من قوم يأجوج ومأجوج
علامات الساعة
جعل الله سبحانه وتعالى لقيام السّاعة واقتراب يوم القيامة علاماتٍ صغرى وكبرى، وهذه العلامات إنّما تؤذن بقرب حلولها واقتراب موعدها، ومن بين تلك العلامات الكبرى تأتي علامة خروج يأجوج ومأجوج التي تحدّث عنها النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الأحاديث النّبويّة الشّريفة، وقد جاء حديث النّبي عنها لتحذير أمّته من خطورتها وفتنتها وشرّها، فما هي قصّة قوم يأجوج ومأجوج؟ وما هي صفتهم؟ وكيف يكون خروجهم وهلاكهم؟
تعريف يأجوج ومأجوج
إنّ يأجوج ومأجوج أقوام كانوا في الزّمن القديم، وتحديدًا عندما حكم ذو القرنين الملك الصّالح الذي بلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها، وقد كان قوم يأجوج ومأجوج في غاية الشّراسة والهمجيّة، حتّى إنّ الأقوام التي كانت تجاورهم كانت تشتكي من أذاهم وإفسادهم الدّائم، وفي يومٍ من الأيام شاء الله سبحانه وتعالى أن يلتقي ذو القرنين القوم المجاورين لهم، فعرض هؤلاء القوم على ذي القرنين أن يبني حاجزًا وسدًّا بينهم وبين هؤلاء القوم المفسدين، فشرع ذو القرنين بعدها ببناء السّدّ مستعينًا بالله تعالى واحتسابًا للأجر من عنده حيث جعل في السّدّ الحديد وأفرع عليه النّحاس حتّى صار سدًا منيعًا محكمًا، ومنذ ذلك الوقت وقوم يأجوج ومأجوج يحفرون في هذا السّدّ حتّى يخرجوا منه.
صفتهم الخلقيّة
وصف النّبي عليه الصّلاة والسّلام قوم يأجوج ومأجوج صفات خلقيّة منها أنّهم قوم عراض الجباه، صغار الأعين، صهب الشّغاف أي يميل سواد شعورهم إلى الحمرة، وجوههم كأنّها المجانّ المطرقة أي كأنّها التّروس والمطرقة أي المليئة اللّحم، وهم قوم قصار القامة، أمّا طبيعتهم فهم قوم همجيّون لا يعرفون رحمة لا يرقبون في أحدٍ إلّاً ولا ذمة.
خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم
يشاء الله في يومٍ من الأيام أن يخرج قوم يأجوج ومأجوج بعد أن يتعرّفوا على كلمة السّر في فتح هذا السّدّ وهي قول إن شاء الله، فيخرجون من كلّ حدبٍ فلا يتركون ماء في الأرض ولا نهرًا إلا شربوه وأنضبوه، ولا يتركون مكانًا أو مدينة إلا عاثوا فيها الفساد، وعندما ينزل سيّدنا عيسى عليه السّلام يأمره الله تعالى أن يحرّز بالمؤمنين إلى الطور بعيدًا عن فساد يأجوج ومأجوج، ثمّ يدعو عيسى عليه السّلام على يأجوج ومأجوج فيرسل الله تعالى النّغف في أقفائهم فيهلكون ويموتون، ثمّ يدعو الله تعالى أن يرسل طيرًا تأخذ جيفهم النتنة ويطهّر الأرض منها، ثمّ تمطر السماء مطرًا عزيزًا يطهّر الأرض ويعيد النّبات والشّجر والماء لتأخذ الأرض ألقها من جديد.