-

حاطب بن أبي بلتعة

حاطب بن أبي بلتعة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حاطب بن أبي بلتعة

حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي صحابي بدري، دخل في الإسلام وهاجر مع المسلمين إلى يثرب برفقة سعد بن خولي مولى حاطب، ونزل عند المنذر بن محمد بن عقبة، وقد آخى النبي بينه وبين رحيلة بن خالد، وقد شارك مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته التي غزاها؛ فقد شهد غزوة بدر، وصلح الحديبية، وفتح مكة، كما بعثه رسول النبي صلى الله عليه وسلم في عام 6هـ برسالة إلى المقوقس عظيم مصر يدعوه فيها إلى الإسلام، فبعث معه المقوقس مارية وأختها سيرين كهدية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولحاطب رواية للحديث النبوي وقد رواها عنه ابناه عبد الرحمن بن حاطب، ويحيى بن حاطب وعروة بن الزبير، وفي هذا المقال سنعرفكم على حاطب بن أبي بلتعة.

صفات حاطب وسيرته قبل الإسلام

اتصف حاطب بأنه رجل حسن الجسم، وخفيف اللحية، ويميل إلى القصر، وأجنب به حدب، وغليظ الأصابع، وقد كان حاطب في الجاهلية حليفاً لبني أسد بن عبد العزى، كما قيل أنه كان مولى لعبيد بن حميد بن زهير بن الحارث.

قصة حاطب بن بلتعة في فتح مكة

دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليًّا والزبيرَ، فقال: (انْطَلِقَا حتى تُدْرِكَا امرأةً مَعَها كتابُ ، فائتَيانِي بهِ) فلَقَياها وطلبا الكَتابَ، وأَخْبَرَاها أنَّهُما غيرُ مُنْصَرِفَيْنِ حتى يَنْزِعَا كلَّ ثَوْبٍ عليْها قالتْ: ألسْتُما مُسْلِمَيْنِ؟ قالا: بلى، ولَكِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حَدَّثَنا أنَّ مَعَكِ كتابًا فحَلَّتْهُ من رأسِهِا، قال: فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حاطِبًا حتى قُرِئَ عليهِ الكتابَ، فاعترفَ، فقال: ما حملكَ؟ قال: كان بمكةَ قَرَابَتِي، وولدِي، وكُنْتُ غريبًا فيكُمْ معشرَ قريشٍ، فقَالَ عمرُ: ائْذَنْ لي يا رسولَ اللهِ في قتلِه، قال: لا إنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وإنَّكَ لا تَدْرِي لعلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ على أهلِ بدرٍ فقال: اعملَوْا ما شئتم فإنِّي غافر لَكُمْ) [سير أعلام النبلاء]، وقد أنزل الله في هذه الحادثة الآية التالية قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [الممتحنة:1]، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله: وهذه القصة مما اتفق أهل العلم على صحته وهي متواترة عندهم معروفة عند علماء التفسير، وعلماء الحديث، وعلماء المغازي، والسير والتواريخ، وعلماء الفقه، وغيرهم.

عندما أرسل حاطب إلى قريش يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ولم يكن يقصد خيانة المسلمين، وإنما كان يخشى على أهله الذين كانوا يعيشون في مكة، كما أنّه لم يكن له قرابة يحمونهم كغيره من المسلمين المهاجرين، فأراد أن يقدم للمشركين خدمةً ليضمنوا له حماية أهله، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عفا عنه؛ لأنّه ممن شهدوا غزوة بدر.

وفاة حاطب بن أبي بلتعة

توفي حاطب في عام 30 هجري في المدينة المنورة، وكان عمره عندما توفي 65 سنة، وقد صلى عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقد ترك لبنيه عند وفاته 4000 درهماً وديناراً وداراً.