-

الحديث والسيرة

الحديث والسيرة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تركة الرسول الكريم

توفّي النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام تاركًا وراءه سيرته النّبويّة العطرة التي تضمّنت جميع ما يتعلّق بالنّبي عليه الصّلاة والسّلام من نسبٍ وولادة ونشأة ومواقف وأحداث وغزوات، كما ترك النّبي الكريم وراءه كثيرًا من الأحاديث النّبويّة الشّريفة، التي اعتبرت أحد مصادر التّشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، والتي شكّلت منارة للمسلمين ومرجعًا لهم في حياتهم ومعاملاتهم وتشريعاتهم، وممّا يعزّي المسلمين على امتداد المعمورة بمصيبة فقْد أطهر القلوب وأشرفها وجود هذه التّركة العظيمة من السّيرة والأحاديث النّبويّة الشّريفة لسيد الخلق وخاتم الأنبياء محمّد عليه الصّلاة والسّلام، فما هو تعريف الحديث النّبوي الشّريف؟ وما تعريف السّيرة النّبويّة؟

تعريف الحديث النّبوي الشّريف

يعرّف العلماء الحديث النّبوي الشّريف بأنّه كلّ ما ورد عن النّبي محّمد عليه الصّلاة والسّلام من فعلٍ أو قولٍ أو تقرير أو صفة، والحديث النّبوي الشّريف له خصائص مميّزة له عن بقية أحاديث البشر من ناحية أنّ مصدره الوحي، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحي يوحي)، وبالتّالي فإنّ الخطأ والنّسيان والهوى لا يكون في أحاديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام، كما يكون في كلام البشر؛ لأنّ مصدره الله سبحانه وتعالى، كما أنّ كلام النّبوة من خصائصه أنّه يشتمل على جوامع الكلم أي العبارات البليغة الفصيحة التي تختزل في عباراتها كنور المعاني والعبر والأحكام، وقد اهتم علماء الإسلام بالحديث النّبوي الشّريف، وتعود أوّل محاولةٍ جادّة لجمع الأحاديث وتصنيفها في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وتحديدًا على يد الإمام محمّد بن شهاب الزّهري، وقد تطوّر علم الحديث بعدها وانبرى كثيرٌ من العلماء لجمع الأحاديث وتصنيفها ما بين حديثٍ صحيح وحديثٍ حسن وحديث ضعيف وغير ذلك، وقد برز في هذا العلم أئمة كبار مثل الإمام البخاري والإمام مسلم والتّرمذي والنّسائي وابن ماجه وابن داوود.

تعريف السّيرة النّبويّة

أمّا السّيرة النّبويّة الشّريفة فكانت تتعلّق بكلّ ما يخصّ شخص النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وحياته منذ ولادته إلى حين وفاته، وقد كان رائد علوم السّيرة النّبويّة الإمام محمد ابن اسحق الذي جاء بعده ابن هشام ونقل عنه الكثير، والسّيرة النّبويّة تختلف عن كتب الحديث في أنّها قد تشتمل على كثير من الأحاديث التي لم تصحّ عن النّبي الكريم، كما وردت فيها بعض الإسرائيليّات.