صيد الأسماك بالصنارة
صيد السمك
يُعتبر صيد السَّمك بالصنارة من أكثر الهوايات البرِّية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، حتى أنه أصبح من الرِّياضات الأساسية التي تُقام لها المسابقات، والجوائز الكبيرة في بعض الدول، كروسيا، ودول شرق آسيا، والأمريكيَّتين، وأوروبا، كما يُشكِّل الصيد بالسنارة باباً من أبواب الرزق للكثير من الشعوب التي تعيش بالقرب من البحيرات، والأنهار، والبحار.
صيد السمك بالصنَّارة
لقد تعدَّدت طرق الصيد بالصنارة والأساليب المُتَّبعة، حيث إن التطور الذي يحدث بمعدَّات الصيد سريعٌ جداً، كما أن المواد والأدوات المستخدمة كالطُّعم والخُطَّاف، والقصبة، والبكرة، والخيط، والإكسسوارات يجب أن تكون مناسبة على حسب نوع السَّمك، وحجمه، ومكان تواجده، كالبحار، أو الأنهار، أو البحيرات، ولذلك سنبيِّن أشهر هذه الطُّرُق، وأكثرها نجاحاً، وأنواع الطُّعوم المستخدمة، وأنواع الغذاء لجلب السمك.
أنواع الطُّعوم في صيد السمك
- العجين: من بين أشهر أنواع الطُّعوم التي يستخدمها الصيادون هو العجين العادي، وأحياناً يُضيفون إليه بعض الروائح الجاذبة للأسماك، كبهارات الكاري، وماء الذُّرة المعلَّبة، وزيت التونا المعلَّب، وأحياناً يستخدم الصيادون الخبز كبديلٍ عن العجين، حيث إنه يتم تبليله وعجنه ثم استخدامه، وهو أيضاً يمكن إضافة النَّكهات إليه كما في العجين.
- الديدان: هذا الطُّعم غالباً ما يُستخدم في المياه غير المالحة، كالأنهار والبحيرات، حيث إن أنواع هذه الديدان تختلف من ناحية الحجم واللون والرائحة، ولكن من بين أشهر الديدان المستخدمة هي، دودة الأرض المطرية، ودودة الذباب، ودودة الدم.
- الحبَّار: يُعتبر الحبَّار من بين اللحوم المُفضَّلة لدى الأسماك البحرية، حيث إنه يملك رائحة جذَّابة، وطعماً لا يمكن للسمك مقاومته، كما أنه يمكن تقطيعه قطعاً صغيرة لاصطياد الأسماك الصغيرة والمتوسطة، وأحياناً يوضع بأكمله لاصطياد الأسماك الكبيرة.
- الجمبري: غالباً ما يُستخدم الجمبري بحجمه الكامل كطُعمٍ للأسماك متوسِّطة الحجم والكبيرة، وهو أيضاً رائعٌ جداً في الصيد كطُعم، ولكن لغلاء سعره لا يستخدمه الصَّيادون كثيراً.
- الأسماك الصغيرة: عادةً تُستخدم الأسماك الصغيرة الحيَّة، من أجل اصطياد الأسماك المتوسطة والكبيرة.
- الطُّعوم الاصطناعية: وهذه الطُّعوم لا تُعدُّ ولا تُحصى، لأن الأشكال، والألوان، والأحجام المستخدمة كثيرةٌ جداً، كل نوع أو حجم له استخدامه، فمثلاً تُستخدم الطُّعوم الاصطناعية على شكل سمكةٍ صغيرة كما لو أننا أردنا اصطياد سمكة بطُعمٍ حقيقيٍّ، فيوجد منه ما هو على شكل الحبار، والجمبري، والأسماك الصغيرة، والحشرات، والديدان، وغيرها الكثير.
مُعدَّات صيد السمك
هذه هي بعض المعدات التي تستخدم في صيد السمك، وهي:
يجب أن تكون القصبة المستخدمة مناسبة لرحلة الصيد، فإذا أردنا اصطياد الأسماك الكبيرة فيجب أن تكون القصبة ذات قوةٍ ومرونةٍ عالية، حتى تتحمَّل الثِّقل الذي تُحدِثه السمكة الكبيرة من وزنٍ أو شد، والعكس بالنسبة لقصبة الأسماك الصغيرة، وأحياناً توجد قصبات قصيرة جداً لا يتجاوز طولها أربعين سنتيمتراً، حيث إن هذا النوع القصير يُستخدم على الأنهار والبحيرات المتجمدة.
كما في حالة القصبة من ناحية الحجم والقوة، فإن الخُطَّاف يجب أن يكون مناسباً لنوع السمك، حيث إنه يجب الأخذ بالاعتبار حجم السمكة، وحجم فمها، ووزنها، فإذا كان السمك المُراد اصطياده صغير الفم، فعندها سنحتاج إلى خُطَّافٍ صغير، وكذلك الأمر بالنسبة لسمكةٍ فمها كبير، فهي تحتاج لخُطَّافٍ كبير.
تتراوح سماكة الخيط كما في الأسلاك الكهربائية، وكل نوع من السَّمك يحتاج قياساً معيَّناً، وهذا يعتمد على نوع السمكة، وحجمها، وهل لها أسنان حادَّة أم لا.
هي الجزء الذي يلتفُّ عليه خيط الصنارة، حيث إن هذه البكرة يجب أن تكون ذات تحمُّلٍ للأوزان الثقيلة في حال رغبتنا باصطياد سمكة كبيرة، أو عنيدة، كسمكة السيف، والتونا.
