-

حلول للاحتباس الحراري

حلول للاحتباس الحراري
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ما هو الاحتباس الحراري

إن الاحتباس الحراري مصطلح أطلقه العالم الكيماوي السويدي سفانتى أرينيوس؛ حيثُ أوجد نظرية أن الوقود الأحفوري المحروق يرفع من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض. كما أن ازدياد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض قُرابة 4-5 درجات مئوية.[1]

إن الاحتباس الحراري يعني الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة القريبة من الغلاف الجوي الملامسة لسطح الأرض. والانبعاث الزائد لغازات الدفيئة أو ما يُسمّى بغازات الصوبة الخضراء هو سبب هذا الارتفاع. أمّا من منظور العلماء فيُقصد بالاحتباس الحراري الارتفاعُ في درجة حرارة بيئةٍ ما بسبب اختلاف تدفق الطاقة الحرارية من البيئة وإليها، ويُطلق بالعادة على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها.[1]

أسباب الاحتباس الحراري

تمتص الأرض الطاقة الحرارية التي تصل إليها من أشعة الشمس، وتؤدي هذه الطاقة إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، إضافةً إلى دورها في تبخير المياه على سطح الأرض، وعلى غِرار ذلك تفقد الأرض طاقتها الحرارية بسبب الإشعاعات الطويلة (الأشعة تحت الحمراء) التي تنبعث منها إلى الفضاء الخارجي، وبهذا يكون معدل اكتساب الأرض للطاقة الشمسية مساوياً لمعدل فقدانها لطاقة الإشعاع الأرضي المنبعثة منها، ويُسمى هذا بالاتزان الحراري الذي يعمل على ثبات درجة حرارة الأرض عند درجة حرارة 15 مئوية. ولغازات الدفيئة دورٌ كبيرٌ في الحفاظ على درجة حرارة الأرض؛ إذ تمتص الأرض الطاقة الشمسية وتعكس جزءاً منها إلى الفضاء، والجزء المتبقي من تلك الطاقة يتم امتصاصه بواسطة غازات الدفيئة.[2]

تمتص غازات الدفيئة الجزء المتبقي من الطاقة الشمسية (التي تمتصها الأرض)، كما تقوم تلك الغازات بامتصاص جزءٍ من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض إلى الفضاء؛ إذ تحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة ثابتة للأرض، ولولا تلك الغازات لوصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى 18 درجة تحت الصفر، ومن أهم غازات الدفيئة: غاز أكسيد النيروز الذي يتكون من تفاعلات ميكروبية تحدث في التربة والمياه، وغاز الميثان الذي ينتج من مياه المستنقعات الآسنة، وأيضاً ينتج من تفاعلات ميكروبية في حقول الأرز ومن حرق الأشجار، والنباتات، ومخلفات الحيوانات، وغازات الكلوروفلوروكربون التي لها دور في ثقب طبقة الأوزون، وأخيراً غاز الأوزون الموجود في الطبقات السفلى للجو.[1][2]

ازدادت غازات الدفيئة مؤخراً لتصبح فائضاً عمّا يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض، والسبب في ذلك نشاطات الإنسان الصناعية المتزايدة، فتلك الكميات الإضافية من غازات الدفيئة يؤدي وجودها في الغلاف الجوي إلى الحفاظ على كميةٍ أكبر من الطاقة، وبهذا تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع وحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.[2]

مخاطر الاحتباس الحراري

للاحتباس الحراري مخاطرٌ كبيرة على حياة الإنسان على سطح الأرض واستقراره فيها، وكذلك تُشكل خطراً على أشكال الحياة كافة على سطح الأرض. حذر من تلك المخاطر خبراء البيئة والمناخ في أنحاءٍ شتى من العالم، ولقد نبّه العلماء إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى ذوبان كميات كبيرة من الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي؛ وبهذا سيرتفع مستوى البحار والمحيطات في العالم، ممّا سيؤثر بدوره على سكان المناطق الساحلية، إضافة إلى غَرَق بعض الجُزر بسبب المياه. وستصبح البحار كذلك ذات درجة حرارة مرتفعة، وسيشكّل ارتفاع الحرارة هذا خطراً على حياة الكائنات البحرية، مما قد يعرّضها للموت؛ كالشعاب المرجانية، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الحموضة في المسطحات المائية نظراً لذوبان غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبٍ كبيرةٍ في المياه.[3]

يُعدّ الاحتباس الحراري سبباً من أسباب زيادة أعداد الذين يعانون من نقص في مياه الشرب، كذلك تتأثر المزروعات بسبب قلة خصوبة التربة وتغيّر أوقات تساقط الأمطار مما يُهدد بالتصحر. كما أن ارتفاع الحرارة يُهيئ ظروفاً مناسبة لانتشار الحشرات التي تنقل الأمراض كالبعوض الذي يحمل مرض الملاريا. وينجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري أيضاً زيادةٌ كبيرةٌ في تركيز بعض الغازات في الغلاف الجوي كغاز الميثان، والنتروجين، وبخار الماء، والتي لا يجب أن يزيد تركيزها عن 350 جزء من مليون كما قدّر العلماء.[3]

حلول للاحتباس الحراري

إن أسهل طريقة لمواجهة الاحتباس الحراري هو زيادة الوعي لدى الناس، عن طريق عقد الندوات والمحاضرات مثلاً، إضافةً إلى العمل على ترشيد استهلاك الطاقة، وتقليل تشغيل المحطات، وبهذا يقل استخدام الغاز. والحل الأكثر فاعليّة يأتي بعد ذلك؛ إذ يجب العمل على تطوير تكنولوجيا إنتاج الطاقة، بحيث يقل استخدام الوقود في الإنتاج، ومثال ذلك صناعة السيارات التي شهدت تطوراً في تصنيع محركات التربو؛ إذ تم رفع كفاءة المحرك بشكل واضح. لتقليل استخدام الغاز أيضاً يلجأ البعض إلى استخدام الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، والطاقة الضوئية، وطاقة الرياح التي تُستخدم في تحريك طواحين الهواء.[4]

ترى بعض منظمات البيئة أن الاعتماد على الفحم في صناعة الأسمنت وإنتاج الطاقة كوقود أساسي، يُعتبر تحدّياً لما صدر في الإتفاقيات الدولية من توصيات، ومنها اتفاقية كيوتو، والسبب أن الفحم يتم إنتاجه بحرق مقدار طاقة أقل، ونسبة غاز ثاني أكسيد الكربون أكبر مقارنة مع النفط. فاستخدام الفحم يوفّر جزءاً لا بَأس به من الطاقة، لذلك استطاعت تكنولوجيا الحرق في السنوات الأخيرة أن ترفع من كفاءة حرق الفحم لجعله منافساً قوياً للبترول، بالرغم من احتلال مصر المرتبة الثامنة والعشرين في إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون، عدا عن تصدّر الهند، والصين، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي رأس القائمة في ذلك الإنتاج، إلا أن تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون ما زال حوالي 380 جزء في المليون، لذلك توجهت الجهات العلمية المختصة في القرن الماضي إلى تخزين الغاز.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب ت فريق التحرير (27-10-2017)، "ظاهرة الاحتباس الحراري … تعريفها وأسبابها"، al3loom، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت وداد السعودي (30-3-2016)، "هذه هي الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري"، arabiaweather، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب المهندس أمجد قاسم (29-6-2011)، "مخاطر الاحتباس الحراري على الحياة على كوكب الأرض"، al3loom، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد عبد العزيز الكمار (26-4-2014)، "حلول لمواجهة الإحتباس الحراري"، elwatannews، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.