-

حدود الله

حدود الله
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف حدود الله

يُشير معنى الحدّ في اللغة إلى المنع، وأمّا معنى حدود الله اصطلاحاُ فهي ما قدّرته الشريعة الإسلاميّة من عقوباتٍ، لتكون زاجرةً مانعةً عن أسبابها المحصورة، وهذه العقوبات هي حقٌّ لله -تعالى-، فيخرجُ من هذا التعريف القصاص؛ لأنه حقٌّ للعبد، كما تخرج عقوبة التعزيز؛ لأنّها غير مقدّرة شرعاً، ومن الأمثلة على حدود الله: حدّ الزنا، وحدّ السرقة، وحدّ الحرابة، وقد اختلف علماءُ الأمّة الإسلاميّة في حدِّ القذف إن كان حقّاً لله -تعالى- أم حقّاً للعبد، فمن ذهب إلى الاعتقاد بأنّه حقٌّ لله -تعالى- لم يجوّز للعبد العفوَ فيه، أمّا من اعتقد بأنّه من حقوق الناس أجاز للعبد العفوَ فيه، وممّا يجب العلم به أنّ حدود الله يشرُعُ العفوُ فيها إن لم يصل أمرها إلى وليّ الأمر، أمّا إن وصل بعد ثبوت البيّنة، وشهادة الشهود فيجب تطبيقها من قِبَل وليّ الأمر، ولا يجوز العفو عنها أو الشفاعة فيها.[1]

الغاية من تشريع الحدود

تتجلّى حكمة الشريعة الإسلاميّة في وضع الحدود أنّ في إقامتها تحقيقٌ لأمن المجتمع الإسلاميّ، وهي رادعٌ للمفسدين عن استحلال حُرُمات الناس أو التعدّي على أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، فقد أعطى الله -تعالى- لعباده فرصةً للتوبة من المعاصي والذنوب، فمن أصرّ على الذنب وتجاوز حدود الله -تعالى- بالاعتداء على حقوق الناس فقد أوجبت الشريعة إقامة الحدّ عليه؛ ليكون ذلك رادعاً لأمثاله عن اقتراف تلك المعاصي، كما تتجلّى حكمة الشرع في إقامة الحدود أنّها تُطهِّر العاصي من الذنب.[2]

وقف إقامة الحد لانتفاء شروطه

ذكرت كتب التاريخ موقف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما أوقف تطبيق حد السرقة عام الرمادة دون تعطيل الحد؛ بسبب عدم تحقّق شروط إقامة الحدّ، ومنها: الاختيار، فقد اضّطر بعض الناس في عام الرمادة إلى أكل ما ليس ملكاً لهم؛ بسبب إشرافهم على الهلاك، فأوقف عمر -رضي الله عنه- تنفيذ الحدّ استناداً إلى القاعدة الشرعيّة التي تنصّ على أنّ الضرورات تبيحُ المحظورات.[3]

المراجع

  1. ↑ "الحدود حق لله تعالى "، www.islamqa.info، 2017-11-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-8. بتصرّف.
  2. ↑ "حكمة مشروعية الحدود / من موسوعة الفقه الإسلامي "، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-8. بتصرّف.
  3. ↑ إياد كامل إبراهيم الزيباري (1971)، سياسة التدرج في تطبيق الأحكام الشرعية ، بيروت : دار الكتب العلمية، صفحة 189-190. بتصرّف.