أحاديث عن رمضان وفضله
استقبال شهر رمضان
يحتاج المسلم عند قرب حلول شهر رمضان إلى التهيئة لاستقباله، فمن أوجه الاستعداد أن يُقبل المسلم بالتوبة إلى الله تعالى، واستشعار الأجر والفضل العظيم من الصيام وقيامه وذلك من خلال تجديد النيّة لله تعالى، واستثمار أيام الشهر جيداً لأهميتها بقراءة القرآن وتدبر وتمعن معانيه، ولزوم الدعاء لكونه شهر الدعاء المُستجاب بإذن الله،[1] قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[2]
أحاديث عن رمضان وفضله
ذُكِرَت أحاديث عديدة في السنّة النبويّة حول شهر رمضان وفضله، يُذكر منها الآتي:[3]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[4]
- عن حمزة الأسلمي قال: (يا رَسولَ اللهِ، أَجِدُ بي قُوَّةً علَى الصِّيَامِ في السَّفَرِ، فَهلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هي رُخْصَةٌ مِنَ اللهِ، فمَن أَخَذَ بهَا، فَحَسَنٌ وَمَن أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فلا جُنَاحَ عليه).[5]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في السَّفَرِ، فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا المُفْطِرُ، قالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا في يَومٍ حَارٍّ، أَكْثَرُنَا ظِلًّا صَاحِبُ الكِسَاءِ، وَمِنَّا مَن يَتَّقِي الشَّمْسَ بيَدِهِ، قالَ: فَسَقَطَ الصُّوَّامُ، وَقَامَ المُفْطِرُونَ، فَضَرَبُوا الأبْنِيَةِ وَسَقَوْا الرِّكَابَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَهَبَ المُفْطِرُونَ اليومَ بالأجْرِ).[6]
- عن عبدالله بن عمر قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى النَّاسِ، صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، علَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ).[7]
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (يا رسولَ اللهِ، إنْ وافقْتُ ليلةَ القَدْرِ، فما أدعو؟ قال: قولي: اللهُمَّ إنك عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ، فاعفُ عني).[8]
- عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).[9]
- قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ).[10]
- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ثلاثٌ من كُلِّ شهْرٍ، و رَمضانُ إلى رمضانَ، فهَذا صِيامُ الدهْرِ كًُلِّهِ).[11]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من فطَّرَ صائمًا كُتِبَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، إلَّا أنَّهُ لا ينقصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا ومن جَهَّزَ غازيًا في سبيلِ اللَّهِ أو خلفَهُ في أَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ، مثلُ أجرِ الغازي إلَّا أنَّهُ لا ينقصُ من أجرِ الغازي شيئًا).[12]
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ).[13]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).[14]
- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[15]
فضل شهر رمضان
لشهر رمضان المبارك فضائل عديدة، ففيه نَزَلَ القرآن الكريم، والصيام فيه فرض وارتبط بأركان الإسلام الخمسة، وفي هذا الشهر تُفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وفيه ليلة القدر التي تعتبر أفضل من ألف شهر؛ لقوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[16] والتي تكون في أوتار العشر الأواخر، ويمكن أن تنتقل في ليالي العشر من عام لآخر؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)،[17] ويُحصل المؤمن المغفرة عند صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، ولمن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، ففي العشر الأواخر يكثر العتقاء من النار، كما أنّ دعوة الصائم تكون مستجابة لا يرُدّها الله تعالى، وفي الجنة بابٌ يسمى الرّيان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، والعمرة في رمضان تعدل حجة، كما ورد في الحديث الصحيح.[18]
المراجع
- ↑ مستور بن سعود السلمي، "كيف نستقبل شهر رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 186.
- ↑ محمد بن علي بن جميل المطري (28-3-2014)، "خمسون حديثا صحيحا في شهر رمضان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1121، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1119، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 984، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: 9/ 345، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1164، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3882، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم: 3042، صحيح.
- ↑ رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 1/472، حسن صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 1152، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6، صحيح.
- ↑ سورة القدر، آية: 3.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح.
- ↑ هيا الرشيد، "فضائل شهر رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.