-

تعريف العولمة لغة واصطلاحاً

تعريف العولمة لغة واصطلاحاً
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العولمة لغة

العولمة في اللغة هي مصدر الفعل عَولَمَ، وهي ما يُعبّر عن انتقال المعلومات والسلع، ورؤس الأموال، والتكنولوجيا، ومختلف المنتجات الإعلامية والثقافية بحرية تامة بين المجتمعات الإنسانية، ولا تقتصر العولمة على ما ذُكر سابقاً فقط، بل تتعداه أيضاً إلى تنقل البشر ذاتهم، وكأن العالم أضحى قرية صغيرة،[1] وإن مصطلح العولمة إنما يشير إلى جعل الأمور ذات صبغة عالمية، وتحويل العالم إلى حضارة واحدة لها اتجاه واحد، وقد تُرجِمت كلمة العولمة من المصطلح الإنجليزي (Globalization) والذي كان أول ظهور له في الولايات المتحدة الأمريكية بمعنى أن يتم تعميم الأمور لتشمل العالم أجمع، وتُستخدم أيضاً كلمة الكوكبة لتدل على معنى مثيل للعولمة، وهي مأخوذة من كلمة الكوكب، وتشير إلى كوكب الأرض الذي يعيش عليه البشر، كما تُستخدَم كلمة الكونية، والمأخوذة من كلمة الكون، والتي تدل على توحيد الكون بأكمله.[2]

وعندما يُقال عولمة رأس المال فإن المقصود هو ازدياد الارتباط والاتصالات بين مختلف الأسواق العالمية، أما عولمة الثقافة فهي تعني زيادة الروابط غير الحكومية، وتزايد التنسيق بين مصالح الأفراد المختلفة ومصالح الجماعات لتصل إلى ما يُعرف باسم الشبكة الدولية، وهي شبكات مترابطة ومتشاركة في مختلف أمورها ومصالحها، وعَوْلَم الشّيء؛ أي أعطاه طابعاً عالمياً بوجه عام، وعَوْلم النظام؛ أي جعل النظام عالمياً يشتمل على دول العالم بأكملها، أما العولمة الأمريكية فيُقصَد بها اتجاه أمريكا نحو الهيمنة على العالم.[1]

العولمة اصطلاحاً

لم يتفق المفكرون على صياغة محددة لمعنى العولمة في الاصطلاح، فمنهم من عرّف العولمة بأنها نظام عالمي جديد يقوم في أساسه على العقل الإلكتروني وثورة المعلومات والإبداع التقني اللامحدود، وبصرف النظر عن العادات والتقاليد والأعراف السائدة، وبغض النظر عن الحدود الجغرافية أو السياسية بين الدول، كما عرّفها بعض آخر بأنها قوى عالمية مهيمنة لا يمكن السيطرة عليها، وهذه القوى تتبع للشركات الدولية والمؤسسات المتعددة الجنسيات والتي لا تعود لأي دولة قومية محددة.[3]

ويمكن القول إن مصطلح العولمة هو مصطلح غامض إلى حد ما، وهي عبارة عن مفهوم شامل يصف التغيير المستمر والمتواصل في أنحاء العالم، كما يمكن إجمال هذا المصطلح في أربعة مفاهيم أساسية، وهي كالآتي:[4]

العولمة ظاهرة اقتصادية

حيث تعبر العولمة عن الارتباط القائم على رؤوس الأموال والمعلومات بين مختلف المجتمعات البشرية، والعولمة كظاهرة اقتصادية كما عرّفتها اللجنة الأوروبية، هي عبارة عن عملية يتم من خلالها اعتماد الأسواق الدولية على بعضها البعض في إنتاجها، وذلك بسبب التغيرات الحاصلة في انتقال رؤوس الأموال والتكنولوجيا وانتقال السلع والخدمات المختلفة، كما ورد عن الباحث الإنجليزي أنتوني جيدنز أن العولمة هي مرحلة تصبح فيها العلاقات الاجتماعية مكثفة.[4]

ويقصد بذلك أنه سيصبح من الصعب الفصل بين العلاقات حيث سترتبط ببعضها سواء كانت محلية أو عالمية، ويكون الارتباط شاملاً ومن الجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية والإنسانية، وبحسب ما قدّر الباحثون في أمر العولمة كظاهرة اقتصادية فإنها سوف تؤدي إلى حدوث كفاءة اقتصادية عالية، كما ستسمح بحدوث تبادل كبير للموارد من خلال اتصال الاقتصاديات ببعضها البعض ومن ثم إلغاء القيود غير الاقتصادية المفروضة على التجارة الخارجية.[4]

