-

مدينة قوم لوط

مدينة قوم لوط
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة قوم لوط

ينشغل العلماء والمنقّبون في معرفة الموقع الذي سكنه قوم لوط، ولكن العديد من الإشارات تدل إلى أنّه كان بالقرب من الأردن، وأن البحر الميت هو بحيرة لوط، وقد وجدت بعثة أمريكيّة حديثاً أنّ منطقة تل الحمام في جنوب الأردن هي المنطقة المقصودة، وقد كانت تدعى سدوم، وأن الحياة في هذه القرية توقفت فجأة، وهذا يدعم ما جاء في القرآن الكريم أن يترك خلفهم آية تدل عليهم للعبرة والعظة، وقد تطلب هذا الاكتشاف مجهوداً كبيراً زاد عن عشر سنوات من التنقيب، وأوضح المسؤول عن المهمة أنّ ما وجدوه هو عبارة عن أبراج، وبوابات لمعابد تطلبت آلاف العمال لبنائها، وأن هذه الآثار انقلبت وجهاً على عقب فجأة كأن كويكباً ارتطم بها وردمها بحجارته المتكسرة، لتغيب عن الأنظار لأكثر من خمسة وثلاثين قرناً.

لوط

لوط هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية أقوامهم، وقد تم ذكره في الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية، والمسيحية، والإسلامية، وذكر في الإسلام أنّ النبي لوط هو ابن أخ خليل الله إبراهيم عليه السلام، وقد آمن به وهاجر معه ليدعو أهل سدوم وعمورة، فدعاهم إلى الله، ونصحهم بأن يهجروا ما هم عليه، وأنذرهم بعذاب الله وعقابه لهم إن لم يستجيبوا، وقد مدح الله نبيه لوط في الآية: (وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ {74} وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ). سور الأنبياء.

أعمال قوم لوط

اتصف قوم لوط بعدة صفات مذمومة، ومنها قطعهم السبيل، فلم يتركوا مسافراً إلا نهبوه وسرقوه، كما أنهم اتصفوا بالشذوذ الجنسي، فكانوا يأتون الرجال شهوة دون النساء، ويجاهرون في ذلك ويشجعون عليه، بل أرادوا إخراج نبي الله لوط من القرية لأنه من المتطهرين الذين يرفضون مثل هذا الفعل، وحتى عندما حضرت الملائكة إلى بيت النبي لوط كي يخبروه بأمر الله في تعذيب قومه، وأمره بالخروج من بيته، وقد كانوا على هيئة شباب حسان المظهر، أتى قومه إليه يريدون بهم الفاحشة.

إهلاك قوم لوط

أخبرت الملائكة لوطاً بوعد الله أن ينجيه هو وأهل بيته عدا زوجته التي خانت رسالته، ويعذّب قومه بما اقترفوا، وأن عليهم الخروج من القرية في الليل وقبل طلوع الصبح، وألا ينظروا وراءهم في سيرهم، وعندما حان الموعد، خسف جبريل الأرض بهم بأمر من الله عزّ وجل، وتساقطت عليهم حجارة سجيل من السماء، وتم ذكرهم في تسع سور متفرقة في القرآن الكريم، منها سورتا العنكبوت، وسورة النمل.