةٌ، والاعتراف التّام بكُلِّ ما أمر به الله سبحانه وتعالى ورسوله، والانقياد ظاهرًا وباطنًا لهذا الإيمان؛ فالقلب هو منبع الإيمان ومكان الاعتقاد، يليه القول باللِّسان ثُمّ العمل بمقتضى هذا الإيمان بالجوارح والأعضاء.

الإيمان يشتمل على العقائد، والأخلاق، والأعمال؛ لذلك تزداد درجة الإيمان بالعمل الصّالح والطَّاعات وتنقص بالمعصية والذُّنوب. رتّب الله على الإيمان دخول الجنّة والنَّجاة من النّار، ونيل رضاه والفلاح والسَّعادة، وقد أخبر سبحانه أنّه بالإيمان المُطلق ينال العبد أعلى المقامات في الدُّنيا وأعلى المنازل في الآخرة؛ إذ يكون الشخص المؤمن من الصِّديقين وهم أعلى الخلق منزلةً بعد منزلة الأنبياء، قال تعالى:"والذين آمنوا بالله ورُسله همُ الصِّديقون".

شُعب الإيمان

للإيمان العديد من الشُّعب والتي ذكرها النّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:"الإيمان بضعٌ وسبعون شعبةً؛ أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطَّريق، والحياء شُعبةٌ من الإيمان"، فقد جُمع في هذا الحديث ما بين أعلى درجات الإيمان وهي لا إله إلا الله- وهو الإيمان بالقلب اعتقادًا وتأليهًا وإخلاصًا ونُطقًا باللِّسان-، وأدنى درجات الإيمان وهو إماطة الأذى من قاذوراتٍ وأشواكٍ وكلَّ ما يؤذي المارّة في الطريق- وهو يُمثّل الإيمان بالجوارح والأعضاء-، ثُمّ خصصّ الحياء بالذِّكر أحد شُعب الإيمان- الإيمان بالأخلاق وتطبيقها في الحياة-.

أثر الإيمان في حياة الإنسان

  • الشُّعور بأنّ العبد في كنف الله وتحت ولايته؛ فالمؤمنون هم أولياء الله لا يعتريهم الخوف والحَزَن.
  • إخراج الإنسان من حياة الظُّلمة والعُزلة والجهل إلى حياة النُّور والعلم.
  • دفاع الله سبحانه عن المؤمن؛ فالإنسان يلمس هذا الدِّفاع في حمايته من وسوسة الشّيطان وتنجيته من المهالك والمصائب والشُّرور قبل وقوعها، أو يرفع عنه المصائب ويخففها بعد نزولها.
  • الحصول على الهداية؛ فيوفّق الله الإنسان إلى العلم والحقّ وإلى العمل الصّالح والرِّزق الحلال والبركة في المال والولد والأهل.
  • الإيمان سببٌ للشُّكر في حالة السّراء والصّبر في حالة الضّراء التي قد تمرُّ على الإنسان في حياته؛ ممّا يزيد من رباطة جأشه وطمأنينة نفسه ويُكسبه أجري الشُّكر والصّبر وثمارهما.
  • الشُّعور بالرِّضا وبأنّ هناك سببٌ يعرفه لخلقه، وبأنّ هناك أجرٌ لكلِّ عملٍ يقوم به؛ فيشعر بمعنى وجوده ولماذا خُلق وما عليه من حقوقٍ وواجباتٍ بعيدًا عن الدَّجل والإيمان بكلِّ ما يرفضه العقل السَّليم.