أحاديث نزول عيسى عليه السلام
عيسى عليه السلام
مريم ابنة عمران امرأة تقية، بشّرتها الملائكة بأن الله اصطفاها على النساء أجمعين، ثم بشرتها بأن الله سيهبها بكلمة منه ولداً اسمه المسيح عيسى ابن مريم رسولاً لبني إسرائيل، ويعلمه الكتاب والتوراة والإنجيل والحكمة، ويؤيده بمعجزات عظيمة، قال تعالى: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ* وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).[1][2]
وقد وردت في القرآن الكريم آيات تتحدّث عن ولادة سيدنا عيسى ابن مريم -عليه السلام- بالتفصيل، حيث تمثّل الملك جبريل لمريم -عليها السلام- على هيئة بشر، وبشّرها بمجيء عيسى ولدا لها، فما كان منها إلا أن قالت : (أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا* قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ)،[3] وبعد ذلك استسلمت لحكم الله وقضائه، ونفخ جبريل -عليه السلام- في جيب ذرعها، وقد تولّاها الله -تعالى- بأن ساق لها الرزق من الشراب والطعام، وكلّفها بأن لا تكلّم إنسيّا، ولمّا رآها قومها، استنكروا عليها ذلك، فأشارت إلى عيسى عليه السلام، وكانت المعجزة بأن تكلم وهو في المهد، قال تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ).[4][2]
أحاديث نزول عيسى عليه السلام
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدّثت عن نزول سيدنا عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الأحاديث:[5]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا، ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: (وَإنْ مِن أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ به قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَومَ القِيَامَةِ يَكونُ عليهم شَهِيدًا)).[6]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليُهِلَّنَّ عيسى ابنُ مَريمَ بفَجِّ الرَّوحاءِ بالحَجِّ أو العُمرةِ، أو ليُثَنِّيَنَّهما جَميعًا).[7]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيفَ أنتُمْ إذا نَزَلَ ابنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وإمامُكُمْ مِنكُمْ؟).[8]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنبياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمُّهاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحِدٌ، وإنِّي أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ؛ لأنَّه لم يَكنْ بَيني وبَينَه نَبيٌّ، وإنَّه نازِلٌ، فإذا رأَيْتُموه فاعْرِفوه: رَجُلٌ مَرْبوعٌ إلى الحُمْرةِ والبَياضِ، عليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ، كأنَّ رأْسَه يَقطُرُ، وإنْ لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصَّليبَ، ويَقتُلُ الخِنزيرَ، ويَضَعُ الجِزيةَ، ويَدْعو النَّاسَ إلى الإسلامِ، فيُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِلَلَ كُلَّها، إلَّا الإسلامَ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المَسيحَ الدَّجَّالَ، ثم تَقَعُ الأمَنَةُ على الأرضِ حتى تَرتَعَ الأُسودُ مع الإبِلِ، والنِّمارُ مع البَقَرِ، والذِّئابُ مع الغَنمِ، ويَلعَبَ الصِّبيانُ بالحَيَّاتِ، لا تَضُرُّهم، فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ).[9]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وصفه: (ينزلُ عندَ المَنارةِ البيضاءِ، شَرقيَّ دمشقَ، بينَ مَهْرودتينِ، واضعًا كفَّيهِ على أجنحةِ ملَكَينِ، إذا طأطأَ رأسَهُ قَطرَ، وإذا رفعَهُ ينحدِرُ منهُ جُمانٌ كاللُّؤلؤِ).[10]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَقتُلُ ابنُ مريمَ المسيحَ الدجَّالَ ببابِ لُدٍّ).[11]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ).[12]
أعمال عيسى عليه السلام بعد نزوله
يظهر في آخر الزمان الدجال، فيعم الفساد في الأرض، فيبعث الله -تعالى- عيسى ابن مريم عليه السلام، فيكون من أعماله:[13]
- قتل الدجال.
- قتل الخنازير.
- كسر الصليب.
- الحكم بالعدل والقسط.
- وضع الجزية.
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية: 48-49.
- ^ أ ب "نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام"، www.islamqa.info، 23-2-2001، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية: 20-21.
- ↑ سورة مريم، آية: 30-31.
- ↑ إسماعيل بن عمر بن كثير (2002)، تفسير القرآن العظيم، الرياض: دار طيبة، صفحة 457، جزء 2.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3448، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 10661، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 155، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9270، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن النواس بن سمعان، الصفحة أو الرقم: 3310، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن مجمع بن جارية، الصفحة أو الرقم: 15468، صحيح لغيره.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2897، صحيح.
- ↑ الشيخ محمد شعبان (26-4-2017)، "نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019. بتصرّف.