هو قطعة معدنية، غالباً ما تكون مصنوعة من معدن الرصاص لثقل وزنه، وهو يُستخدم من أجل جذب الخطاف الذي به الطُّعم إلى العمق المطلوب، ولكن هذا الثَّقال لا يُستخدم دائماً، لأن بعض أنواع الأسماك غالباً ما تتواجد قريباً من سطح الماء، فعندها لن نحتاج لاستخدام هذا الثَّقال.
هي قطعة مصنوعة من الفلين أو البلاستيك المقوَّى، تُستخدم من أجل تثبيت الخُّطَّاف والطُّعم قريباً من السطح، وكذلك تُستخدم من أجل رؤية الحال تحت الماء، حيث إنه إذا نزل تحت سطح الماء فهذا يعني أنه توجد سمكة عالقة بالسنارة ويجب سحبها.
هو أداة يستخدمها الصيادون في فصل الشتاء، حيث إن مياه الأنهار والبحيرات تتجمد، ويصبح من غير الممكن رمي السنارة في الماء، فيلجأ الصيادون لحفرِ الجليد بدائرة يتراوح قطرها بين الثلاثين والأربعين سنتيمتراً.
أماكن صيد السمك
تختلف أماكن الصيد حسب المياه التي نريد الصيد بها، هل هي بحر، أم نهر، أم بحيرة، وهنا سنذكر كل منطقة من هذه المناطق، مع توضيح أفضل الأماكن للصيد فيها، كالتالي:
أفضل الأماكن لاصطياد الأسماك في البحار هي إذا كان القاع تتواجد به الصخور المرجانية، وذلك بسبب غناها بالغذاء الذي توفره للأسماك، فنجد أن أكثر الأسماك متجمِّعة في هذه المناطق.
لكن يوجد بعض أنواع الأسماك التي لا تتواجد بين هذه الصخور المرجانية، وذلك لأنها تفضل التواجد في المناطق الرَّملية، أو بين الطحالب البحرية، وهذا يعود إلى نوعية غذائها التي تُحبُّه، ولذلك يجب تحديد نوع السَّمك الذي نريد اصطياده حتى نستطيع تحديد المكان المناسب لرحلة صيدنا.
أيضاً يجب الانتباه أنه يوجد بعض أنواع الأسماك التي تعيش على أعماق تزيد عن 300م، ولذلك يُفضَّل لمن يريد اصطياد هذا النوع من الأسماك، أن يحسب حساب خيط صيدٍ طويل ومتين.
يعتمد الصيد في النهر أو البحيرة على نوعية الأسماك التي نريد اصطيادها، فمثلاً سمكة (الكارب) غالباً ما تتواجد عند الأعشاب المائية، إلا أنه توجد أسماكٌ أخرى لا نجدها إلا بين الحجارة والصخور، كأسماك السلمون في وقت هجرتها للتكاثر، ويعتمد الصيد في الأنهار والبحيرات على نوع الأسماك المطلوبة للاصطياد.
تتجمَّد الأنهار والبحيرات في فصل الشتاء، فيَعْمَد الصيادون لحفر حفرةٍ في الجليد بواسطة المثقاب المُخصَّص لهذه العملية، ويستخدمون صنارةً لا يتجاوز طولها أربعين سنتيمتراً، فيجلس الصياد بجانب حفرته فوق الجليد، ويرمي الصنارة من خلال هذه الحفرة، وغالباً ما يستخدم الصيادون طُعماً في الشتاء الديدان بأنواعها، ولكن أفضلها دودة الدم، ويستخدمون الأسماك الصغيرة الحيَّة لاصطياد الأسماك الكبيرة.
نصائح مفيدة
- يستخدم الصيادون أحياناً (الطُّعم الجالب)، وهو عبارة عن كمية من الطَّعام ترمى في الماء من غير خُطَّاف، فيعمل هذا الطُّعم على تجميع الأسماك حوله، فيرمي الصياد صنارته لأقرب نقطةٍ من هذا (الطُّعم الجالب)، فعندها سترتفع فرصة اصطياده لعددٍ أكبر من الأسماك.
- يجب الاطِّلاع على الحالة الجوية، لأنه إذا كانت الرِّياح سريعة فهذا سيقلل من فرصة الاصطياد، وكذلك إذا كان الجوُّ حاراً فهذا يعني أننا سنلجأ لاصطياد الأسماك التي تتواجد على أعماق أكبر من العادة.
- ينصح معظم خبراء الصيد بالصنارة، أن يكون الصياد مستعداً لصيد جميع أنواع الأسماك، حيث إنه يجب أخذ جميع الأدوات التي تصلح لهذه الرحلة، فإن لم ينجح باصطياد النوع الذي يريده، يمكنه تغيير استراتيجيته لاصطياد نوعٍ آخر وهكذا.
- يجب أخذ معدَّات احتياطية، كالخُطَّافات، والثقالات، وخيوط الصيد، لأنه من الممكن أن يعلق الخُطَّاف أو الثَّقَّال بالصخور أو الأعشاب المائية، وعندها سنضطر لقطعه وخسارته لأنه سيبقى تحت الماء، وهنا إذا كانت لدينا أدوات احتياطية، سنتمكَّن من استبدال ما خسرناه ومتابعة الصيد بشكلٍ كامل.