العولمة ثورة سياسية تكنولوجية

والمقصود بمعنى العولمة ثورة تكنولوجية وسياسية هي أنها عميلة انتقالية يتم فيها تحول كبير من الرأسمالية الصناعية إلى ما بعد المجتمع الصناعي بواسطة عمليات تكنولوجية تدعم السوق العالمية من خلال تنفيذ سياسات مالية وتكنولوجية واقتصادية عظيمة، وفي العولمة يصبح الناس متقاربين أكثر فأكثر، وتتلاشى الفروقات فيما بينهم، ويتحدون من خلال إذابة الحواجز فيما بينهم على مختلف الأصعدة، وباختلاف الزمان والمكان، بحيث يصبح العالم أشبه بقرية صغيرة.[4]

العولمة هيمنة أمريكية

وقد خرج بهذا التعريف المفكر الياباني توكو ياما، حيث رأى أن القدرات التكنولوجية الأمريكية والمؤسسات الخاصة بها نمت وتطورت في الفترة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث رأى أن الحرب الباردة التي حصلت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي كانت المحصلة للحركات والمعارك الإيديولوجية بين الدولتين، أما الرأسمالية فقد انتصرت على الشيوعية بسقوط الاتحاد السوفياتي، وكل تلك الأمور مجتمعة أدت إلى ظهور العولمة والتي يمكن القول إنها نتجت من انتصار ظواهر التحدث وسيادة الديمقراطية.[4]

العولمة حقبة تاريخية من الزمن

استند مَن عرّف العولمة على أنها حقبة تاريخية إلى كونها الفترة التي ظهرت بعد الحرب الباردة من الناحية التاريخية، كما رأى أن الفترة التي ظهرت بها العولمة هي فترة تاريخية تدل على مختلف التغيرات والتحولات التي حدثت في مختلف دول العالم وفيما بينها، وقد بدت آثارها ظاهرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على السواء، والعولمة كظاهرة حتمية تاريخية استطاعت أن تفرض تأثيراتها على الجماعات الإنسانية بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، وإن فكرة استيعاب العولمة والتماشي معها مؤقتاً ليست فكرة جيدة عل الإطلاق بل إنه وكما يراه الباحثون أمراً هزلياً، حيث إنه مهما لاقت العولمة من تأييد أو رفض، ومهما نتج عنها من أمور إيجابية وسلبية فستبقى ظاهرة حتمية تاريخية متوغلة وتتعمق في الشعوب باستمرار.[4]

أصل مصطلح العولمة

في البحث عن أصل كلمة العولمة في المعاجم، وردت الكلمة أول مرة في معجم أوكسفورد (بالإنجليزية: Oxford Dictionary) في عام 1930م، أما في معجم ميريام وبستر (بالإنجليزية: Merriam-Webster Dictionary) فقد وردت لأول مرة في عام 1951م، وفي عام 1960م بدأ علماء الاجتماع والاقتصاد يستخدمون الكلمة على نطاق واسع، وبعد ذلك بعامين أي في عام 1962م قام مارشال ماكلوهان (بالإنجليزية: Marshall McLuhan) الكندي الأصل بتحليلات عدة على وسائل الإعلام ومدى تأثيرها في المجتمعات، وأسفرت نتائج دراساته عن صياغة مصطلح جديد وهو القرية العالمية (بالإنجليزية: Global Village).[5]

وبعد أن سقط جدار برلين وانتهت الحرب الباردة، بدأت كلمة العولمة تنتشر بشكل كبير وأصبحت الكلمة تعبّر عن مختلف أنحاء العالم وكأن العالم بدا كوكباً صغيراً، وأصبحت لها شعبية كبيرة خاصة بعد أن بدأ تيد ليفيت (بالإنجليزية: Ted Levitt) يفكر فيها ويحللها ويدرس آثارها، حتى إن البعض بدأوا يفكرون بأنه هو من أوجد الكلمة، وبعد أن شاع استعمال الكلمة أصبحت تُستعمل لتدل على مدى تدفق رؤوس الأموال، والخدمات، كما أصبحت تنطبق على كل شي له صبغة عالمية ويُنسب إليها، كالثقافة العالمية، والمعتقدات العالمية، والمجتمع العالمي، وغيرها، والجدير بالذكر أنه لم يُعرف إلى الآن من هو الذي أوجد كلمة العولمة وظهر بها على وجه التحديد.[5]

فيديو مفهوم العولمة

تعرف على مفهوم العولمة في الفيديو.

المراجع

  1. ^ أ ب "تعريف ومعنى عولمة في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-21. بتصرّف.
  2. ↑ "العولمة : مفهوم نشأة اهداف"، www.ahewar.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-21. بتصرّف.
  3. ↑ علاء الدين ناطوريه، العولمة وأثرها في العالم الثالث: التحدي والاستجابة، صفحة 9-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح ، العولمة: في المفهوم والمظاهر والآثار، صفحة 85-87. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "GLOBALIZATION – ORIGIN OF THE WORD?", www.mrglobalization.com,2010-7-21، Retrieved 2018-3-23. Edited.