من أين خلقت المرأة
من أين خلقت المرأة
اختلفَ العلماء في خلق حواء، فذهب أكثرُ المفسرين إلى أنّها خلقت من ضلع آدم عليه السلام، وقد استدلوا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)،[1]فالله جلّ وعلا خلق في بداية الأمر آدم عليه السلام، ثمّ خلق من آدم زوجَه حواء، وقد ذهب آخرون إلى القول بأنّ حواء خُلقت من جنس النّفس التي خُلِق منها آدم، وقد استدلوا على ذلك بأنّ حرف الجرّ (من) في قوله تعالى "وخلق منها زوجها" لم يُرَد به التبعيض، حتى يُقال إنّ حواء خُلقت من آدم فهي بضعة منه، وإنّما أريد به المُماثلة بأنّ الله تعالى خلق حواء من النفس التي خُلق منها آدم، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه قوله أنّها خُلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر، وقد استدلّ القائلون بخلقها من ضلع آدم بالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه: (استوصُوا بالنساءِ، فإنَّ المرأةَ خُلقتْ من ضِلعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُه كسرتَه، وإن تركتَه لم يزلْ أعوجَ ، فاستوصُوا بالنِّساءِ).[2]
رأى آخرون أنّ خلق المرأة من الضلع إنّما أُريد به التشبيه، والتصوير، وليس معنى الضلع تحديداً، أي أنّ المرأة خُلقت معوجّةً في طبعها كحال الضلع المُعوجّ، ونُقل عن الألباني قوله بعدم ثبوت حديث صحيح ينصّ صراحة على خلق حواء من ضلع آدم عليه السلام، وإن كان أكثرُ المفسرين يعتقدون بذلك.[3]
تفسير الإمام الشعراوي لمعنى الضلع الأعوج
فسّر الإمام الشعراوي الضلعَ الأعوج في الحديث تفسيراً لطيفاً يراعي فيه شعور المرأة، فقال بأنّ معنى الضلع الأعوج ليس فيه انتقاص من المرأة، وإنّما هو دلالة على اختصاصها بطبيعة تختلف عن الرجل، وهو دلالة كذلك على استقامتها للمهامّ التي أُنيطت بها في الحياة، فالمرأة يغلب فيها جانب العاطفة على العقل، ليناسب المهامّ التي تقوم بها من رعاية الأطفال، والحنوّ عليهم، بينما ترى الرجل يغلب فيه جانب العقل على العاطفة، ليتناسب مع واجباته ومهامّه في الحياة.[4]
آيات وعبر في خلق المرأة
تحدّث شيخ الإسلام ابن تيمية عن خلق آدم وحواء عليهما السلام، فالله عزّ وجلّ خلق آدم أولاً، ثمّ خلق حواء من ضلعه، ثمّ خلق جميع الخلائق من نسلهما، فكان ذلك الخلقُ أعجبَ من خلق المسيح في بطن أمه، ورأى ابنُ القيم أنّ الله عزّ وجلّ يُري خلقَه قدرتَه الكاملة في خلق الناس على وجوه متنوعة، وفق مشيئته وحكمته، فقد خلق آدم من غير ذكر أو أنثى، وخلق حواء من ذكر دون أنثى، وخلق المسيح من أنثى دون ذكر، بينما خلق الناس جميعا من ذكر وأنثى.[5]
المراجع
- ↑ سورة النساء ، آية: 1.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3331، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ محمد بن علي بن جميل المطري (2016-1-5)، "هل خلقت حواء من ضلع آدم عليهما السلام؟!"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-20. بتصرّف.
- ↑ د.رشيد كهوس (2009-10-4)، "هل خلقت المرأة من ضلع أعوج؟!"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-20. بتصرّف.
- ↑ " الأدلة الشرعية على أن خلق آدم كان قبل خلق حواء عليهما السلام ، وأن الله خلقها منه "، الإسلام سؤال وجواب ، 2012-9-9، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-20. بتصرّف.