-

من النبي الذي دفن بعد الرسول

من النبي الذي دفن بعد الرسول
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

النبي دانيال عليه السلام

اشتهر عن الصحابة أنّهم وجدوا جسد النبي دانيال عليه السلام عندما فتحوا تستر، فأخبروا الخليفة عمر بن الخطاب، فأمرهم أن يدفنوه في قبر يجهل مكانه الناس، حتّى لا يجعلوا منه دار عبادة أو سبباً في الشرك بالله، والنبي دانيال من أنبياء بني إسرائيل، بيد أنّ وقته لا يُعلم على وجه اليقين، إلّا أنّ المعلوم وجوده بعد النبي داود وقبل النبيين زكريا ويحيى، وذلك الوقت عندما قدم بختنصر إلى بيت المقدس وخربه، فيما تجدر الإشارة إلى أنّ قصة النبي دانيال قد أُخذت من أخبار بني إسرائيل، والتي لم يثبت فيها شيء، إلّا أنّ ذلك لا يمنع الأخذ منهم شريطة عدم مخالفتها للشريعة الإسلامية، فقد قال الرسول: (...وحدثوا عن بني إسرائيلَ ولا حرجَ...).[1][2]

الخلاف في الرواية

رُوي في السير أنّ الصحابة وجدوا رجلاً ميتاً على فراشه وعند رأسه كتاباً، فُحمل الكتاب إلى عمر بن الخطاب ونُسخ إلى العربية، وهذا ورد بإسناد صحيح عن أبي العالية وقد كان ممن وجدوه، وأضاف أنّه لم يتغيّر شيء على جسده، وأنّه قد يكون متوفي منذ ثلاثمئة سنة، بيد أن كان هذا ثابت فإنّه ينفي أن يكون النبي دانيال، لأنّه لم يكن هناك نبي بين عيسى ورسول الله محمد عليهما الصلاة والسلام،[3]بيد أنّ الرأي الغالب أنّه النبي دانيال وأن تقدير الصحابة بثلاثمئة سنة جانب الصواب، فدانيال كان قبل الإسلام بثمانمئة سنة، وقد أخذه ملك الفرس وسجنه عنده، وقرائن ذلك أنّ أجساد الأنبياء تُحفظ، وأنّ الكتاب عند رأسه كتاب نبي لما تحويه من غيبيات لا تكون إلّا بالوحي، كما أنّ هذا الكتاب كان بالعبرانية فمن ترجمه هو أبي بن كعب وكان يهودياً قبل إسلامه، بالإضافة إلى ظن الصحابة بأنّه دانيال فقد علموا ذلك بقرائن لم تُذكر.[4]

خبر النبي دانيال

هو نبي من بني إسرائيل وجاء بعد موسى بزمن طويل، وفيما ورد أن بختنصر أخذه إلى فارس وألقاه مع أسدين، ومكث معهما وقتاً دون أن يهيجا عليه، وأوحى الله لنبيه إرميا في الشام أن يُعد الطعام والشراب له، فقال يا رب كيف ذاك وأنا في الأرض المقدسة وهو في بابل، فأوحى الله إليه أن يُعد ما أمره وسيرسل له من يحمله وقد كان ذلك، فلمّا وصل إلى الجب نادى يا دنيال أنا إرميا وقد أرسلني إليك ربك، فحمد الله الذي لا ينسى من ذكره ولا يُخيب من رجاه.[5]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3461، صحيح.
  2. ↑ "خبر النبي دانيال عليه السلام"، fatwa.islamweb.net، 2002-4-11، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2018. بتصرّف.
  3. ↑ ابن كثير (1988)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 48-49، جزء 2. بتصرّف.
  4. ↑ عمر سليمان الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: دار النفائس، صفحة 93. بتصرّف.
  5. ↑ المحسن بن علي التنوخي (1978)، الفرج بعد الشدة، بيروت: دار صادر، صفحة 79-82، جزء 1. بتصرّف.