-

من سنن يوم عيد الأضحى

من سنن يوم عيد الأضحى
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

استحباب الغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب

حثّت الشريعة الإسلامية على الاغتسال والتطيّب والظهور بأحسن مظهر في كل اجتماعٍ عامٍّ للمسلمين، وقد اتفاق العلماء على استحباب ذلك لصلاة العيد،[1] وقد جاء في أثر ابن عمر أنّه: (كان يغتَسِلُ يومَ الفطرِ قبل أن يَغْدو)،[2] وعن مالك أنّه قال: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.[3]

الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر

قال جمهور أهل العلم باستحباب الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريقٍ آخر وهذا مشروعٌ للإمام والمأموم على حدٍّ سواء،[4] فعَنْ جابر بن عبد الله قَالَ: (كان إذا كان يومُ عيدٍ خالَفَ الطريقَ)،[5] وفيما يلي الآراء الواردة في الحكمة من ذهاب المُصلي من طريق والعودة من طريق، والأصحّ أنه شُرع لها جميعاً، وهي:[3].

  • تمكّن المصلّي من السلام على أهل كلا الطريقين.
  • تمكّن من قضاء حاجة أصحاب الطريقين.
  • ينشر المصلِّي في عبوره وتكبيره في الطريقين شعائر الإسلام فتظهر للجميع.
  • إظهار عزّة الإسلام وأهله وإغاضة أهل الكفر والنفاق.
  • تشهد له بقاعٌ أكثر، فالمُصلِّي في ذهابه إلى المسجد وعودته منه ترفع له إحدى خطوتيه درجة وتحطُّ الأخرى عنه خطيئةً حتّى يرجع إلى منزله وفي ذلك مضاعفةٌ للأجر.

الأكل بعد صلاة عيد الأضحى

جاء من آداب عيد الأضحى ألا يأكل المسلم حتّى يرجع من صلاة العيد، إذ يستحب له أن يأكل من أضحيته إن كان له أضحية، أمّا إن لم يكن له أضحية فلا حرج له أن يأكل قبل الصلاة، هذا في عيد الأضحى في حين أنّ استحباب تعجيل أكل تمرات هو المعمول به في عيد الفطر، إذ يعدّ تعجيل الأكل إعلاناً بانتهاء الصيام، كما يباح لمن لم يجد التمر أن يفطر على غيره من الأطعمة المباحة، وقد جاء هذا الأمر بالتعجيل مبالغةً في النهي عن الصيام امتثالاً لأمر الله،[1] ومن لم يجد فيفطر على الماء تحقيقاً للاتباع، وقد قال الصنعاني في الحكمة من ذلك: لما كان إظهار كرامة الله تعالى للعباد بشرعية نحر الأضاحي، كان الأهم الابتداء بأكلها شكراً لله على ما أنعم به من شرعية النسكية الجامعة لخير الدنيا وثواب الآخرة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَخرُجُ يومَ الفِطرِ حتَّى يطعَمَ، ولا يطعَمُ يومَ الأضحى حتَّى يصلِّيَ)،[6] وقد جاء في شرح معنى (حتّى يطعَم) أي يأكل، فقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتّى يصلى العيد).[3]

التكبير يوم العيد

يعدّ التكبير يوم العيد من أعظم السنن التي وردت في الشريعة الإسلامية لقوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[7] وقد جاء عن ابن عمر أنّه: (كان يُكَبِّرُ ليلةَ الفِطرِ حتّى يَغدُوَ إلى المُصَلَّى)،[8] كما روى ابن أبي شيبة عن الزهري قوله: (كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتّى يأتوا المصلى وحتّى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا)، فقد كان التكبير مشهوراً عند السلف من حين الخروج من البيت وحتّى دخول الإمام وهذا ما نقله جماعة من المصنفين،[1] وهو في عيد الأضحى يكون من صبح يوم عرفة إلى عصر أيام التشريق وهي: اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، وقد قال الحافظ: لم يثبت في شيءٍ من ذلك عن النبي حديث، وقد كان أصحّ ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود: إنّه من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام منى، وهذا قول الشافعي وأحمد وأبو يوسف، ومحمد، وهو أيضًا مذهب عمر وابن عباس، والتكبير أيام التشريق مستحبٌ في كل وقت، فهو لا يختصّ بوقتٍ دون غيره من هذه الأيام، وقد اختلف العلماء فيمن يؤدّي التكبير فمنهم من قال يكون للرجال دون النساء، وفي وقتها قصرها بعضهم على أعقاب الصلوات، ومنهم من خصّ التكبير بالصلاة المكتوبة دوناً عن النافلة أو أن يكون التكبير فقط عقب الصلاة المؤدّاة دون الصلاة المقضية، ومنهم من خصّها بالجماعة دون المنفرد أو بالمقيم دون المسافر إلا أنّ ما اختاره البخاري هو أنّ التكبير يشمل جميع هذه الأحوال وهذا ما نصّت عليه الآثار،[4] أمّا صفة التكبير فقد وردت صيغتها عن ابن مسعود أنّه كان يُكبِّر أيام التشريق،[1]فيقول: (اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ)،[9] وعن ابن عمر أنّه كان يقول: (اللهُ أكبرُ كبيرًا اللهُ أكبرُ كبيرًا اللهُ أكبرُ وأجلُّ اللهُ أكبرُ على ما هَدَانا).[10]

التهنئة

يتبادل الناس في أيام العيد عباراتٍ طيبةٍ من قبيل (تقبل الله منا ومنكم) و(عيد مبارك)، وهي عبارات تظهر مكارم الأخلاق وتعكس مظهراً اجتماعياً حسناً بين المسلمين تسهم في توادهم وتواصلهم، فهي تهنئةٌ مباحة لما رُوي عن التابعي جبير بن نفير قوله: (كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ)،[11] مما يدلّنا على أنّها كانت معروفةً لدى الصحابة أنّهم كانوا إن حصل ما يسرُّ لأحدهم كأن يتوب الله عليه هنّأه الصحابة بذلك، وقد أحلّ التهنئة أهل العلم كالإمام أحمد وغيره.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج الشيخ محمد بن صالح المنجد (7_12_2008)، "ما هي السنن والآداب التي نفعلها يوم العيد ؟."، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 22_1_2018. بتصرّف.
  2. ↑ رواه النووي، في المجموع، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 5/6، أثر صحيح.
  3. ^ أ ب ت محمد حسن يوسف، "سنن العيدين"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 22_1_2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب السيد سابق، فقه السنة، القاهرة: دار مصر للطباعة، صفحة 229،234، جزء الأول. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 4776، صحيح.
  6. ↑ رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 137، صحيح.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  8. ↑ رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 1/548، صحيح أو حسن.
  9. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن ابنِ مسعودٍ، الصفحة أو الرقم: 3/125، إسناده صحيح.
  10. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عكرمة مولى ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/126، إسناده صحيح.
  11. ↑ رواه الألباني، في تمام المنة، عن جبير بن نفير، الصفحة أو الرقم: 354، إسناده صحيح.