من أين يحرم أهل مكة
الحج والعمرة
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرضٌ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ قادرٍ على القيام به، قال تعالى في سورة عمران: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾، والعمرة من العبادات التي تقرِّب المسلم من الله عز وجل.
يعتبرالحج من الأعمال التي تدرّب النفس على تحمّل المصاعب والمشّقات، فالمسلم يترك أهله وبلده ويخرج لتلبية نداء الرحمن، ويتوّحد الناس جميعاً باختلاف بلدانهم وأعراقهم ولغاتهم وألوانهم، لا فرق بينهم يوم الحج، فالكل يلبس الرداء الأبيض ويرددون نشيداً واحداً بشكلٍ جماعي هو التلبية.
تتحقق في الحج المساواة بين المسلمين فلا يوجد هناك متسع للطائفية أو الإقليمية وإنما الكل يتجهون إلى ربٍ واحدٍ ويتبعون رسولاً واحداً، فيشعر المسلم بأخيه المسلم، فهو يعتبر كمؤتمر سنوي يُقدِم عليه الجميع من شتى بقاع الأرض فيصل المسلم خائفاً ويائساً ويحمل من الهموم الكثير، وعندما ينتهي من تأدية المناسك يرجع مستبشراً ومقبلاً على طاعة الله ولا يضع بالاً لمشاكل الدنيا وهمومها.
للجج والعمرة أركانٌ وشروطٌ يجب على من يقبل عليهما أن يعرفها حتى لا يخطىء في أمرٍ ما فيتوجب عليه أحكاماً معينة، ومن أول خطوات الحج والعمرة الإحرام.
الإحرام
هذه خطوات الإحرام:
النية
- الإفراد: وهو أن ينوي المسلم الحج فقط، ثم إذا أراد أن يعتمر يعود ويحرم مرةً أخرى.
- القِران: وهو أن ينوي المسلم الحج والعمرة في آنٍ واحدٍ وبإحرامٍ واحدٍ.
- التمتّع: وهو أن ينوي المسلم بإحرامه العمرة فقط وعندما يتحلل من الإحرام ينوي بإحرامه الحج مرةً أخرى يوم التروية.
الميقات المكاني
هو المكان الذي حدده الرسول صلى الله عليه وسلّم لابتداء الإحرام، فقد حددت السنة النبوية المكان الذي يحرم منه القادم للحج أو العمرة تبعاً لمكان القدوم، وبعد أن يحرِم المسلم من مكان الإحرام تبدأ خطوات الحج أو العمرة، وهناك أمورٌ يجب أن يلتزم بها المحرِم لكي لا يفسد إحرامه ويعود ويحرم مرةً أخرى.
إحرام أهل مكة
من كان مقيماً أو غير مقيم في مكة وكان ينوي الحج، فإحرامه يكون من نفس مكانه من مكة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم، بينما من كان ينوي العمرة فعليه أن يحرِم من منطقة التنعيم كما ورد عن النبي عندما طلب من عبد الرحمن بن أبي بكرٍ بأن يُحرِم عائشة رضي الله عنها من التنعيم.